هوس البحث عن حياة خارج كوكبنا.. دراسة جديدة تكشف احتمال وجود 5 مليارات كوكب شبيه بالأرض بمجرتنا.. تصورات بوجود 200 مليار نجم 10% منها قد تشبه الشمس.. وأستاذ بمعهد الفلك: أقرب نجم لنا يبعد آلاف السنين الضوئية

لا يزال التساؤل حول إمكانية وجود حياة أخرى خارج كوكب الأرض يسيطر على الكثيرين بين الحين والأخر، وهو الأمر الذى كان ومازال محل دراسة وبحث علماء الفلك حول العالم ليطوفوا بأبحاثهم ودراستهم بعيدًا فى الفضاء السحيق محاولة للوصول لما هو غير معلوم .

ولعل أحدث الموضوعات التى تناولت هذا الموضوع والبحث حول إمكانية وجود كواكب شبيهة بالأرض، كشفت دراسة حديثة نشرتها الجمعية الفلكية بجدة، وأجراها علماء الفلك فى جامعة ولاية بنسلفانيا استنادًا إلى بيانات من تلسكوب كبلر الفضائى عن افتراض أن يكون لكل نجم من كل 4 نجوم تشبه الشمس كوكب بحجم الأرض تقريبًا، ويدور فى منطقة النجم الصالحة لوجود الحياة، حيث نشر الفريق نتائج هذه الدراسة خلال الأيام القليلة الماضية .

وقال التقرير الذى نشرته الجمعية حول الدراسة، إنه قد تساءل الإنسان عن عدد الكواكب بحجم الأرض وتدور فى المنطقة الصالحة للحياة حول نجومها، حيث يمكن أن توجد مياه سائلة وتكون موجودة فى مجرتنا درب التبانة، خاصة بعد أن اكتشف آلاف الكوكب خارج نظامنا الشمسى فى السنوات الأخيرة، والآن لديهم فكرة أفضل عن ماهية الإجابة على هذا السؤال.

وهذه الدراسة لها تصورات مثيرة لإمكانية وجود الحياة على كواكب أخرى، حيث أوضحت أنه يوجد حوالى 200 مليار نجم فى مجرتنا درب التبانة، وحوالى 10 فى المائة من تلك النجوم تشبه الشمس ما يعنى وجود 20 مليار نجم تشبه الشمس، وإذا كان ربعها يضم كوكبا واحدا على الأقل بحجم الأرض، فإن هذا العدد يصل إلى 5 مليارات كوكب يشبه الأرض فى مجرتنا وحدها.

وتابعت الدراسة: بشكل أكثر تحديدًا قدر العلماء أن الكواكب والتى بنفس حجم الأرض تبلغ من 3/4 إلى 1 1/2 مرة قطر الأرض، مع فترات مدارية تتراوح من 237 إلى 500 يوم حول نجومها، وأوصت هذه الدراسة بأن تقوم بعثات اكتشاف الكواكب المستقبلية بالتخطيط للبحث فى المعدل الذى يتراوح بين حوالى كوكب واحد لكل 33 نجمًا، إلى كوكب واحد تقريبًا لكل نجمين.

وقالت الدراسة، إن تلسكوب كيبلر الفضائى اكتشف معظم الكواكب ذات الأحجام الأرضية الموجودة بالفعل حتى الآن، ولكن يمكن أن يكون من الصعب العثور عليها، لأن حصر الكواكب الخارجية ذات حجم معين أو المسافة المدارية غير واضح، لأنه من الصعب جدًا العثور على كواكب صغيرة بعيدًا عن نجمها.

وأكدت الدراسة، أنه يمكن الآن استخدام نتائج هذه الدراسة للمساعدة فى تخطيط مهمات التلسكوبات الفضائية القادمة، مثل تلسكوب (جيمس ويب) الفضائى، والذى سيكون قادراً على دراسة الغلاف الجوى لبعض تلك الكواكب والبحث عن علامات لمؤشرات حيوية - غازات مثل الأكسجين أو الميثان - والتى يمكن أن تشير إلى وجود الحياة.

وأشارت الدراسة، إلى أن العلماء يهتمون بشكل خاص بالبحث عن علامات حيوية فى الأغلفة الجوية لكواكب بحجم الأرض تقريبا، وتدور فى "المنطقة الصالحة للحياة" لنجوم تشبه الشمس، وسيتطلب إثبات وجود حياة على كواكب بحجم الأرض فى المنطقة الصالحة للحياة حول نجوم تشبه الشمس مهمة فضائية جديدة.

واختتم التقرير أنه بشكل عام منذ وقت ليس ببعيد لم نكن نعرف ما إذا كان هناك أى نجوم أخرى تدور حولها كواكب، والآن نعلم بأن معظمها تضم كواكب، وعندما يتعلق الأمر بنجوم مشابهة للشمس، فإن ربعها على الأقل لديه كوكب يمكن أن يشبه الأرض.

وفى هذا السياق، قال الدكتور طارق عرفة، أستاذ المغناطيسية الأرضية بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أنه لا يوجد ما يؤكد وجود كواكب خارج المجموعة الشمسية التى نعرفها .

وأضاف أستاذ المغناطيسية الأرضية بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يمكن التكهن لوجود كواكب حول النجوم الأخرى غير الشمس بنسبة 99% على الأرجح، ولكن لا يمكن معرفة وجود حياة عليها أم لا .

وتابع أستاذ المغناطيسية الأرضية بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن التنبؤ إحصائيًا بوجود كواكب تماثل كوكب الأرض والحديث عن وجود حياة عليها أم لا أمر لم نعرفه حتى الآن، لافتًا إلى أن كواكب المجموعة الشمسية الأرصاد أثبتت عدم وجود حياة عليها لعدم وجود عنصر الحياة وهو المياه، لافتًا إلى أن أقرب نجم لنا يبعد عنا آلاف السنين الضوئية .