الأمازيغية حضارة قديمة تستعيد قوتها أم دعوات لهدم الهوية؟

الأمازيغ
الأمازيغ
كتب محمد عبد الرحمن
يحتفل الأمازيغ فى بلاد الشمال الأفريقى بالسنة الأمازيغية الجديدة عام 2970، ويعتبر الاحتفال بالسنة الأمازيغية، إرثا تاريخيا بالنسبة للأمازيغ الذين يبذلون جهودا وتضحيات كبيرة للحفاظ على هويتهم وثقافتهم الأصلية.
 
الأمازيغ أو البربر هم مجموعة إثنية ومن السكان الأصليين في شمال أفريقيا وتحديداً بلاد المغرب، ويشكل الأمازيغ جزءاً من سكان المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وشمال مالي وشمال النيجر وجزء صغير من غرب مصر إلى جزر الكناري.
 
 
وعانت الأمازيغية من تهميش كبير فى العقود الأخيرة، قبل أن يتم رد الاعتبار لها بعدما اعتبرت اللغة الأمازيغية لغة رسمية فى الدستورين الجزائرى والمغربى على الترتيب، كما تم اعتماد يوم 13 يناير من كل عام عطلة رسمية مدفوعة الأجر، بعد إقراره من قبل الحكومات العربية فى المغرب العربى.
 
وبينما ينظر البعض على أن الأمازيغية مجرد لغة وتقليد قديم متوارث لقبائل بربرية صحراوية قديمة، ويعتبروا أى احتفاء بها حاليا دعوة لتقسيم البلاد وهدم للهوية العربية والإسلامية هناك، ومن المآخذ التي يسجلها الرافضون لحمل راية غير العلم الجزائري الرسمي، هو قطع الطريق على منتسبي حركة "الماك" القبائلية التي تدعو إلى انفصال منطقة القبائل لاختراق الحراك، والعمل على إثارة البلبلة، ومحاولة استغلال المظاهرات لتحقيق أجندتها التي تهدد سلم واستقرار البلاد.
 
 
ورغم تأكيد كثيرين أن الراية الأمازيغية ليست بديلاً عن العلم الرسمي، فإن موقف قائد الأركان الجزائرى بمنع حملها، خلال المظاهرات الجزائرية المطالبة برحيل الرئيس الجزائرى السابق عبد العزيز بوتفليقة، وجد الكثير من المؤيدين أيضاً الذين اعتبروا أن الحراك ليس وقتاً مناسباً لرفع شعارات فئوية أو مرتبطة بالهوية، وأنه منطلق يجمع كل الجزائريين هدفه سياسي وهو تغيير النظام، وليس الحديث عن التمسك بالهوية.
 
لكن العديد من الكتاب والمفكرين المغاربة يرون أن غضب بعض الأصوات المعارضة لمضي المغرب والجزائر في تعزيز التعدد اللغوي والثقافي، ليست دعوات تسعى لتقسيم البلاد، لكن على العكس لأن  التنوع والتعدد يقوي الوحدة الوطنية والشعور بالانتماءات إلى الوطن".
 
وينظر المدفعون عن الأمازيعية على إنها حضارة قديمة عريقة قدمت الكثير للإنسانية، دون إقصاء الحضارات الأخرى، ومن غير هوس التوسع الذي وسم تاريخ الحضارات المعروفة.
 
 
ويعتبر مؤرخون أن الحضارة الأمازيغية من أقدم الحضارات في شمال أفريقيا، محددين امتدادها من "واحة سيوة المصرية" إلى غاية شواطئ المحيط الأطلسي، ومن البحر المتوسط شمالا وحتى الصحراء الكبرى في وسط أفريقيا، هذه المنطقة، التي يعتبرها المؤرخون مجالا لامتداد الحضارة الأمازيغية، كان يطلق عليها الإغريق قديمًا "نوميديا".
 
ويرى الباحث المغربي أحمد عصيد إن مسألة كيان الحضارة الأمازيغية ليس محل جدل، فهي حضارة فعلية، أسس لها السكان الأصليون لشمال أفريقيا أو من عرفوا بـ"البربر" عند شعوب أخرى، و ويعتبر عصيد أن "الإنسانية سمة الحضارة الأمازيغية". ويؤكد الباحث الأمازيغي أن "التوسع جغرافيا لم يكن هدفا للأمازيغ بقدر تمسكهم بالأرض والدفاع عنها باستماتة".
 
 
وبحسب موقع "حراس الحضارة" أحد المواقع البحثية الأثرية، يعود التاريخ الفعلى إلى أكثر من 3 آلاف عاما قبل الميلاد، حيث وجدت أقدم كتابات أمازيغية وبدا معها التاريخ المكتوب حيث إنه من الإثبات الحضارى فى علم الآثار هو وجود كتابة شارحة دالة على الآثار مهما كان قيمة الأثر أو اثاره المنظورة بالعين، ومن هذا المنطلق أكد علماء الآثار أن الحضارة الأمازيغية المكتوبة ظهرت سنة 3 آلاف عام قبل الميلاد.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

السكة الحديد تكشف تفاصيل واقعة ادعاء راكب منعه استقلال قطار مرتديا شورت

ضياء رشوان: جهود مصرية هائلة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة.. الوسيطان المصري والقطري قاما بإعداد مقترح جديد استنادا إلى مقترح ويتكوف والكرة في ملعب تل أبيب.. التفاوض هذه المرة يبدأ من اليوم الأول

ترامب: شرف لنا أن يكون زيلينسكي معنا.. والأخير يشكره لجهود وقف الحرب

أحمد سامى يخصص برنامجا خاصا لتطوير أداء ثنائى الاتحاد السكندرى

ضبط شقيقين متهمين في واقعة "سوق دشنا".. وأمن قنا يواصل البحث عن "صدام"


بدء العد التنازلى لتطبيق قانون الإيجار القديم.. أول سبتمبر تحصيل أول زيادة رسميا.. 250 للسكنى و5 أمثال للمحال التجارية.. وبدء تلقى طلبات الحصول على وحدات بديلة وكبار السن والزوجة والمرأة المطلقة والمعيلة أولوية

"الأرض مقابل السلام" شعار ترامب لوقف الحرب فى أوكرانيا.. زيلينسكى يعود للبيت الأبيض بمساندة أوروبية ورفض للتخلى عن دونباس.. الضمانات الأمنية ورقة أمريكية لطمأنة كييف.. وقادة أوروبا يسعون لتعزيز أمن القارة

حماس تعلن موافقتها على مقترح مصر لصفقة تهدئة غزة وتبادل الأسرى

الرئيس الروسي يطلع نظيره الطاجيكي ورئيس وزراء الهند على نتائج قمة ألاسكا

ظهور أول لـ ماستانتونو فى قائمة الريال لمواجهة أوساسونا.. وغياب بيلينجهام


كيف نعى سليم ابن تيمور تيمور والده برسالة مؤثرة؟

جاهزية محمود جهاد للمشاركة مع الزمالك

5 شباب يتخلصون من جثة صديقهم بعد وفاته أثناء تنقيبهم عن الآثار بالشرقية

تعرف على الترتيب العام لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عاما

رئيس وزراء فلسطين ووزير الخارجية بدر عبد العاطي يصلان معبر رفح.. بث مباشر

تعرف على ترتيب هدافي الدوري المصري قبل انطلاق الجولة الثالثة غداً

الجريدة الرسمية تنشر قرارا بإبعاد 3 أجانب خارج مصر لأسباب تتعلق بالصالح العام

وصول وزير الخارجية ورئيس الوزراء الفلسطيني إلى مطار العريش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى