د. داليا مجدى عبد الغني تكتب: اخْتَرْ ما شئت

داليا مجدي عبد الغني
داليا مجدي عبد الغني
داليا مجدي عبد الغني
الفطرة والمُكتسبات، هما العنصران اللذان يُكونان شخصية الإنسان، فهو يأتي إلى الحياة على فطرته السليمة، ثم يكتسب الكثير من المُكتسبات، بعضها إيجابي والآخر سلبي، ولكن تظل فطرته تتصارع مع مُكتسباته، ولكن السؤال هو، من فيهما الأقوى؟
 
البعض يقول أن الفطرة هي الأقوى؛ لأنها الأساس والبداية والأصل، والبعض الآخر يُردد أن المكُتسبات أقوى؛ لأنها تحدث بفعل الزمن، وبإرادة ووعي صاحبها، ولكنني مبدئيًا أرفض مُصطلح "الفطرة السليمة"، فمن قال أن كل إنسان تكون فطرته سليمة، ألم نلحظ وجود أطفال صغار في مهدهم، يكون لديهم ميول عُدوانية، بدون أي أسباب منطقية، فالجينات الوراثية لها دور كبير في تكوين طبيعة الإنسان وميوله، فأنا أرى أن الفطرة هي كالصفحة البيضاء، لا يُوجد بها أي مؤشرات تُوحي بالخير أو الشر، ثم يبدأ صاحبها في تلوينها، وهذه الألوان ليست كلها مُكتسبات خارجية، وإنما تبدأ عادةً باختيار شخصي من صاحبها، لا علافة لها بالمجتمع.
 
علاوة على أننا دائمًا نتحدث عن المُكتسبات, وكأنها كل ما هو سلبي وشاذ، وخارج عن المألوف، بالرغم من أن أهم وأفضل الأمور في حياتنا، كان أساسها هو المُكتسبات، فعلى سبيل المثال "العبادة"، بكل أشكالها وصورها هي مُكتسب ديني، فنحن لم نُولد نُصلي ونصوم ونُزكي، و"الإرادة" نحن نكتسبها بمرور الوقت؛ بسبب ما نمر به من صُعوبات، و"الخبرة"، هي نتاج مجموعة من التجارب التي تارةً تنجح، وتارةً أخرى تخفق، و"الحب"، هو مشاعر طيبة وبريئة، وصادقة، نُعضدها بسلوكياتنا.
 
وهكذا، فليس كل مُكتسب هو سلوك رديء، وليست كل فطرة هي في أصلها سليمة، فالصفحة البيضاء نحن من نُلونها كيفما نشاء، ولكن سيبقى السؤال، أيهما أقوى، الفطرة أم المُكتسبات، أيًا ما كانت الفطرة سليمة أم لا، أو المُكتسبات سلبية أم إيجابية؟
 
والإجابة على هذا السؤال، أتت مُنذ قرون طويلة، في الآيات الكريمة (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) صدق الله العظيم.
أي أن الإنسان له كامل الاختيار في أن يُغَلِّب الخير أو الشر، سواء كان هذا الخير هو فطرته أو مُكتسباته، وسواء كان هذا الشر كامنًا في فطرته أو مُكتسباته، فللإنسان مُطلق الحرية في أن يُغَلِّب ما يشاء، غير مُقيد بالفطرة أو المُكتسب، فكلاهما كامن بداخله، وعليه أن يُغَلِّب ما يشاء منهما؛ لأنه لا يقوي منهما، سوى ما يريد هو، وهو أن يُقويه بداخله.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصدر فى رابطة الأندية: لائحة الدوري ليس سرا حربيا ومنحنا المهلة لتقديم المقترحات الجديدة

البنك الأهلي يغلق صفحة كأس عاصمة مصر استعداداً للمصري في الدوري

الأهلي يواصل الاستعداد لمباراة حسم الدوري أمام فاركو

كل ماتريد معرفته عن ختام مباريات إياب دور الثمانية لبطولة كأس عاصمة مصر اليوم

وظائف للصيادلة بمرتبات تصل لـ9400 جنيه.. والتقديم حتى نهاية مايو الجارى


هكذا استقبل أحمد زاهر ابنته ليلى من شهر العسل

تقارير: نيوم السعودي يخطط لضم إمام عاشور فى الصيف

مستأنف أسرة القاهرة تنظر دعوى الحجر المقامة من أحفاد نوال الدجوي ضد جدتهم 26 يونيو

نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة

عمر مرموش يقود مانشستر سيتي لسحق بورنموث بثلاثية فى الدوري الإنجليزي (صور)


انطلاق عرض المشروع X فى سينمات مصر بطولة كريم عبد العزيز

رياح وأتربة وحر شديد.. الأرصاد تُحذر من طقس الأربعاء 21 مايو 2025

ثروت سويلم: سننفذ حكم "كاس" حال القضاء بحصول بيراميدز على الدوري وليس الأهلي

الأهلي يطلب من عماد النحاس تجهيز تقرير فنى لـ ريفيرو عقب مواجهة فاركو

غزل المحلة: الجزار تلقى عرضا من الأهلي

الأهلي يهزم كينشاسا الكونغولى ويتأهل إلى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لليد

رامي ربيعة يحتفل بعيد ميلاده مع أسرته بتورتة الأهلي .. صور

الأهلى يفوز على الزمالك 110-64 ويصعد لنهائي دورى سوبر السلة

حقائب غامضة.. تداول فيديو يوثق لحظة السرقة من منزل نوال الدجوى

وزير الخارجية الأمريكى: الولايات المتحدة لم تبحث ترحيل الفلسطينيين إلى ليبيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى