فيديو وصور.. "اليوم السابع" تجرى معايشة على أرض الأحلام "منف".. هنا عاش يوسف الصديق قبل آلاف السنوات.. "تل العزيز" شاهد على قصر عزيز مصر وصوامع غلال السبع سنوات العجاف.. والعشوائيات تشوه الصورة التاريخية للموقع

تل العزيز
تل العزيز
تحقيق ـ محمود عبد الراضي

تناول القرآن الكريم قصة "يوسف" عليه السلام التي جرت تفاصيلها في مصر، واصفاً إياها بأنها "أحسن القصص"، فيما وقع خلاف حول مكان وأحداث قصة يوسف، ورجحت المراجع والكتب، أن تفاصيلها جرت في مدينة "منف"، أو "العزيزية" التي لقبت بهذه الاسم نسبة لعزيز مصر، والتي تقع فى محافظة الجيزة.

"اليوم السابع"، أجرى معايشة ميدانية، داخل العزيزية "أرض الأنبياء" كما يطلق عليها الأهالي، والتي كانت شاهدة على العديد من الأحداث والقصص التي كانت عبرة لأولى الألباب.


أرض الأحلام، هكذا يطلق عليها الأهالي، فعليها رأى عزيز مصر " سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ"، وعليها كانت رؤية السجنين، حيث " قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ".

الرحلة لم تكن سهلاً، والوصول للمكان لم يكن بالأمر اليسير، فمجرد وصولك قرية "العزيزية"، وسؤالك عن مكان "تل العزيز"، تجد أنك تسير على طريق ترابي، عرضه لا يتخطى المترين، بجواره بعض المنازل البسيطة المتراصة، وعلى الجانب الآخر تجد بعض الزراعات.

أحجار أعلى تل العزيز
أحجار أعلى تل العزيز

 

بعد رحلة تستمر نحو ربع ساعة بالسيارة، تقف أمام تل كبير من التراب، فأنت الآن أمام "تل العزيز"، حيث كان يقام قصر "العزيز هنا"، صعدنا التل الترابي المرتفع لنحو أكثر من 15 متر، حيث تبدو المنازل أقل حجماً في الأسفل، وتظهر زروع النخيل على مسافات بعيدة، ويوجد أعلى التل قطع من الحجارة الصلبة، بعضها على أشكل زهرة اللوتس، يقول الأهالي أنها من بقايا القصر.

أعلى التل تجد بعض الحفر، كما أن الأهالي يؤكدون أنها بقايا "صوامع" الغلال، التي كان يتم حفظ فيها الغلال في السبع سنوات العجاف للتغلب على الجوع والجفاف، بحسب نصيحة يوسف عليه السلام.

محرر اليوم السابع بالعزيزية
محرر اليوم السابع بالعزيزية

 

ويقول "محمد على" أحد سكان المنطقة، أن هذه الصوامع انهارت بسبب عوامل البيئة وسقوط الأمطار المتكررة، وعثر الأهالي قديماً على بعض حبوب القمح كبيرة الحجم، وتم زراعتها، إلا أنها لم تنبت.

أغنام العزيزية
أغنام بتل العزيزية

 

يقول جمعه طوغان من أهالي المنطقة، وأحد هؤلاء المهتمين بتاريخ القرية، وصاحب كتاب "مدينة منف"، أن القرية سميت بـ "تل العزيز" نسبة لعزيز مصر، الذي ذكر في القرآن في قوله تعالى "وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه"، كما أطلق على سيدنا "يوسف لقب "العزيز" عندما تم تعيينه وزيرا للملك بمصر، كما قال تعالى "فلما دخول عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا"، والأرجح أن قرية العزيزية ـ حيث تل العزيز ـ سميت بهذا الاسم نسبة إلى عزيز مصر "يوسف" عليه السلام حسب ما توارثه الأحفاد عن الأجداد في القرية، وذكر القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى عن منف، قال :"وفي شمال هذه المدينة بلدة صغيرة تعرف بالعزيزية، يقال إنها كانت منزل العزيز وزير الملك، وهناك مكان على القرب منها يعرف بزليخا، وفي غربها إلى الشمال في سفح جبل مصر الغربي سجن يوسف عليه السلام".

بقايا أحجار بتل العزيزية
بقايا أحجار بتل العزيزية

 

وأضاف "طوغان" في حديثه لـ"اليوم السابع"، أنه في هذا المكان سجد أخوة يوسف له، وجرت العديد من الأحداث التي تناولها القرآن الكريم في سورة يوسف.

وأردف "طوغان"، أنه يوجد أيضاً منطقة تسمى بـ"أحواض زليخا" واسمها الحقيقي راعيل بنت رماييل، والتي كانت تنزل بها للاستحمام برفقة الفتيات، إلا أن هذه الأحواض مع مرور الوقت جفت، وتمت إقامة مباني عليها، لافتاً أن هناك تخوف من زحف المباني على هذه الأراضي المباركة التي تشهد العديد من الأحداث التاريخية.

مباني مخالفة بمحيط تل العزيزية
مباني مخالفة بمحيط تل العزيزية

 

الملفت للانتباه، أنه خلال رحلتنا بالمكان، تبين عدم وجود أية عناية بهذه الشواهد الأثرية والتاريخية من قبل الجهات المعنية، سواء من وزارة الآثار أو محافظة الجيزة، فلا يوجد سوى سور تقليدي يحيط بتل العزيز تم إقامته حديثاً، ولكن لا يوجد طريق ممهد للوصول للمكان، أو دعاية له لزيارة الأجانب والمصريين له، فضلاً عن عدم حمايته من زحف العمران عليه وبناءً منازل بطريقة عشوائية تشوه المنظر الجمالي للمكان، كان أبرزها إقامة كافتيريا بمحيط المكان، تذيع أغاني المهرجات والـ"دى جي" على أرض الأنبياء.

بقايا الصوامع بتل العزيز
بقايا الصوامع بتل العزيز

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صفحة منتخب مصر ترحب بمحمد صلاح: الملك فى الوطن

من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

إصدار عملة تذكارية ذهبية وفضية بمناسبة 150 عاما على إنشاء هيئة قضايا الدولة

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص


مجلس الوزراء يهنىء الرئيس بمنحه أرفع وسام من الفاو

انتهاء نظر استئناف محمد رمضان على حبسه عامين وتغيبه عن الحضور

الأهلى يناقش استعارة لاعب سيراميكا فى يناير ضمن صفقة عمر كمال

BBC: محمد صلاح يحظى بدعم جماهيرى ورسمى غير مسبوق بعد أزمة ليفربول

أبرد الفصول.. الشتاء يبدأ رسمياً الأحد المقبل ويستمر 88 يوما و23 ساعة


شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

7 ممرات لوجستية متكاملة.. شرايين جديدة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للتجارة

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى