فيديو وصور.. دواخل وبلاطية الوادى الجديد ملوك الفول المدمس فى محافظات مصر.. أكثر من 13 ألف شخص يعملون بالمهنة.. سعد الحرامى صديق المشاهير أشهر بائع فول بالقاهرة.. وعربة الخطيب أقدم فاترينة فول بالمحافظة

الفول المدمس هى الوجبة الشعبية الأولى فى حياة كل بيت مصرى منذ قديم الزمان، مع اختلاف طريقة الإعداد والأدوات المستخدمة وطريقة التقديم على مر العصور، ولا يخلو شارع أو حارة من عربة أو فاترينة لبيع الفول المدمس بجانب المطاعم بمختلف مستوياتها، لكن ما لا يعرفه الكثير أن ملوك صناعة الفول المدمس على مستوى محافظات الجمهورية هم الدواخل والبلاطية أو أبناء مركزى الداخلة وبلاط بمحافظة الوادى الجديد بدون منازع نظرا لبراعتهم الفائقة فى تجهيز وإعداد أطباق الفول المدمس باحترافية شديدة .

احد الاطباق يقدمها سعد الحرامى

ويرجع تسمية الفول بالمدمس لرواية متداولة تاريخيا مفادها أن رجل يونانى يدعى "ديموس" كان يعيش فى مصر القديمة ولديه أحد الحمامات العمومية، تلك التى كانت تحتوى خلفها دائماً على مستودع لحرق القمامة من أجل تسخين المياه فى الحمام فاستغلها الخواجة فى تسوية الفول وقام بوضع قدرة الفول فى القمامة المشتعلة ونجحت التجربة وانتشرت تلك الطريقة، وتم تحريف المصطلح المنسوب للخواجة ديموس إلى كلمة مدمس .

احد ملوك الفول المدمس فى مصر

واشتهر أبناء الواحات الداخلة وبلاط باحتراف صناعة الفول المدمس منذ عقود طويلة كانوا يستخدمون فيها الأوانى الفخارية التى تكسب الفول طعما لا مثيل له وبدأوا فى الخروج من الوادى إلى القاهرة وباقى المحافظات بحثا عن فرصة لكسب العيش بمهنتهم التى أتقنوها حتى أصبحوا سمة تجارية معروفة فى كل المحافظات ووصل عدد العاملين فى هذا المجال بصفة تقديرية وفقا لحصر أشهر العاملين فى صناعة الفول المدمس نحو 13 ألف شخص من أهالى مركزى الداخلة وبلاط، الذين ينتشرون فى أغلب أحياء القاهرة الكبرى ومحافظات الغربية والشرقية والسويس وغيرها من المحافظات .

أطباق عم سعد الحرامى للزبائن

ورصدت عدسة "اليوم السابع" ملامح صناعة الفول المدمس لدى أشهر العاملين فى هذا التخصص وهو عم سعد الحرامى صاحب أشهر عربة فول فى مصر وصديق المشاهير والفنانين، حيث غادر قريته بالوادى الجديد فى السبعينيات، وبدأ فى العمل على عربة فول فى منطقة وسط البلد وزادت شهرته لإتقانه إعداد طبق الفول الذى كان يستقطب الفنانين والمشاهير وأنشأ عربته الشهيرة فى شارع شمبليون وما زالت قائمة مع قيامه بإدخال أعمال تطوير عليها .

اقبال على شراء الفول

وقال الحرامى، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن من أطلق عليه لقب الحرامى هو وحش الشاشة المصرية الفنان الراحل فريد شوقى، والذى كان يأكل من عربته بصحبة رفقائه من الفنانين وذات مرة قام الحرامى باللعب مع فريد شوقى لعبة الطاولة وتفوق عليه وأبلغه أنه خدعه فى اللعبة، فأطلق فريد شوقى اسم سعد الحرامى على عربته، ومنذ ذلك اليوم لم يغير اسمه وظل منتشرا ومعروفا به حتى اليوم .

اقدم عربة فول بالخارجة

وأضاف الحرامى أن صناعة الفول المدمس هى حرفة أصيلة تستوجب الأمانة والدقة، كونها تتعلق بأهم طبق على مائدة كل بيت مصرى، ولكونه يعشق مهنته نجح فى تقديم الجديد بعمل خلطة خاصة به لا يعرفها أحد غيره، وهى التى تعطى الفول المدمس مذاقا فريدا بجانب استحداث طرق مبتكرة لتجهيز الفول المدمس أبسطها طبق الفول بالقشطة والذى يعده بنفسه للزبائن .

اقدم عربة فول بمدينة الخارجة

وأوضح الحرامى أن مهنة صناعة الوف المدمس يحتكرها أبناء الداخلة وبلاط بما يزيد عن 13 ألف شاب يعملون فى المجال على الرغم من كونهم يحملون مؤهلات عليا لكونها مربحة وتوفر مصدر دخل جيد لهم، حيث إنه نجح فى افتتاح محل كبير وبصدد تجهيز فرع فى دولة الكويت خلال الفترة القادمة .

جودة كبيرة فى صناعة الفول

وقال محمد غناى حاصل على ليسانس آداب وتربية، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه يعمل فى صناعة الفول مثل أقاربه، وجميعهم لا يمكن منافستهم فى المجال نظرا لاحترافيتهم الشديدة فى طرق إعداد الفول ولديهم أسرار الصنعة والمستجدين فيهم يتعلمون بسرعة وينجحون فى المنافسة واستقطاب الزبائن لهم بصورة متزايدة .

حملة المؤهلات العليا يعملون في بيع الفول

كما رصدت عدسة "اليوم السابع" جانبا من نشاط أقدم عربة فول فى المحافظة والتى تقع بموازاة الجامع الكبير بالخارجة وعمرها 50 عاما ويعمل فيها أحمد خطيب بالوراثة عن والده وهو حاص على بكالوريوس خدمة اجتماعية ويعمل معه شباب آخرون من حملة المؤهلات العليا، حيث يقول فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إن صناعة الفول فى الوادى الجديد تتميز بكونها خالية من الملوثات ولا يمكن غش الفول فى المحافظة وهو سر التميز لتلك الصناعة والتى ساعدت أبناء المحافظة على الانتشار فى كل ربوع مصر .

سعد الحرامى مع وفد سياحى

ويضيف خطيب أن والده كان يعمل على عربة خشبية وأخرى فى منطقة السوق القديم، وكان كلاهما الأشهر فى مدينة الخارجة القديمة، ومع تطور الزمن قام بتغيير العربة الخشبية بأخرى من الألوميتال مع الاحتفاظ بالعربة الخشبية لكونها تمثل تاريخ والده.

شباب الخريجيين يعملون فى بيع الفول

عربة الفول القديمة

عم سعد الحرامى صديق المشاهير

عم سعد ضيف القنوات التلفزيونية

وجبات الفول الواحاتى

وجبات سعد الحرامى المتميزة

وفود عربية تحرص على الاكل عند سعد الحرامى