صور.. استمرار البحث عن القرود الهاربة فى أسوان بعد ظهورها بالشوارع.. المسئولون يستعينون بالشرطة للقبض عليها.. الطب البيطرى: لا تؤذى المواطنين.. وشهود: جاءت عن طريق مهربين من أفريقيا

6 أيام مضت على واقعة ظهور قرود فى مدينة أسوان، ولا زال البحث عنها مستمرًا حتى اليوم، ورغم أنها لا تشكل خطورة على السكان والمواطنين المقيمين فى المناطق التى ظهرت فيها، إلا أن المسئولين استعانوا بالشرطة للبحث عن القرود والقبض عليها واتخاذ الإجراءات اللازمة معها.

القرود أو النسانيس ظهرت فى بعض شوارع أسوان، وأصبحت ملفتة للنظر وحديث الشارع الأسوانى، اتجه البعض من أقوال شهود عيان إلى تحديد أعدادها مشيرين إلى أنها عبارة عن 5 قرود صغيرة من فصيلة "النسانيس" والبعض الآخر ذكر أنها ثلاثة فقط، وآخرون أكدوا أنه قرد واحد ويظهر فى أماكن متقاربة مثل "السيدة نفيسة" و"الشواربى" و"السوق السياحى" وكلها أماكن قريبة من بعضها بوسط مدينة أسوان.

وأوضح شهود عيان لـ"اليوم السابع"، بأن القرود ليست غريبة فى الظهور بمحافظة أسوان، حيث تأتى من الجنوب الأفريقى، والبعض يأتى مهرباً عن طريق الجمارك والمنافذ البرية والنهرية الرابطة محافظة أسوان بالشمال السودانى، لافتين إلى أن هذه القرود قد تكون هاربة من صاحبها إلى الأشجار والأماكن المرتفعة فى الشوارع بمدينة أسوان.

الدكتور أحمد صالح، مدير عام الطب البيطرى بأسوان، قال إن المديرية لم تتلق أى بلاغات رسمية بانتشار القرود فى الشوارع، لافتاً إلى أنه على الرغم من ذلك قام بجولة ميدانية تفقدية برفقة العاملين معه بالمديرية داخل المناطق التى تردد انتشار النسانيس فيها، وغيرها من المناطق الأخرى.

وأضاف الدكتور أحمد صالح، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه استفسر من الباعة الجائلين والمتواجدين بأسواق السيدة نفيسة والحارث ومنطقة الحاج حسن وغيرها عن هذه القرود والذين أكدوا بأنهم قردين صغيرين من نوعية ( النسانيس ) ، ولم يحدثوا أى إصابات أو أذى بالمواطنين المترددين فى هذه المناطق، وأن المواطنين والمارة بالشوارع قاموا بإعطائهم الطعام وسط فرحة وسرور من مشاهدتهم، وعقب ذلك اختفوا من هذه المناطق ولم يتم ضبطهم.

وأكد مدير عام الطب البيطرى بأسوان، أن ظهور هذه القرود أو النسانيس أمر ليس بالغريب حيث أنه من المحتمل أن يكون أحد الوافدين من أشقائنا السودانيين لأسوان باصطحابها، ولكنها فرت منه، مشدداً على أن كافة العاملين بمديرية الطب البيطرى دائماً فى حالة استعداد ورفع درجة الطوارئ للتعامل مع أى بلاغات أو إخطارات، وبالتوازى يتم حاليًا تنفيذ حملات تفتيشية بالتنسيق مع الجهات المعنية للتعرف على حقيقة ظهور هذه الأنواع من القرود والبحث عن مصدرها للتعامل الفورى والسريع معها.

ورغم كل هذه الجهود، إلى أن الطب البيطرى استعان بالشرطة وشئون البيئة والمحميات الطبيعية للسيطرة على الموقف، والقبض على هذه الحيوانات ووضعها فى الحجر البيطرى من أجل تسليمها إلى الجهة المختصة، وهى ما دفع الشرطة للاستعانة بسيارتى شرطة للبحث عن القرود وضبطها.

أحمد أبو الحسن عبد الله، شاب فجر مفاجأة حول الواقعة، وأكد لـ"اليوم السابع"، أن ما يحدث فى أسوان سببه هو هروب قرده الصغير الملقب بـ"شارون" ويبلغ من العمر حوالى سنتين، مضيفاً أن الأقاويل التى ترددت أنهم خمسة أو ثلاثة غير صحيحة، ولكنه قرد واحد فقط هرب منه ولا يزال يبحث عنه إلى الآن.

وأوضح صاحب القرد الهارب، بأنه يبلغ من العمر 25 سنة، ويقيم فى محافظة الأقصر، ولديه أصدقاء يدرسون فى مدينة أسوان، وطلبوا منه أن يستعيروا القرد الخاص به، والذى كان قد اشتراه من صديق له من مدينة المنصورة قبل عام، مضيفاً أن أصدقاءه اصطحبوا القرد "شارون" إلى أسوان معهم وفى إحدى المرات التى نزلوا فيها من السيارة لشراء بعض الأشياء نسوا زجاج السيارة مفتوحاً، وهو ما دفع القرد للهروب من السيارة إلى الشوارع.

وتابع الشاب، بأنه رصد مكافأة لمن يعثر على صاحب القرد الهارب، لأنه كان يحبه كثيراً وتعلق به خلال الفترة التى قضاها معه، موضحاً بأنه لم يتسبب فى ضرر أو أذى لأحد، على عكس ما يحدث بأن الكثيرين كانوا يتسابقون لالتقاط الصور معه، ولم يتسبب أحد فى مضايقته حتى أفراد الشرطة أثناء المرور به فى الكمائن المرورية.

وكان محمد القرش المتحدث باسم وزارة الزراعة، أشار إلى أنه تم رصد مجموعة من القرود عددهم حوالى 3 قرود فى محافظة أسوان، ولا نستطيع التعرف على مصدرها حتى الآن، موضحًا بأنه بدأ بالتنسيق مع الجهات المعنية من أجل اصطياد تلك القرود كى يتم إيداعها فى حديقة الحيوانات.

وأضاف محمد القرش، أنه لا يصح تربية الحيوانات البرية بدون ترخيص رسمى لأن مثل هذه الأنواع من الحيوانات لها أهمية خاصة للحفاظ على التوازن البيئى ولديها طريقة معاملة خاصة ، كما أنه لا خطورة من القرود على الإنسان ولكننا نتعامل معها على محمل الجد، وهناك قوانين للتعامل مع الحيوانات البرية ويتم استخدام أدوات معينة للتعامل معها للحفاظ على الحياة البرية.