لماذا جاء الرد الإيرانى فى تصعيده ضد واشنطن محدودا؟.. دراسة تكشف أسباب جعلت طهران لا تتجه لرد ضخم ضد ترامب.. قوة الردع الأمريكية وضغوط الوسطاء.. والأزمات الداخلية والإقليمية والدولية فرضت خيارات محدودة

قاسم سليمانى
قاسم سليمانى
كتب أيمن رمضان – أحمد عرفة

كشفت دراسة أعدها مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة، الأسباب التى جعلت الرد الإيرانى على قتل الولايات المتحدة الأمريكية لقائد فليق القدس قاسم سليمانى، محدودا، مشيرة إلى أنه لم تكن الضربات الصاروخية التى وجهتها إيران ضد قاعدتين عراقيتين تتواجد بهما قوات أمريكية، فى 8 يناير الجارى، رداً على العملية العسكرية التى شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وأسفرت عن مقتل قاسم سليمانى قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثورى وأبومهدى المهندس نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقية ومرافقيهم، قبل خمسة أيام، على مستوى التوقعات، التى كانت ترجح ارتفاع سقف التصعيد الإيرانى بعد الخسارة الفادحة التى تعرضت لها طهران بمقتل سليمانى، الذى كان يحظى بمكانة ونفوذ كبير داخل النظام.

وقالت الدراسة إنه فور مقتل قاسم سليمانى، تصاعدت حدة التهديدات الإيرانية بالانتقام ورفع كلفة الإجراءات العقابية التى تتخذها واشنطن ضد طهران، على المستويين الاقتصادى عبر العقوبات والعسكرى باستهداف سليمانى، إلا أن إيران رأت فى النهاية الاكتفاء، على الأقل فى المرحلة الحالية، بهذه الضربات، بشكل بدا واضحا فى تصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف، عقب الضربات، التى قال فيها أن "كل شىء انتهى ولا نسعى للتصعيد".

ولفتت الدراسة، إلى أنه رغم أن تلك التصريحات وجهت رسائل توحى بأن إيران لن تسعى إلى توسيع نطاق التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية فى الوقت الحالى، إلا أنها ربما لا تعبر عن النوايا الحقيقية لإيران، التى قد ترى أن هذا الخيار يمكن أن يؤجل لمرحلة لاحقة، أو قد تكلف الميليشيات الموالية لها بالقيام بتلك المهمة فى الفترة المقبلة، على غرار ما فعلت فى مراحل سابقة فى سياق إدارتها للخلافات المستمرة مع واشنطن.

وأوضحت الدراسة، أنه يمكن تفسير حرص إيران على عدم رفع سقف التصعيد، على الأقل فى المرحلة الحالية، مع الولايات المتحدة الأمريكية، فى ضوء 3 اعتبارات يتمثل أبرزها فى قوة الردع الأمريكية، حيث بدا واضحا أن الهدف الأساسى من الضربة الأمريكية التى أسفرت عن قتل قاسم سليمانى يكمن فى استعادة قدرة الردع الأمريكية فى مواجهة إيران، كما اعتبرت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن عدم تحرك واشنطن عسكرياً لمواجهة إجراءات طهران التصعيدية فى الشهور الماضية وجه رسالة خاطئة للأخيرة بأن الأولى لا تملك خيارات واسعة، خاصة فى المجال العسكرى، للتعامل معها، بما دفعها إلى الاستمرار فى تبنى هذه السياسة.

ولفتت الدراسة، إلى أن إيران أدركت أن إقدام إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى هذا التوقيت تحديداً على قتل سليمانى، رغم أن الإدارتين الأمريكيتين السابقتين كانتا تستطيعان استهدافه قبل ذلك، كان إشارة واضحة بأن إدارة ترامب تتجه إلى اتخاذ خطوات جدية لردع إيران عسكرياً، حتى لو أدى ذلك إلى رفع مستوى التصعيد وتوجيه ضربات عسكرية أكثر قوة وتأثيراً، على نحو بدا جلياً فى التهديدات التى وجهها الرئيس ترامب عقب مقتل سليمانى، والتى أشار فيها إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية حددت 52 هدفاً إيرانياً يمكن أن تتعرض لهجمات أمريكية فى حالة ما إذا أسفر الرد العسكرى الإيرانى على مقتل سليمانى عن وقوع خسائر بشرية أمريكية.

وأوضحت الدراسة، أن الاعتبار الثانى يتمثل فى ضغوط الوسطاء، لافتة إلى أن الأطراف التى سعت إلى التوسط قبيل ساعات قليلة من الهجمات الصاروخية الإيرانية، حاولت مماسة ضغوط على طهران من أجل ضبط حدود رد فعلها ضد المصالح الأمريكية، وعدم رفع مستوى التصعيد، الذى من الممكن أن يؤدى إلى نشوب مواجهة عسكرية مفتوحة.

وأشارت الدراسة، إلى أن الاعتبار الثالث يتمثل فى سياق غير مواتٍ، حيث فرضت الأزمات التى تواجهها إيران على المستويات المختلفة، الداخلية والإقليمية والدولية، خيارات محدودة أمامها للتعامل مع المعطيات الجديدة التى أنتجها مقتل سليمانى فى هذا التوقيت تحديدا، ويفقد النظام الإيرانى رصيده تدريجياً على مستوى الشارع الإيرانى، بشكل انعكس فى الاحتجاجات التى تندلع بين فترة وأخرى بسبب الضغوط الاقتصادية التى يتعرض لها الإيرانيون. كما يتسع نطاق خلافات إيران مع العديد من القوى الإقليمية الرئيسية فى المنطقة. فضلاً عن أنها خسرت إلى حد كبير رهانها على العوائد التى يمكن أن تحصل عليها من الاتفاق النووى والعلاقات مع الدول الأوروبية بعد الإجراءات التصعيدية التى اتخذتها على صعيد البرنامج النووى ودعمت من احتمالات انهيار الاتفاق فى المرحلة القادمة، حيث رفعت، بمقتضى الخطوة الخامسة التى أعلنت عنها فى 5 يناير الجارى، مجمل القيود التى كانت مفروضة على طاقة وحجم تخصيب اليورانيوم وعمليات البحث والتطوير المرتبطة به.

وأكدت الدراسة، أن هذا الموقف قد لا يمثل نهاية المطاف، إذ أن الضغوط التى ربما تمارسها المؤسسة العسكرية الإيرانية خاصة الحرس الثورى، لتوجيه مزيد من الضربات، وإن كانت بشكل غير مباشر، قد تدفع فى النهاية طهران إلى رفع مستوى التصعيد من جديد، خاصة أن بعض الاتجاهات الإيرانية قد ترى، على عكس كثير من التقديرات، أن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية ربما يضع سقفاً للخيارات التى يمكن أن يستند إليها الرئيس ترامب فى التعامل مع هذا التصعيد.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بتمويل مليار جنيه.. وزير التعليم العالى يعلن نتائج المرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية تحالف وتنمية.. تقدم 104تحالفات ومشروعات بحثية للمياه والطاقة والسياحة.. ووضع أول خريطة بحثية للتعرف على احتياجات الدولة

أوبتا تكشف المرشح المفضل للفوز بكأس العالم للأندية 2025

"بسبب امتياز الطبيب والمريض".. طبيب بايدن السابق يطلب تأجيل شهادته أمام النواب الأمريكى

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

محرك طائرة يتسبب بمقتل رجل وتعليق الرحلات لمدة ساعتين فى مطار إيطالى


بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

اضطراب الملاحة على شواطئ البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة والأمواج 4 أمتار

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف


حريق سنترال رمسيس يؤثر على خدمات الاتصالات.. عمرو طلعت: عودة الخدمة تدريجيا خلال 24 ساعة.. تعويض المستخدمين من تأثر الخدمة.. وخدمات "النجدة" و"الإسعاف" و"الخبز" بالمحافظات لم تتأثر بالحادث

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025

تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس

الاتحاد السكندرى يختبر ثنائى نيجيرى لتدعيم صفوفه فى الموسم الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى