القارئ عمرو رضا حسيب يكتب: حُرية مُطلَقة.. ولكن

شاب وفتاة
شاب وفتاة

النسبية؛ ما أريد أن تقتنعوا به هو النسبية، حتى إن حياتنا قائمة على النسبية، فإذا اقتنعنا أن كل شىء فى حياتنا نسبى وغير مبنى على المقياس المطلق، حينها سنشعر أننا نحتاج أن نُمعِن التفكير فى معظم أفعالنا التى تريح ضمائرنا ظناً منا أننا لا نخطئ وأننا نسير وفقاً لما حدده منهجنا الدينى، ولكن هل هذا يدعو حقاً إلى التفكير مرة أخرى أم فقط سَنُقنع أنفسنا أن كل إنسان حر فى قرارته ولا يجب عليه مراعاة حقوق الآخرين؟

الحرية المطلقة - من وجهة نظرى- هى جزء لا يتجزأ من منهج ”مسرح العَبث”، الذى سار عليه أحد الكتاب العظماء صمويل بيكيت، فالحرية المطلقة مبدأ يناقض نفسه لمن يؤمن به؛ فعلى الرغم أن الإنسان حر يمارس حقوقة بأريحية بشرط أن لا يتعدى حدوده ولا حدود القيود والثوابت الاجتماعية، إلا أن الإنسان لا يعيش فى مجتمعه وحده ولا يحق له أن يقتنع أشد الاقتناع أنه حر فى كل أفعاله دون مراعاة حقوق الآخرين ولا قوانين المجتمع الذى يعيش فيه.

الله رزقنا بالعقل لنستغله للتفكير وهذا ما يميزنا عن باقى المخلوقات وحين يقتنع الإنسان أنه حر فيما يفعل سنتحول تلقائياً إلى حيوانات عقيمة التفكيرلا تؤمن بمعايير الصواب والخطأ أو الخير والشر كما قال الفيلسوف الهولندى باروخ سبينوزا.

دعونا نلقى نظرة على الكون لنجد أنه لا يوجد هناك قاعدة متحررة بشكل تام من حدودها، كل شئ مُحاط بقيود تحفظه وتمنعه من تجاوز حدوده. من ناحية أخرى -كما كنا نقول- مقولة أن "الحرية مُطلَقة" تناقض نفسها بنفسها؛ حيث أن كل مواطن سيكون حر فى رفضه لمقولة أن الحرية مطلقة بمعنى أن وجود مبدأ الحرية المطلقة يُعطى الإنسان الحق فى رفصه لحقوق الغير. لدرجة أننى أرى بعض المفكرين يؤمنون أن تلك القيود نسبية ولا تُعَمم على كل المواطنين، ولكنهم لا يدركون أن حتى مقولتهم تلك تعد نسبية وهذا يعطى الحرية لمن يسمعهم أن لا نؤمن بها كذلك.

لذلك لابد أن يكون هناك ثوابت نسير وفقاً لها، فالله رزقنا بنعمة العقل ثم أرسل بعد ذلك مناهج دينية فى حالة تشتت أفكار هذا العقل ليمكنه من تحديد القيم التى تؤكد أفكاره أو تنفيها لعدم صحتها فهذا يعنى أن تفاعل العقل مع الدين ينتج قيم أو معايير نحتكم لها كمجتمع ولذلك فعلينا جميعاً أن نلتزم بالقيم والمعايير حتى يترابط المجتمع ويستطيع التواصل.

وفى النهاية أقول أن الحرية ليست مطلقة، ولكن القيم والمعايير التى يجب أن يسير عليها المواطن هى المطلقة لإنها مزيج بين المنهج الدينى والثوابت الاجتماعية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزيرا التضامن والعمل يقرران صرف 300 ألف جنيه لأسرة كل متوفى بحادث الدائرى الإقليمى

وزارة الصحة تُصدر تحذيرات وقائية تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة

فرص عمل بمشروع محطة الضبعة النووية بمرتبات تصل إلى 11 ألف جنيه

تحذير عاجل من الأرصاد الجوية لهذه المحافظات خلال الـ48 ساعة المقبلة

الأرض تدور أسرع.. استعدوا لأقصر أيام فى التاريخ خلال صيف 2025


وزارة الصحة توجه 10 رسائل مهمة للحماية من المضاعفات الخطرة للموجة الحارة

صحتك بالدنيا.. إضافات لكوب الشاي ليعالج "الانتفاخ".. دراسة تؤكد: المشروبات السكرية ترفع خطر الإصابة بالسكر مقارنة بالمأكولات.. 6 طرق تساهم في تحسين الذاكرة.. وعلامات لا تتجاهلها لضعف النظر عند الأطفال

بي اس جي ضد البايرن.. ديزيريه دوى يفتتح أهداف القمة في الدقيقة 78

ضبط سائق ملاكى صدم فتاة بمدينة 6 أكتوبر

توجيهات رئاسية عاجلة للحكومة بشأن الدائرى الإقليمى


القاهرة الإخبارية: أزمة وقود خانقة في غزة تهدد حياة المرضى

عائلة الزعيم تطمئن الجماهير على صحة عادل إمام فى أحدث ظهور له.. صورة

ارتفاع عدد المتوفين بحادث الطريق الإقليمي لـ 10 ضحايا

لبلبة تكشف عن أحدث ظهور لهالة الشلقانى زوجة الزعيم عادل إمام.. صور

الأهلي يكثف مفاوضاته مع أسد الحملاوي لخلافة وسام أبو على فى الموسم الجديد

سر غياب محمد صلاح وكريستيانو رونالدو عن جنازة جوتا

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

تطورات ملف رحيل وسام أبو علي.. أخر 3 عروض وموقف الأهلي واللاعب

الرئيس السيسى يوافق على اتفاقية إعداد خارطة طريق نحو تخفيض انبعاثات الميثان بمصر

تشكيل ريال مدريد المتوقع ضد بوروسيا دورتموند في كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى