أهالي بلبيس فى الشرقية يروون ذكرياتهم مع أسرة طبيب القلوب "مجدي يعقوب": والده كان ملقب بـ"طبيب للغلابة" ويقدم العلاج مجاني.. رئيس المدنية: دعوت العالم المصري لحضور افتتاح ميدان يحمل اسمه.. صور

"بحبك ونفتخر إنك أتولدت وسطنا ونفسنا نشوفك"، هذه هي رسالة أهالي شارع البكري، المتفرع من شارع بورسعيد، أحد أقدم وأعرق شوارع مدينة بلبيس في الشرقية، إلى العالم المصري الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب الشهير، الذي ولد فيه وعاش طفولته، والذين ربما لم يعاصرونه، لكنهم أجيال عاشت على حكايات رواها لهم أباءهم وأجدادهم، ومع والده مفتش الصحة، والذين يطلقون علية "طبيب الغلابة"، ذلك بعد علمهم بدعوته رئيس المدنية له، لافتتاح ميدان يحمل أسمه وتمثالا له في تكريما له .

انتقل "اليوم السابع" إلى شارع بورسعيد ليلتقى أهالي وجيران طبيب الغلابة، ونجله العالم المصري، ففي منزل علي البكري، والذي يمتد عمرة لأكثر من 100 سنة، وهو عبارة عن طابقين مبني من الخشب والبلكونات والشبابيك الخشبية وكطراز المعماري لهذه الوقت، ولد الدكتور مجدي وعاش طفولته وسط أهالي بلبيس.

ويقول سمير البكري الرجل الستيني، وهو حفيد صاحب البيت، والذي تربي فيه ووالدته وأعمامه مع أسرة يعقوب، الدكتور حبيب والد العالم الكبير: "انتدب كمفتش للصحة في مدينة بلبيس في الثلاثينات واستأجرت شقة في منزلنا وأنجب فيها الدكتور مجدي وأولاده وعاش لسنوات طويلة، حتى انتقلوا لمحافظة أخري، بعد ذلك كطبيعة عمل الأطباء في هذه الفترة بالتنقل بين المحافظات، لافتا إلى أن ووالدته السيدة "مادلين خليل " كانت طيبة القلب تربط بعلاقات وروابط مع سيدات الشارع،كأنهم أسرة واحدة .

أما الحاج سعيد محمد إبراهيم،  والذي قارب الثمانين من العمر، يؤكد أنه عاصر الدكتور مجدي وأسرته، وأن والده الدكتور حبيب "مفتش الصحة" كان يتربط بعلاقات طبية وإنسانية بالغني و الفقير، فهو كان دائما يحرص على تقديم العلاج، وجلب التطعيمات من الأمراض التى كانت تنشر في هذا الوقت للأهالي .

وأشار إلى أن " مفتش الصحة " كان له عيادة على بعد أمتار من المنزل الذي كانوا يعيشوا فيه، و التي كانت ملجأ لكل الأهالي من كافة القرى والمدنية والذين يقصدونه للعلاج، فهو مع ذلك يرفض الحصول علي مقابل مادي للكشوفات منهم، ويوفر العلاج للحالات الإنسانية منهم  .

وقال أحد الشباب بالمنطقة، إنه سمع من جده الذي عاصر أسرة طبيب الغلابة، أن مفتش الصحة كانت له شقيقة توفيت في سن صغيرة بسبب مرض حمي روماتيزم في القلب وعمرها لم يتجاوز 23 عاما، فأثرت الأسرة كثير بهذا الحادث المفجع وبالأخص الدكتور حبيب، الذي كان متعلقا بشقيقته، وكان ذلك دافعا لنجلهم "مجدي " أن يدخل كلية الطب ليتخصص في جراحة القلب تأثر بوفاة عمته  .

أوشكت مدنية بلبيس، على الانتهاء من التجهيزات الأخيرة، لميداني الشيخ عبدالحليم محمود و الدكتور مجدي يعقوب، والذي يحمل تمثالا تكريما لكلا منهما، ذلك تمهيدا للافتتاحهما خلال الأيام المقبلة بحضور شخصيات عامة وتنفيذية، ومن المحتمل مشاركة الجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب .

وقال اللواء سامي علام رئيس مدنية بلبيس لـ "اليوم السابع"، إنه من المقرر تثبت التمثالان في الميدانين المخصص لهما،  يوم الأحد المقبل على الأكثر، تهميدا لتحديد موعد لافتتاحهما في احتفالية بحضور أسرة الشيخ عبدالحليم محمود، ومن المقرر حضور الدكتور مجدي يعقوب، حيث تم توجيه الدعوة له، لافتا إلى أنه في مطلع ديسمبر الماضي، وافق المجلس التنفيذي علي إطلاق اسم   الدكتور مجدي يعقوب على ميدان الحصان، وكذلك تسميه ميدان باتا ليكون ميدان الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، ذلك تكريما لهم وتخليدًا لهم كأبناء المركز .

يذكر أن الدكتور مجدي يعقوب عالم القلب الشهير، ولد في مدينة بلبيس في 20 نوفمبر 1935 وعاش هو أسرته لفترة وتلقي تعليمة الابتدائي بمدارسها، ثم انتقل للعيش في القاهرة، وبعدها سافر للخارج، ثم عاد منذ سنوات وأسس معهد القلب في أسوان.

فهو من عائلة أرثوذكسية تنحدر أصولها من صعيد مصر، درس الطب بجامعة القاهرة وتعلم فى شيكاغو ثم انتقل إلى بريطانيا فى عام 1962 ليعمل بمستشفى الصدر بلندن ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين فى مستشفى هارفيلد من 1969 إلى 2001 ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام 1992 .

كرمته الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا ومنحته لقب "سير"  ووسام " فارس"، ونال العديد من درجات الدكتوراه الفخرية من الجامعات الأجنبية، وبلغت أبحاثه العلمية أكثر من 400 بحث متخصص فى طب وجراحة القلب والصدر، كما شغل يعقوب منصب مدير البحوث والتعليم الطبي ومستشارًا فخريًا لكلية الملك ادوار الطبية في لاهور  بباكستان، إضافة إلى رئاسة مؤسسة زراعة القلب والرئتين البريطانية، وأجرى يعقوب ما يقرب من 25 ألف عملية خلال مشواره  الطويل، منها 2500 عملية زراعة قلب ، عام 2009 أسس معهد  للأمراض و جراحات للقلب بأسوان