أبناؤه انتظروا المعاش لدفنه.. هكذا مات أحمد عرابى فقيرًا مكتئبا

الزعيم الوطنى الراحل أحمد عرابى
الزعيم الوطنى الراحل أحمد عرابى
كتب محمد عبد الرحمن
الثورة العرابية أكثر الثورات المصرية التى تعرضت لظلم، ولقى زعماؤها أشد عقاب لما قاموا به من محاولة لتحسين حال الوضع فى مصر وصد الاحتلال، وقد كان اتهامهم الأول أنهم سبب الاحتلال نفسه، ورغم كل هذه الافتراءات التى نالت من الثورة المصرية بقيادة زعيمها الوطنى أحمد عرابى، إلا أنها كانت لبنة الثورات المصرية وأولى شرارات مصر الحديثة.
 
وتمر اليوم الذكرى الـ108 على رحيل الزعيم الوطنى الكبير أحمد عرابى، إذ رحل فى 21 سبتمبر عام 1911، بحسب أغلب المراجع والمؤرخين، بينما يذكر المؤرخ محمود الخفيف أن الوفاة حدثت فى 22 سبتمبر من العام نفسه.
 
عاش عرابى آخر أيامه فى مصر غريبا، بعدما عاش 19 سنة فى منفاه بعيدا عن وطنه، عاش فقيرا مكروها من الأجيال الجديدة التى سمعت لأقوال الكارهين للزعيم والمنتفعين من الخديوى عباس نجل توفيق السبب الرئيسى فى الاحتلال، والذى رمى بفعلته بباطل على أحمد عرابى.
 
المؤرخ محمود الخفيف، يذكر فى كتابه "أحمد عرابى الزعيم المفترى عليه"، أن عرابى عاد بعد 19 سنة فى المنفى، وكان الإنجليز تمكنوا من كل شىء فى البلاد، وكان دعاة الإنجليز وألسنتهم يلقون فى روع الناس أن حركة عرابى لم تكن إلا عصيانا أهوجا بعثه الطموح الشخصى، وثبت فى أذهان ناشئة الجيل الذى أعقب الاحتلال أن عرابى هو سبب النكبة وأن "هوجة" عرابى هى التى جلبت الاحتلال.
 
فى هذا الجو الكئيب عاد عرابى، فلم يجد أحدا من الجيل الناشئ يذكره ويذكر ثورته إلا بالسوء من القول، ولولا بقية ممن شهدوا الثورة وعرفوا حقيقة أمرها، ما لقيه فى مصر أحد.
 
عاد عرابى من منفاه إلى السويس، وهناك رفض محافظ البندر استقبالهم ونكرهم، فكتب عرابى إلى قائم مقام الحضرة الخديوية، فكتب إلى مصلحة السكة الحديد بحجز صالون لنزول عرابى ورفاقه وعائلتهم من السويس إلى القاهرة على نفقة الحكومة، وكان ذلك فى الأول من أكتوبر عام 1901.
 
وعاش عرابى فى منزله بشارع خيرت كما يعيش عامة الشعب، وكانت جريدة اللواء التى أسسها مصطفى كامل تناصر الخديوى عباس نجل توفيق، فرأى أمير الشعراء أحمد شوقى أن يهاجمه ويرضى الخديوى.. بل وكتبت جريدة "اللواء": "إن اللورد كرومر جاء بنفسه إلى محطة القاهرة لاستقبال عرابى، وذلك لتلقى فى روع الناس أن عرابى من صنائع الإنجليز".
 
لكن ما حدث يختلف قليلا مع ما ذكره المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "الزعيم الثائر أحمد عرابى" أن عرابى رغم أنه عاد بعفو من الخديوى عباس إلا أنه رجع بوساطة الإنجليز، وإدلاؤه بعد رجوعه بتصريحات فيها تأييد للاحتلال وسياسته، كان سببا فى استقباله بالفتور والسخط، وبدا الفرق بينه وبين البارودى من هذه الناحية، فقد لزم البارودى العزلة بعد عودته وامتنع عن الخوض فى الأحاديث، أما عرابى فجلب على نفسه بأحاديثه سخط الصحافة والرأى العام.
 
وبالعودة إلى كتاب محمود الخفيف، أكد المؤرخ أن عرابى عاش غريب فى وطنه، فقد أنكره الجميع، وخشى كبار الموظفين الاتصال بعرابى وإلا أغضبوا الخديوى، وكذلك أصدر اللورد كرومر أوامره للوزراء ألا يتصل به أحد.
 
ولعل أشد ما كان يتألم منه عرابى وهو مقيم بعمارة البابلة بشارع خيرت ضيق ذات يده، فإن المعاش لم يكن يكفيه هو وأسرته كثيرة العدد، وذلك مع إصرار الخديوى على عدم عودة ممتلكاته، ورغم قيام عرابى بالكتابة إلى الخديدوى يرجوه رفع هذا البلاء عنه، لكن الخديوى لم يكن يرد عليه.
 
وظل عرابى حتى السنوات الأخيرة من عمره مرتفع الهامة منتصف القامة حتى أشرف على السبعين وهو قوى البدن جم النشاط إذ كان يتريض يوميا ساعة فى الصباح، إلى أن أصيب بسرطان المثانة، وتولى علاجه الأطباء: أحمد بك عيسى، ومحجوب ثابت، وأنيس أنسى.
 
وفى 20 سبتمبر 1911 اشتدت وطأة المرض على الزعيم الشيخ وكان قد انتقل إلى منزل فى المنيرة فأوصى أولاده بنشر مذكراته مهما قابلهم من عقبات، وغاب الزعيم الراحل عن وعيه لأكثر من 30 ساعة حتى وفاته المنية.
 
ويذكر الخفيف: ولم يكن لدى أولاد أحمد عرابى من المال ما يكفى لتجهيزه ودفته فاضطروا إلى إعلان نبأ وفاته حتى اليوم التالى، حتى قبضوا معاشه، إذ صرفت وزارة المالية المتربات والمعاشات فى ذا اليوم بمناسبة عيد الفطر، وفى جنازته لم يشيعه إلى مثواه الأخيرة رجل رسمى واحد، لكن الألف من أبنائها أحاط بنعشه ساروا فى صمت من داره فى المنيرة إلى قبره بالإمام الشافعى.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإفراج عن 1027 من نزلاء مراكز الإصلاح بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو.. فيديو

موعد مباراة مان سيتي ضد الهلال فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية

الداخلية تحتفل مع المواطنين بذكرى ثورة 30 يونيو وتوزع الهدايا.. فيديو

النيابة العامة تتيح 3 خدمات إلكترونية لقضايا الأسرة المقيدة قبل 2023

تجديد حبس المتهمة بقتل جارتها بسبب خلافات بينهما فى أوسيم 15 يوما


مصدر بالزمالك: الإعلان عن المدرب الجديد خلال ساعات

كيف يدير الأهلي ملف احتراف وسام أبو علي بعد فوضى العروض؟

حزن يخيم على تونس.. 20 غواصًا يبحثون عن الطفلة مريم فى قاع البحر

المتهم بالتعدى على ابنه فى الشرقية: "كنت بأدبه".. فيديو

انضمام أوفا إلى البنك يُعجل بإتمام صفقة أسامة فيصل للنادي الأهلي


تجديد حبس مالك السيارة النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى بالمنوفية

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

نائب رئيس الوزراء: كل المقيمين على أرض مصر يتمتعون بجميع الخدمات الصحية

فات الميعاد الحلقة 13.. أسماء أبو اليزيد تكسب قضيتها ضد أحمد مجدى

"حفتر" يشيد بجهود مصر فى دعم الشعب الليبى ونقل تجربتها التنموية إلى ليبيا

موعد مباراة الإنتر ضد فلومينينسي فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية

حالة من الترقب والحب والحزن في برومو هيبتا المناظرة الأخيرة.. فيديو

نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

الأهلي يتابع تطورات أزمة أسد الحملاوى مع شليونسك بسبب وسام أبو علي

مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 30-6-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى