القارئ مصطفى التونى يكتب: فن صناعة المعاق

تربية الأبناء
تربية الأبناء
ما هذا؟ وهل يوجد فن بهذا الاسم؟ وهل يصنع المعاق اصلاً؟
صبراً عزيزى القارئ اعذرك لان حدود علمنا عن المعاق انه من فقد أحد أعضائه أو ذوى الاحتياجات الخاصة، وهم إما معاقين منذ خلقهم الله أو بسبب حادث سبب لهم نوع من الإعاقة، وهؤلاء المعاقين لا يمثلون خطورة على المجتمع بل منهم من حقق نجاحات كثيرة، وأفادوا مجتمعاتهم لأن من خلفهم آباء وأمهات ربوهم على تحمل المسئولية.
 
المعاقين الذين نحن بصدد الحديث عنهم اليوم هم من نصنعهم نحن بأيدينا وعلى أعيننا صناعة بإتقان أجاد الآباء والأمهات فنونها حتى حولت أبناءنا الأصحاء أصحاب العقول الى معاقين عن الحركة وعن الفكر؛ حولناهم الى معاقين حينما ربيناهم على عدم تحمل المسئولية فى كل شيء، حينما تحملنا ما لا يطاق لتلبية رغباتهم وتحقيق مطالبهم دون أدنى مشاركة منهم؛ والنتيجة أصبح لدينا جيل يحمل ثقافة الاتكالية بدل من ثقافة المشاركة وتحمل المسئولية.
 
فى مقال للكاتب السعودى مشعل أبا الودع تحت عنوان "هل فى منزلنا ضيوف أم معاقين" ألقى فيه الضوء على البرنامج اليومى لأبنائنا منذ الاستيقاظ من النوم حتى نومهم؛ وكل ما ذكره الكاتب هى حقاً مشاهد يومية نشاهدها جميعاً فى بيوتنا ولا ندرى انها أولى مراحل صناعة المعاق، فهو يستيقظ صباحاً ويترك فراشه دون ترتيب، فالأم ستتولى ذلك.
 
يستبدل ملابسه ويتركها للغسيل متناثرة فى أى زاوية أو ركن، فالأم ستتولى جمعها وغسلها وكويها وإعادتها للغرفة.
يقدم له الطعام جاهزاً ليتناوله قبل ذلك أو بعده لا يتعب نفسه بغسل كوب أو صحن، فالأم ستتولى كل ما يترتب على هذا.
 
يذهب لمدرسته أو جامعته ويعود لينام أو يسهر على سنا بشات أو توتير أو إنستجرام أو مشاهدة حلقات متتابعة من مسلسل جديد يتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة وكل ما عليه هو أن "يأخذ بريك" ويمد يده ليأكل، جزاه الله خير على ذلك، ويعاود الجهاد أمام شاشة هاتفه أو الآيباد أو اللاب توب.
 
وأحياناً فى أوقات فراغه قد يتكرم فى الجلوس مع بقية أفراد أسرته لكنه حاشا أن ينسى أن يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضراً وقريباً من أصحابه الذين يقضى معهم جُلّ أوقاته حتى لا يفوته لا سمح الله تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون، لا يساهم ولا يشارك فى أى مسؤولية فى البيت ولو بالشيء القليل،.
يترك المكان فى فوضته، ويغضب أن لم يعجبه العشاء، وإن رأى فى البيت ما يستوجب التصليح أو التبديل يمر مر السحاب، طبعاً التصليحات مسئولية والده أليس كذلك، والتنظيف والترتيب مسؤولية أمه فقط..
 
وهكذا يبقى الآباء والأمهات تحت وطأة تحمل المسئولية لأنهم لم يعودوا أبناءهم عليها ولن يشعر الأبناء بمعاناة ابائهم حتى مع تقدم العمر لأننا استطعنا بتفوق أن نصنع معاق بدرجة امتياز.
 
اعتقد أنك الان صدقت انه فن وأننا اجدنا صناعته دون أن ندرى.
آن الآون أن نعيد حساباتنا فى ترسيخ مبدأ تحمل المسئولية فى عقول أبناءنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ فإن ابينا فستعلمه الدنيا لكنها ستكون قاسية وصادمة وأقل حنانا منا على .
 
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية

رئيس فلسطين: قمة بغداد منصة استراتيجية لإيصال صوت الشعب الفلسطينى

محمد صلاح يفتح أبواب ليفربول أمام دي بروين

استقالة 5 وزراء فى حكومة الوحدة الوطنية انحيازا لإرادة الشعب الليبى

مودرن سبورت يفوز على الإسماعيلى 2 /1 ويصعب مهمة الدراويش فى الدورى.. فيديو


مجموعة الهبوط.. إنبى يتعادل مع طلائع الجيش 1-1 ويقترب من البقاء فى الدورى

شقيقة سعاد حسنى عن الخطاب المنسوب للسندريلا: مش خطها والورقة تبدو حديثة

معلول ووسام على رأس قائمة الأهلى لمباراة البنك فى الدورى الممتاز غدا

إعلام عبرى عن مسئولين بجيش الاحتلال: ترامب بدأ يتخذ خطوات تضر بإسرائيل وتعزلها

تعرف على نص رسالة إبراهيم سعيد من محبسه إلى الجمهور عقب أزمته الأخيرة


مديرية تعليم القاهرة تعلن جداول البث المباشر لمراجعة مواد الشهادة الإعدادية

أسرة العندليب تظهر جواب بخط يد حبيبة عبد الحليم تكشف حقيقة زواجه منها

أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

ترامب يهاجم مدير FBI السابق بسبب منشور مثير للجدل على إنستجرام

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج

البنك الأهلى وسيراميكا وزد يسعون للتعاقد مع مطاريد الأهلي

برشلونة والاتحاد بطلا ليلة التتويج في ملاعب العالم

سفيرة الاتحاد الأوروبى: نثمن جهود مصر فى دعم القضية الفلسطينية

طائرة مظلمة فوق أراضي العدو.. ترامب يكشف تفاصيل رحلته السرية إلى العراق

الصين تطور قنبلة هيدروجينية حارقة غير نووية.. تعرف عليها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى