مونديال القطيبى.. أحمد خالد والصعيد الذى كان

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
شرعت فى قراءة كتاب "مو.." للشاعر والكاتب الصحفى أحمد خالد، فأخذتنى المقدمة التى جاءت تحت عنوان "مونديال القطيبى" وأثارت فى نفسى تاريخاً من الفرح والحزن، وأشعلت ذكريات عما يمكن أن نسميه تاريخ الصعيد الجميل، الذى ولى فى غير رجعة، عندما كانت قيم الناس فى أشخاصهم وليس فى تليفوناتهم أو ملابسهم غالية الثمن أو نوع سجائرهم.
 
ذكرتنى المقدمة بسنوات الثمانينيات فى الصعيد، عندما كانت القرى باعثة على الهمة وكانت المدرسة صانعة الأحلام وكان المدرس حامل المعرفة إلى العقول وحامل الإنسانية إلى القلوب، بينما المتعلم معترفا بالفضل للمكان والإنسان، راغبا فى رد الجميل.
 
يحكى أحمد خالد تجربة مثيرة، وقعت لقريته "الرئيسية" فى قنا، عندما فكر العمدة هناك، أن يجعل الجميع على قلب رجل واحد، فدعا إلى تشيكل فريق كرة قدم يمثل القرية، وعهد إلى المهندس "القطيبى أحمد حفنى" بهذه المهمة، ويخبرنا أحمد خالد بأن المهندس القطيبى الذى أنار القرية بالكهرباء أنار عقول أبنائها بالرياضة أيضا.
 
يتتبع أحمد خالد التجربة المثيرة فى تشكيل الفريق  والقوانين الصارمة (اللعب باسم الفريق وليس العائلة، والتوقف عن التدخين والمكيفات) هذه القوانين وضعها المهندس القطيبى، الذى امتلك معرفة رياضية من القراءة والمشاهدة والملاحظة والتحليل، كما يستعرض "خالد" تجربة التصفيات التى ظهرت فيها الروح القوية والجميلة للاعبين ولأهل القرية الذين وقفوا بقلوبهم وبأرواحهم وراء أبنائهم، ولعل المباراة مع "بهجورة" كانت كاشفة لكل ذلك يقول أحمد خالد "كانت مباراتنا مع قرية بهجورة فى الساعة الخامسة، وهو نفس موعد آخر أتوبيس يغادر إلى نجح حمادى التى يفصلها عن قريتنا نحو 20 كم، وكانت أزمة كبيرة، إذ كيف نعود للبلد من دون وسائل مواصلات؟ واتفق الفريق على: سنلعب، ونعود مشيا، لكن المفاجأة الكبرى حدثت حين فوجئنا بالأتوبيس الذى يقوده عبده أبو الوكيل، يقتحم الملعب حاملا معه أهالى قرى الرئيسية والعبدية والشاورية الذين كانوا يقضون مشاغلهم فى نجح حمادى، رجالا ونساء وعجائز وأطفالا، فقد قرر عبده تحويل مسار الأتوبيس والاتجاه به للملعب، لتشجيع الفريق وانتظاره حتى ينتهى من المباراة، وانتهت المباراة الفاصلة ليعلن صعود فريق الرئيسية لتصفيات أبطال المراكز على مستوى المحافظة، وهى التصفيات المؤهلة للدرجة الثالثة، وعدنا مع أهالينا فى أتوبيس عبده للبلد بعد صلاة العشاء، رافعين تميمتنا (أبو قردان) رمز النصر والسلام".
 
الحكاية ملأت عينى بالدمع، ودفعتنى لذكريات قديمة فى قرى أسيوط، نعم كانت التجربة مختلفة من حيث الأحداث، لكنها متشابهة من حيث الروح، ومن حيث جوهر الإنسان، عندما كان الرجال الكبار يقفون ليتأملوا أطفالا صغارا يلعبون الكرة فى شوارع القرية.
 
المحزن فى الأمر أن هذه الظواهر الطيبة لم تتطور مع الزمن، بل انتهت، وصارت النفوس "ضيقة" لا تتوقف لشجيع طفل أو حتى لاكتشاف موهبته.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

خالد النبريصى يقترب من تدريبات الإسماعيلى استعدادا للموسم الجديد

أحمد أبو الغيط يؤكد حرص الدول العربية على تطوير الشراكة مع بكين

الاتصالات: تصريحات الوزير حول زيادة كفاءة الإنترنت بعد حريق رمسيس مجتزأة

المدبوليزم.. ذكرى وفاة نجم الكوميديا عبد المنعم مدبولى صاحب التاريخ الثرى

سر لقاء أحمد السقا وزيزو بالإمارات بالتزامن مع فيلم أحمد وأحمد فى دبى


تعرف على موقف الأهلي من انتقال أحمد عبد القادر للدوري السعودي

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

الزمالك يستعيد أحمد حمدى بعد أداء مناسك العمرة

صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

وزارة الصحة تحذر 3 فئات من الخروج أثناء ارتفاع درجات الحرارة


مصدر بالاتحاد المنستيرى: الزمالك فاوضنا لضم محمود غربال.. وهذا موقفنا

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

جينيفر أنيستون تجد شريك حياتها بعد سنوات من الخلافات العاطفية

رئيس الوزراء يتفقد سنترال رمسيس

باريس سان جيرمان يتحدى الريال في قمة نارية بنصف نهائي مونديال الأندية

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

مواعيد مباريات اليوم.. قمة باريس سان جيرمان ضد ريال مدريد في مونديال الأندية

الأهلي يسدد مستحقات لاعبيه الراحلين بقيادة معلول والسولية وربيعة

كأس العالم للأندية مسرح وداع الأساطير.. سان جيرمان ينهى قصة مولر الذهبية.. مودريتش يودع عشقه الأبدى.. رحلة دى ماريا الأوروبية تصل المحطة الأخيرة.. وثنائى المستقبل إستيفاو وماستانتونو يغادران بالميراس وريفربليت

الولايات المتحدة تتوقع تحصيل أكثر من 300 مليار دولار من الرسوم الجمركية بنهاية العام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى