التائبون والنادمون لا يضعون شروطا للتنصل من التنظيمات الإرهابية..!!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم دندراوى الهوارى
التائبون توبة نصوحا لا ينتظرون مقابلا، فكل عمليات المراجعات الفكرية، المشروطة، كانت مراجعات واستتابات وهمية، هدفها تحقيق أقصى المغانم، مثل الخروج من السجون، والتنصل من جرائم التنظيمات والجماعات المنضمين لها وفقا لمعطيات ظرف سياسى ما، بجانب عدم المتابعة الأمنية، ولكم فى مراجعات شلة عاصم عبد الماجد وطارق الزمر وأبوالعلا ماضى وعصام سلطان وغيرهم، أسوة سيئة..!!
 
صاحب المراجعات الفكرية، لابد أن تتأسس لديه عقيدة أن الأفكار المتطرفة التى اعتنقها، فاسدة ولا تمت للدين بصلة، كما يدرك أن التنظيم أو الجماعة المنضم لها، وتحديدا جماعة الإخوان الإرهابية، أفكارها فاسدة، وقياداتها من المنافقين الباحثين عن جمع المغانم من سلطة وأموال على حساب كل القيم الدينية والأخلاقية والوطنية..!!
 
وإذا لم تترسخ عقيدة المراجعات الفكرية، بشكل ذاتى، وعن قناعة تامة، لا يؤثر فيها كائن من كان، فإن هذه المراجعات والأطروحات، لا قيمة لها، ولن يؤتى أكلها، وهدفها تحقيق مغانم من وراء ترديد مثل هذه المبادرات، إدراكاً بضعف موقفهم، وضعف وترهل التنظيمات التى ينتمون لها، وبمجرد ما تتغير الظروف السياسية، وتبدأ شوكتهم فى الاستقواء من جديد، يعود التائب إلى أخطر مما كان عليه بمراحل، وتتشبع جيناته بروح الانتقام..!!
 
التاريخ لا يكذب ولا يتجمل، فهو سجل ذكريات، يدون كل التفاصيل، عن الأحداث، فى مختلف المجالات، وكل العصور، ليعود إليها الإنسان، وينهل منه المواقف المشابهة لحالته الآنية التى يحياها، والتاريخ سجل لنا عشرات بل مئات المراجعات، وسجلتها عشرات الكتب، وساندت الدولة كل العناصر المستتابة، وما إن اندلعت 25 يناير 2011 حتى فوجئنا بالمستتابين، بقيادة وزعامة عاصم عبدالماجد، يتصدرون المشهد الفوضوى، ويعودون أكثر شراسة، وعنفا، وحقدا على المجتمع، من ذى قبل.
 
نعم، أعلنت الجماعة الإسلامية الإرهابية، مبادرتها لوقف العنف سنة 1995 ومراجعاتها للفكر المؤسس له بدءا من عام 1997، وفى نهايات 2007 أعلن منظر السلفية الجهادية، وأمير الجهاد السابق الدكتور فضل وثيقته «ترشيد العمل الجهادى فى مصر والعالم»، بجانب وثيقة أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، والذى أعلن استتابته وانشقاقه عن جماعة الإخوان، وتصدر مشهد المنشقين التائبين المعترفين بفساد الفكر الإخوانى، وغيرهم من القيادات البارزة.
 
ورغم ذلك، وبمجرد اندلاع 25 يناير وجدنا أبوالعلا ماضى وعصام سلطان وعاصم عبد الماجد، وغيرهم، يتصدرون المشهد ويعودون للارتماء فى أحضان جماعة الإخوان، بالتحالف تارة والدعم والتأييد تارة أخرى، وصاروا أبواقا مدافعة ومبررة لمواقف الجماعات الإرهابية، بل ويتصدرون منصة معسكر رابعة الإرهابى، ينفثون سمومهم فى العباد، ويدعون إلى القتل والتخريب والتدمير، دون أى وازع من دين أو ضمير وطنى.
 
لذلك من يطرح فكرة المراجعات والاستتابة والتنصل من التنظيمات الإرهابية حاليا، عليه أن يعمل بالشعار الذى دشنته هيئة اليونسكو منذ ميلادها فى 15 نوفمبر عام 1945 ومستمر حتى الآن، والذى يقول إن الحرب تبدأ فى العقول كما يبدأ فيها السلام، وهو ما يعنى أن خطاب العنف أكثر خطورة من ممارسته، مما يجعل المراجعة الفكرية للفكر المتطرف أو الإقصائى أهم وأكثر جوهرية من التراجع العملى فى الفضاء العام نتيجة عدم توازن القوى لصالحها، وبينما تظل المراجعات العملية لحظات أو هدنة مؤقتة، تعنى المراجعات الفكرية تحولا عمليا مضادا فى اتجاه مختلف، ووقفا لفعل العنف واعتذارا مبطنا أو معلنا عن مبرراته ذاته، هى تأسيس مضاد وكفران بإيمان قديم نحو إيمان جديد بدرجة كبيرة.
 
إذن، وقولا واحدا، فإن المراجعات الفكرية والتنصل من التنظيمات، لابد أن تؤسس على قناعة فكرية كاملة، وغير مشروطة، وأن تكون مستمرة وليس لهدنة مؤقتة لمسايرة ظرف سياسى بعينه، وعندما يتغير هذا الظرف يعود المستتاب عن غير قناعة لأفكاره الإرهابية، أكثر شراسة..!!
ولك الله.. ثم شعب واع وصبور.. وجيش قوى يا مصر...!!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

رؤية شاملة لقانون الأحوال الشخصية للكنائس.. حماية حقوق الطفل وأهمية الأسرة في التبنى.. مراحل تحضيرية وضمانات قانونية في الخطوبة والقائمة.. والتوازن بين الشرع والعدالة الاجتماعية في قضايا الميراث

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

الأكثر تحقيقا للأرباح في كأس العالم للأندية قبل نصف النهائي.. إنفو جراف


مدرب فلومينينسي يتحدى تشيلسي: هدفنا صناعة التاريخ

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام

بعد هجوم بيت حانون.. "القسام": سندك هيبة جيشكم وجنائزكم ستصبح حدثا مستمرا


زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى