مأساة الحرائق فى أستراليا.. دروس وعبر

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بقلم بيشوى رمزى

كارثة إنسانية عميقة تشهدها أستراليا، بسبب الحرائق التى ضربت الكثير من القرى والمدن، فى الآونة الأخيرة، ربما تترك تداعيات اقتصادية متفاقمة، حيث التهمت النيران العديد من المزارع والأشجار والأراضى الزراعية، والحيوانات، بالإضافة إلى البشر الذين لقوا مصرعهم، بينما كانوا يلاحقون النيران، لإنقاذ ذويهم، وربما جيرانهم، فى مشهد يحمل دروسا عميقا، يعكس التضامن فى مواجهة الكوارث، التى قد تشهدها المجتمعات.

حالة التضامن المجتمعى فى المشهد الأسترالى المأساوى تمثل انعكاسا صريحا لثقافة عامة، تعكس إدراك المواطن العادى، لحجم الكارثة التى تشهدها بلادهم، وبالتالى أدركوا أن هناك حاجة ملحة للتعاون بين جميع المواطنين، حتى أن غالبية ضحايا الحرائق، لقوا مصرعهم بينما كانوا يساعدون فى إنقاذ ممتلكات الآخرين بأقل الإمكانات المتاحة، دون الانتظار لتحرك الحكومة، الذى ربما يأتى متأخرا، نظرا للتسارع الكبير فى الأحداث.

والملفت فى التجربة الأسترالية أن مهام الإنقاذ التى تكلف بها العديد من الأفراد العاملين فى قطاعات مختلفة، سواء الإطفاء، أو الشرطة أو الجيش، تحولت بالفعل من صبغتها الرسمية، باعتبارها واجب وظيفى، إلى مهمة إنسانية، وهو ما يبدو واضحا فى العديد من التجارب الشخصية التى كشفت عنها تقارير إعلامية عديدة، خاصة وأن بعض المشاركين كان لديهم أقارب من ضحايا المأساة، وبالتالى كان لديهم الشعور الشخصى بالمسئولية أكبر بكثير من الجانب الرسمى، والمتمثل فى تأدية الوظيفة الموكلة إليه.

ففى تصريح ملفت لأحد الضباط الأستراليين، أكد أن الأمر بالنسبة له ليس مجرد واجب وظيفى، وإنما أصبح مسئولية شخصية، خاصة بعد وفاة أقاربه، فى محاولتهم لإنقاذ جيرانهم، موضحا أن دوره فى بلدتهم لن ينتهى بمجرد انتهاء الأزمة الراهنة، بينما سيمتد إلى المرحلة المقبلة، فى إطار إعادة الإعمار.

بينما قامت منظمات المجتمع المدنى، هى الأخرى، بدور بارز فى إطار تقديم المساعدات للعديد من السكان المنكوبين جراء الكارثة الضخمة التى لحقت بهم وبممتلكاتهم، حيث اهتموا بجمع التبرعات، وتوفير السلع والتعاون مع المسئولين الحكوميين فى توفير إمدادات المياه للقرى المنكوبة.

التجربة الأسترالية المأساوية، تحمل فى طياتها أبعادا ملهمة، للعديد من المجتمعات الأخرى، والتى دائما ما يكتفى أفرادها بإلقاء اللوم على الحكومات، بعيدا عن القيام بدور إيجابى لمجابهة الأزمات التى تلحق بهم، فى الوقت الذى لعبت فى منظمات المجتمع المدنى دورا حقيقيا فى مواجهة الكارثة، وهو الأمر الذى يمثل جزءا رئيسيا من الدور الذى ينبغى أن يقوموا به، بعيدا عن الخلط الذى تعانيه مثل هذه المنظمات فى دول أخرى بين دورها الإنسانى من جانب، ومساعيها السياسية من جانب أخر.

يبدو أن الدروس الأسترالية التى خرجت من رحم الأزمة، والتى تعد أحد أكبر وأضخم أزماتها منذ عقود طويلة من الزمن، تستحق الدراسة المتأنية، سواء عبر الإعلام أو المؤسسات التعليمية أو الدينية، لتعميق مفهوم التضامن بين أفراد المجتمع فى المستقبل، خاصة فيما يتعلق بمواجهة الأزمات، والكوارث، بحيث يصبح دور المواطن فعالا فى تحمل المسئولية تجاه بلاده، جنبا إلى جنب مع الحكومة والمسئولين الرسميين.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استقبال رسمى ومباحثات ومؤتمر صحفى بين الرئيس السيسى ونظيره اللبنانى.. فيديو

موعد مباراة الأهلى والزمالك فى نصف نهائي سوبر السلة

الزمالك يسدد 2 مليون يورو فى 5 أيام لإنهاء أزمة إيقاف القيد

موعد مباراة برايتون ضد ليفربول في الدوري الإنجليزي

الإسماعيلى يتدرب على ركلات الترجيح وتامر مصطفى يحذر قبل لقاء كأس عاصمة مصر


التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

هل تنتهى "العداوة المصطنعة" بين الأهلي والإسماعيلى بعد إلغاء الهبوط؟

الرئيس السيسى عقب مباحثاته مع نظيره اللبنانى: مصر تواصل مساعيها لدفع إسرائيل نحو انسحاب فورى وغير مشروط من كامل الأراضى اللبنانية.. نؤكد رفضنا محاولات تهجير للفلسطينيين.. ونشدد على دعمنا الكامل للشعب السورى

كريم نيدفيد يفضل الانتقال لهذا النادى بعد الرحيل عن الأهلى

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك


ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

النيابة تحقق فى سرقة ملايين الدولارات من مسكن الدكتورة نوال الدجوى بأكتوبر

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

الحذاء الذهبي 2025.. محمد صلاح يخطط للعودة إلى القمة من بوابة برايتون

جولة بالأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى بإجمالى 14 محطة.. يعمل بالكهرباء ومدعم بكاميرات مراقبة وهذا سعر التذكرة.. أنفاق داخل المحطات لربطها بجانبى الطريق.. والميكروباص لن يعود.. صور

أمريكا: معظم أفراد طاقم السفينة المصطدمة بجسر بروكلين سيغادرون لبلادهم

أستاذ بمعهد الفلك: مركز زلزال كريت الأخير من المصادر النشطة زلزاليا.. محمود الحديدي: الزلازل قد تحدث فى أى وقت والأهم أن نكون مستعدين لها.. ويطمئن المواطنين: لا توجد أحزمة زلزالية داخل مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى