قرأت لك.. "الحارس فى حقل الشوفان" باعت ملايين النسخ ووجدوها فى مقتنيات "قاتل"

غلاف الرواية
غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
يظل الكاتب الأمريكى جى. دى. سالنجر، علامة فارقة فى تاريخ الأدب العالمى والأمريكى،  فبعد كتابته رواية "الحارس فى حقل الشوفان" حققت نجاحا كبيرا لم يكن متوقعا، لكن المفاجأة أنه لم ينشر بعدها أية رواية. 
 
تغطى روايته «الحارس فى حقل الشوفان" التى لم يكتب غيرها بضعة أيام من حياة بطلها هولدن كولفيلد البالغ من العمر ستة عشر عاما. وتبدأ القصة عند طرد هولدن من المدرسة قبل عطلة الميلاد من نهاية عام 1940 وذلك لرسوبه فى امتحانات الفصل الأول، ومنذ البداية يتضح للقاريء التشتت الفكرى والعاطفى الذى يعيشه هولدن والصراع الداخلى الذى يهيمن على سلوكه.
وعلى موقع good reads  كتب حساب باسم Islam's تحت عنوان (كلنا هولدن كولفيلد، أو زيف المجتمع، مجتمع الزيف) "قبل أن أقرأ هذه الرواية تكوّن لدى عنها صورة أسطورية كعمل بيع منه 65 مليون نسخة منذ طبعته الأولى عام 1951 حتى الآن و تصنيفه كإنجيل لجيل الغاضبين و الساخطين فى أمريكا.. كما أن المنفى الاختيارى الذى اختاره المؤلف " جيروم ديفيد سالنجر" لينزوى فيه بعيدا عن المدينة فى بيئة ريفية حتى مماته هذا العام وامتناعه عن نشر أى مخطوطاته الذى سطرها فى عزلته.. ومنعه تحويل روايته لعمل سينمائى طالما هو على قيد الحياة، كل ذلك إضافة إلى أن نسخة كتابه كانت بحوزة قاتل مغنى البيتلز الشهير "جون لينون" وتصريحه بأنها كانت حجته فى القتل، كل ذلك أضاف للعمل بعدا أسطوريا، و انتظرت أن تكون الرواية قد صيغت بأسلوب سرد مركب و بأسلوب تغلب عليه الصيغة الفلسفية أو عمل يسمى بالأساس كتاب أفكار تتخذها الأجيال كمانشيتات و مبادئ تسير عليها، لكنى وجدت العمل قد كتب ببساطة وفى نفس الوقت بعمق لم أكن أتوقع أن تأتى بهذا الشكل.
 
سالينجر
 
بداية الرواية بضمير المتكلم، يحاول الراوى خلق صديق افتراضى يتحدث إليه بين حين وآخر، ومن الممكن أن يكون أنا أو أنت أو انتِ، كأنه بذلك يحاول كسر حاجز الوحدة والعزلة التى فرضت عليه أو فرضها على نفسه جرّاء سخطه و نقمته على المجتمع.
 
الرواية تتخللها شتائم آتية من فتى مراهق، ربما لم تمر صفحة إلا وحلاّها بشتيمة له أو لغيره، كاسرا بها حاجز المجتمع المثالى المحافظ، ليقول إننا رغم ذلك لم نكن أبدا مثاليين، ربما ندعى المثالية و من الادعاء يتخلق الزيف كقنبلة عنقودية.
 
فتى مراهق يرسب فى مدرسته ويتنقل من مدرسة لأخرى، ولا يجد غير الزيف فى زملائه العاطلين عن أى موهبة والحمقى الذين يحاولون استعراض مواهبهم فى علاقات عاطفية فاشلة وتفوقهم فى مواد دراسية مملة وغير جديرة بالنفع تبعث على الغثيان، ومدرسين يدّعون الحكمة وتتجمد عقولهم على تفاصيل موادهم الدراسية الذين يدرسونها بميكانيكية بغيضة، آه نعم كذلك فى الشارع والفنادق التى ارتادها مهجورا من المجتمع بإرادته والفتيات اللاتى صاحبهن فى المسارح أو السينمات أو سائقى التاكسيات، كلهم يضعون موادا تجميلية على وجوههم، ويضعون أقنعة تخفى باطنهم الحقيقى والمزيف، يفتعلون السعادة و يرصعون حياتهم بلآلئ التقوى واتباع الرب فى جميع خطواتهم حتى لو لم يكونوا متدينين أصلا.
 
لم يكن سخطه أبدا مكتملا، خرج من دائرة السخط أخته الصغيرة فيب وأخوه المتوفى صغيرا "آلى" كبراءة تتبدّى فى الطفولة التى لم تتدنس بعد و لم تظهر عليها أعراض الحضارة، كانت مقاطع شاعرية جدا وحيوية و مليئة بالعاطفة الفياضة عندما يتحدث عن أخته فيب وأخيه آلى الذى مات صغيرا، كأنه هو العالم الذى يريده والذى كان يريد أن يهرب إليه عند حافة المدينة يعمل أى عمل، كعامل بنزين مثلا، مدعيا أنه أخرس و أبكم، حتى يوفر عليه الكلمات الزائفة التى تصدر عن الزبائن أو الجيران، لكنه تنازل عن حلمه فى النهاية لصالح أخته التى كانت تريد أن تهرب معه، رضى بما هو واقع، و انخرط فى عداد حضارة الأرقام، كلنا مجرد رقم فى بطاقة فى ملف فى أجهزة حكومية عتيقة تتحكم بمصائرنا، الرقم جاء الرقم راح، الرقم عليه العوض.

Trending Plus

الأكثر قراءة

الأطفال تموت جوعًا ومرضًا.. تحذيرات أممية من استمرار الحصار على سكان غزة.. الصحة العالمية: القطاع يواجه أسوأ أزمات الجوع فى العالم.. أوتشا: الاحتلال الإسرائيلى يعرقل مهام أفراد الإغاثة لمنع إنقاذ حياة الأهالى

حريق بكورنيش مصر القديمة.. والحماية المدنية تتمكن من إخماده (صور)

بعد وفاة الضحية الثامنة فى انفجار خط غاز الواحات.. ما عقوبة المتهمين؟

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا

قبل الزحمة.. طرق حجز قطارات العيد ومواعيدها على خطوط السكة الحديد


الأهلي يستقر على شراء عقد مصطفى العش.. والقيمة المالية تحسم الصفقة

ميلان ضد بولونيا.. شوط أول سلبى فى نهائي كأس إيطاليا

رابطة الأندية بصدد دعوة 18 ناديا لاجتماع مناقشة شكل الدورى الجديد

يسرا على السجادة الحمراء لفيلم توم كروز Mission: Impossible بمهرجان كان

1000 وظيفة فى الإمارات ورواتب تصل إلى 4000 درهم شهريا.. رابط التقديم


زلازل تاريخية فى العصر الحديث لا يمكن نسيانها.. مقتل 150 ألف شخص فى طوكيو ويوكوهاما 1923.. اختفاء مدينة سفيرو كوريلسك الروسية 1952.. وتشيلى الكبير فى 1960 سجل 9.5 درجة على مقياس ريختر.. وآخرها تركيا وسوريا 2023

عاجل.. موجة شديدة الحرارة الجمعة والسبت والعظمى بالقاهرة تصل 40 درجة

موعد وصول حسام البدري وباقي الرياضيين المصريين من ليبيا الليلة

أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة

الزمالك يكثف المفاوضات مع الملالى لتدعيم الفريق في الصيف

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

تفاصيل توقيع ترامب وأمير قطر 3 اتفاقيات استراتيجية فى الدوحة

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى