فى حياتى دولفين

هند أبو سليم
هند أبو سليم
هند أبو سليم

غير الشائع عن أنها حيوانات (كيوت)، هى العكس تماماً.. الدولفين بجانب ميولها الاغتصابية وممارستها للجنس للمتعة - زى البنى أدمين - لا للتكاثر فقط..  فهى حيوانات نرجسية متنمرة.. تجول البحار والمحيطات لتتنمر على أسماك الله ومخلوقاته البحرية - حتى أطفال سمك القرش - وبغض النظر أنه كائن يقتل أطفال جنسه حين يشعر بأنهم يأخذون اهتمام الأنثى.. وبغض النظر عن أنه كائن يجول البحار باحثاً عن أسماك معينة تعطيه نفس إحساس المخدرات عند البشر - كل اللى فوق بغض النظر- فنحن فى النهاية نعتبر الوحشية بين حيوانات الله فى جزء من الطبيعة (الأسد والغزال - الضباع وضعاف الحيوانات..الخ).

 

لكن.. ماذا لو لديك إنسان دولفينى النزعة فى حياتك.. إنسان  نرجسى متنمر.. (فلندع النرجسية لوقت لاحق)

- المتنمر كل جل متعته أن يشير بكل أصابعه إلى مواقع ضعفك.. وإن لم يجد يخترعها لتصدقها.

- أن يجعل منك سخرية أى مجلس.. أن ينقص منك بإذلال واضح.

- أن يضيف الإهانة على كل جملة يحدثك بها.

- أن يجلدك ليل نهار.. سواء بنظراته أو لسانه أو يديه.

لا أريد الإسهاب فى الأساليب التى يتبعها المتنمرون.. إذ شعرت بانقباضة فى صدرى وأنا أسردها..

 

التنمر ليس حكراً على البيئة المدرسية، أو الدولفينية، فهى ظاهرة موجودة فى كل أشكال العلاقات الإنسانية..

 

علاقات تغير شكل أيامنا للأسوأ، تؤرق نومنا.. تغير شكل علاقتنا بالآخرين.. تعزل داخلنا عنا.. عن عالمنا.. تعرى ضعفنا.. مهما كبرنا فى السن يظل جرح التنمر ندبة لا تندمل.. تظل تنزف فى كل موقف نمر به حتى آخر العمر..

 

 الأب المتنمر، الأم المتنمرة، الأخ ، الصديق المتنمر، القريب المتنمر، الجار، الزميل، المدير، الابن المتنمر.. وكعادتى أترك الأفضل للآخر: نصفك الآخر المتنمر.

 

 

 

إنه الشخص الذى يبدأ يومه ويومك بانتقادك.. انتقاد شكل وجهك..كيف تغسل وجهك.. كيف تسرح شعرك..كيف تمشي.. كيف تقف.. كيف تتكلم.. كيف تأكل.. كيف تحضر الأشياء.. كيف تلبس.. كيف تتعامل مع من يساعدون فى المنزل ( ليسوا خدماً.. بل مساعدون) كيف تقود السيارة.. كيف تتعامل مع المرور.. كيف تدير عملك.. كيف تتعامل مع أهلك.. مع أصدقائك.. أبنائك..

انتقاد دائم.. يبدأ بسيطاً.. ثم يتحول لقطرات الماء التى شقت/ فلقت الصخر.

يتحول لأسلوب من أساليب التعذيب المتبعة فى أعتى السجون.

يصبح تأثيره على الجسد مؤلماً.. جداً.. آلما سرطانياً.. لا ينفع معه لا مسكنات ولا مهدئات.

إنهم يزرعون بذور الألم داخلنا وتظل تنبت كل موسم.. ونظل نحصدها إلى أن نموت..

ويبدأ التحول من إنسان يتسم بالطبيعية إلى ذلك الكائن المنكسر.. المنعزل.. الذى أقل ما يقال عنه فعلا: مسكين.

 

هكذا وحوش (و ده أقل وصف) يجب ليس الاجتناب أو البعد عنهم بل الهرب.. الهرب.. الهرب منهم..

الهرب دون النظر إلى الوراء ولو للحظة واحدة.. فما هو أتٍ بدونهم أبسط وأجمل وأنقى وأهدى..

 

الهرب.. فأن تجد ذاتك مرة أخرى.. شيء حقيقى أكثر من كل واقعية الألم الذى تعيشه.

 

الهرب من هلاوس الحب والوفاء والانتماء والارتباط.. فكلها مبادئ صحيحة مع شخص خاطئ.. فالمعادلة غير سليمة من الأساس.

 

الهرب وليس المواجهة كما يطالبوننا فى البيئة المدرسية ونسعى لتشجيع أبنائنا عليها.. ففى الحياة.. المواجهة والمحاولة مع هكذا كائنات يعتبر إهداراً لوقت وعمر يذهب ولا يعود.. للحظات ممكن أن تعيشها فى سلام.

 

الهرب.. لأن الحياة ليست ما نعيشه معهم..

الحياة أمان

الحياة حب

الحياة سكينة

الحياة طيبة

الحياة طمأنينة

الحياة احتواء

الحياة أن تحياها.. لا أن تموت كل يوم.. كل ساعة.. كل دقيقة.

 

 

كعادة آخر الكلام.. اتكئ للخلف وفكر: من المتنمر / المتنمرة فى حياتك؟

وهل تزرع فى قلب أحد آلماً بتنمرٍ خفى غير مقصود؟

 

شكراً

 

أعدى لى الأرض كى أستريح فإنى أحبك حتى التعب

محمود درويش

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد تصوير جوي لأعمال تركيب القضبان وتشطيبات محطات القطار السريع.. صور

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

حودة لاعب طائرة الزمالك أفضل ضارب ببطولة العالم للشباب برصيد 56 نقطة


البرتغالي جارديم يرفض خلافة عموتة في تدريب الجزيرة الإماراتي

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

النصر ضد الأهلى.. رونالدو يخوض النهائي رقم 40 في مسيرته

الزمالك يتظلم من قرار سحب أرض النادي بـ 6 أكتوبر ويؤكد صحة موقفه

موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام فى الدوري الإنجليزي


رامي ربيعة.. العين ضيفًا على دبا في الدوري الإماراتي اليوم

إسلام جابر: أرفض اللعب للأهلي.. ومصطفى محمد زملكاوي ووارد انتقاله للأحمر

ابنة هوجان تطالب الشرطة بكشف لقطات الكاميرات لتوضيح ملابسات رحيل والدها

طائرة خاصة لمنتخب مصر للسفر 7 سبتمبر لمواجهة بوركينا في تصفيات المونديال

خسارة شباب الطائرة فى مواجهة أمريكا ببطولة العالم بالصين

فيريرا يراهن على ثبات تشكيل الزمالك وتجانس الصفقات أمام فاركو

طلاب الثانوية العامة دور ثان يؤدون امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات

انطلاق الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري غدا بـ 3 مواجهات قوية

النصر يتحدى الأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي

برشلونة يواجه ليفانتي لمواصلة الانتصارات فى الدوري الإسباني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى