وائل السمرى يكتب.. إلى بهاء سلطان ونصر محروس.. الصلح خير ولكم في خلاف أم كلثوم وزكريا أحمد أسوة حسنة.. الملحن العظيم منع أم كلثوم من غناء روائعه 13 عاما.. والحل كان بعمل ثلاث أغنيات بينهما بحكم المحكمة

نصر محروس و بهاء سلطان
نصر محروس و بهاء سلطان

لا خلاف على أن بهاء سلطان من أهم وأغنى الأصوات في مصر الآن، فلصوته حلاوة وعذوبة لا تقارن، ولشخصية الفنية حضور طاغ، وقد كنت أتعجب كيف لهذا الرجل كل هذا الحنين، وكل هذا الإحساس، وكل هذه الإمكانيات، وكل هذا الطرب والسلطنة في زمن عز فيه الطرب وانعدمت السلطنة، وكان الرد على كل هذه الأسئلة حينما عرفت أنه تربية الموسيقار الكبير "عبده داغر" وأنه تمرن على تواشيح وقصائد الشيخ محمد عمران، فكانت لهذه المعلومة فعل السحر بالنسبة لي، فإذا عرف السبب بطل العجب، وما ذكره بهاء كفيل بأن يخبرنا بأنه أصيل ابن أصيل، وأن موهبته العريضة لها أسباب ولها مرجعية، وأن تلك الهوية المصرية الواضحة في صوته مضمونة الأصل عميقة التوغل.

لا خلاف أيضا على أن المنتج الكبير نصر محروس من أهم المنتجين في العصر الحديث، ويشهد على هذا أنه كان من أهم صناع المشهد الغنائي في مصر، وأنه أخرج لمصر والعالم العربي عشرات النجوم الذين سطعوا في سماء الفن، والأهم من أنه صنع هؤلاء النجوم هو أنه رسم لهم طريقا فنيا ساروا عليه لبقية حياتهم، فمن التزم بالخط الذي رسمه "محروس" ظل على عرشه متربعا، ومن انحرف عنه تاهت بوصلته، وغرق في النسيان أو"البهتان" وفي الحقيقة فإن لبهاء سلطان وسط كل هؤلاء مكانة خاصة، فهو الوحيد الذي استطاع من خلال الأغنيات التي أداها أو ينال احترام الجميع ومحبتهم، وأن يحل المعادلة الصعبة بأن يكون حديثا جدا وأصيلا جدا، وأن يكون شعبيا جدا وراقيا جدا، وأن يكون نال استحسان الشباب الصغير وراغبي الرقص على الإيقاعات الصاخبة، كما ينال استحسان من هم أكبر منهم راغبي الطرب والنغمات الهادئة.

نشب خلاف بين "نصر وبهاء" مع حفظ الألقاب، "وإيه يعني" الخلافات في الوسط الفني من الأشياء العادية والمطروحة بل أكاد أقول أنه من الأشياء الصحية أيضا، لأنه يدفع جميع الأطراف إلى اكتشاف أنفسهم مرة أخرى، وإلى اختبار موهبتهم وأصالتهم، وفي الحقيقة كان الوسط الفني في أشد الاحتياج إلى صوت عبقري مثل صوت بهاء، كما كان في أشد الاحتياج إلى عقلية إنتاجية جبارة مثل نصر محروس، وقد أعلن محروس أنه استجاب لمبادرة إسعاد يونس في حل الخلاف، وهنا يجب أن نقف لنرى كيف سيتم حل هذه المشكلة التي استمرت لسنوات ؟

السيناريوهات المتوقعة في ظل حالة التفاؤل والتفاهم الواضحة، واحد من ثلاثة، الأول أن ينفصل بهاء تماما عن "محروس" والآخر أن يتمم "بهاء" عقده مع "محروس" أو على الأقل الألبوم المتوقف، والثالث أن يعود بهاء لمحروس مرة أخرى و"يا دار ما دخلك شر" وفي الحقيقة فإني أرى أنه من صالح الجميع ونحن في المقدمة أن يستمر بهاء مع محروس لصالح الطرفين، ولصالحنا كجمهور، فقد أنتج محروس لبهاء عشرات الأغنيات التي حفظها الناس وصنعت شهرة "بهاء" في العالم العربي، وباعتراف بهاء نفسه في برنامج صاحبة السعادة في حلقة سابقة عن حلقة رأس السنة فقد كان محروس هو يختار الأغنيات لبهاء ويرى فيها ما لا يراه فناننا الجميل، فعلى سبيل المثال كان بهاء لا يريد أن يغني أغنية "يا اللي ماشي" لأنها بحسب اعتقاده "حريمي شوية" فقال له نصر "غنيها بس ومالكش دعوة" فكانت من أهم أغاني بهاء وأجملها وظهرت فيها إمكانياته الصوتية التي يفتخر بها.

هنا يحضرني موقف مشابهة لهذا الموقف مع اختلاف طبيعة الزمان والمكان الأشخاص بالطبع، فقد اشتعل الخلاف بين الملحن العظيم "زكريا أحمد" وسيدة الغناء العربي "أم كلثوم" في أواخر الأربعينيات، بعد أن صنع لها العديد من الأغنيات الخالدة منها "أنا في انتظارك، وحلم، وحبيبي يسعد أوقاته، والأولة في الغرام" وعشرات الأغنيات القصيرة والأدوار الشجية، وسبب الخلاف كما يعرف الجميع كان ماديا في المقام الأول، فمنع زكريا أحمد "سيدة الغناء العربي" من غناء أغنياته لمدة وصلت إلى 13 عاما، وطالبها بمبلغ "40 ألف جنيه" ثم وصلت الأمور إلى المحكمة التي توصلت بحكمتها وتفهمها إلى اتفاق أن تغني أم كلثوم ثلاث أغنيات من ألحان زكريا أحمد أولها رائعة "هو صحيح الهوى غلاب" وثانيها أغنية "أنساك" التي بدأ زكريا في تلحينها ثم توفى فأكلمها بليغ حمدي.

من هذا الموقف نرى أن الخلافات في الوسط الفني أمر عادي، ونرى أيضا أن التعامل الرشيد مع مثل هذه الخلافات يعود بالفائدة على الجميع، وفي الحقيقة فإني أريد أن أؤكد هنا على أهمية دور التعامل الرشيد دون انحياز لهذا أو ذاك، ففي عز هذه الخلافات لم نسمع أحد يقول إن أم كلثوم "جشعة" لأنها لا تريد أن تعطي زكريا أحمد حقه، كما لم نسمع أحد يقول إن زكريا أحمد "متجبر" لأنه يمنع أم كلثوم من غناء أعماله، فكل طرف كان يفعل ما يمليه عليه ضميره، وكل طرف كان يرى الحقيقة من منظوره الخاص، أما الرأي العام "العاقل" فقد كان يرى الأمر من الجانبين، فيدرك أن كل وجهة نظر لها قدر من الوجاهة، ومن هنا سعي الجميع إلى تقريب وجهات النظر وليس النفخ في النار، أو التحامل على أحد الطرفين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البنتاجون: اكتمال حشد 800 عنصر من الحرس الوطنى فى واشنطن

سيدة استولت على أموال الشباب بزعم العمالة بالخارج والجهات المختصة تباشر التحقيق

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش

جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025.. المصرى يتصدر


سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

عودة الشحات وبيكهام لقائمة الأهلي أمام فاركو ..وغياب العش وعمر كمال

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور


كريم محمود عبد العزيز ينفى شائعة انفصاله عن زوجته

الداخلية تضبط تيك توكر نشرت فيديوهات رقص خادشة للحياء

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

محمد مكي يحذر لاعبي المقاولون من ثنائي الزمالك قبل مواجهة الدوري

الداخلية: ضبط 3 تيك توكر لنشرهم فيديوهات خادشة للحياء بالغردقة

ماك أليستر يصف محمد صلاح بـ"الوحش": أفضل محترف رأيته في حياتي

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

ليلى علوى تطمئن الجمهور على حالتها بعد الحادث: أنا بخير وقدر ولطف

تطوير منظومة مواقف السرفيس فى الجيزة.. موقف حضارى جديد بكوبرى الصحابة بالمريوطية فيصل بسعة 400 سيارة.. يخدم خطوط أكتوبر والمنيب والسلام والمرج والمعادى والوراق.. والمحافظة تطبق منظومة إلكترونية للمراقبة

أحمد الفيشاوى يبدأ تصوير أول مشاهد "سفاح التجمع" بمدينة الإنتاج الإعلامى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى