عندما تحدث السيسى أصغى زعماء العالم.. وهرب أردوغان

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بقلم بيشوى رمزى
مشهد قوى تجلى فى صورة جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسى، بينما كان يتحدث مع زعماء العالم، وعلى رأسهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على هامش مؤتمر برلين الدولى، والذى انعقد فى العاصمة الألمانية لمناقشة الأزمة الليبية، حيث كانت الجدية تهيمن على ملامح الرئيس، بينما الإصغاء والانتباه يظهران بوضوح فى أعين متابعيه، فى انعكاس صريح لأهمية الدور المصرى، ليس فقط باعتبارها دولة جوار مهمة لليبيا، ولكن أيضا باعتبارها قوى إقليمية بارزة لا يمكن تجاهلها.
 
إلا أنه بعيدا عن القضية الليبية التى تمثل محور النقاش، وكذلك الدور المصرى الذى يعد محوريا، يبدو ملفتا التحول الكبير فى الأدوار، حيث يأتى المشهد، والذى يبقى ملهما، بعد سنوات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، من التنظير الغربى حول تلك المبادئ التى طالما تشدقوا بها، على غرار الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتى تحمل غطاءً إنسانيا، بينما يكمن فى داخلها محاولات مستميته لزرع بذور الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط، عبر زعزعة استقرار القوى الرئيسية بها، وعلى رأسها مصر، من خلال تمكين جماعات متطرفة، سواء فى داخلها، أو فى الدول المحيطة بها، فى الوقت الذى طالما حذرت فيه مصر من تداعيات السياسات الغربية، التى لا تقتصر فى نطاقها على المدار الإقليمى، وإنما سوف تمتد إلى مناطق أخرى، تصل إلى قلب الغرب الأوروبى، وهو ما تحقق بالفعل.
 
هكذا كانت الصورة التى رصدتها الكاميرات، بينما لا ينبغى أن يغيب عن أذهاننا خلفية عجزت العدسات عن التقاط بعضها، وعلى رأسها انسحاب الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، بعد أن تجاهله زعماء العالم، بعدما فقد الزخم الذى كان يحظى به قبل سنوات قليلة، خاصة خلال إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، باعتباره أداة يمكن استخدامها لتكريس نظام إقليمى متزعزع لخدمة مصالح الغرب، عبر تمكين الجماعات المتطرفة، فى العديد من دول المنطقة، للسيطرة على السلطة بها، من خلال فتح الأراضى التركية أمام الإرهابيين القادمين من كل أنحاء العالم، للانضمام إلى "داعش" فى سوريا والعراق، بالإضافة إلى إمدادهم بالسلاح، وكذلك تقديم الدعم السياسى لجماعة الإخوان الإرهابية.
 
وهنا يتجلى الاختلاف الكبير بين مشهدين، أحدهما ظهر على الملأ، أمام أعين الجميع، تتحدث فيه مصر، بينما يصغى لها العالم لها، باهتمام بالغ يعكس عمق رؤيتها من جانب، وإيمانهم فى صدق نواياها فى حماية، ليس فقط الأمن القومى المصرى، وإنما صيانة الأمن العالمى فى مواجهة شبح الإرهاب، فى حين كان المشهد الأخر لديكتاتور مجنون يسعى لاستعادة خلافته المزعومة عبر تأجيج الفوضى وعدم الاستقرار، أصبح منبوذا من كافة الزعماء الأخرين، بينما ظهرت نواياه المشينة عبر التهديد المتواتر لدول أوروبا بتصدير الميليشيات المتطرفة، لإجبارهم على الرضوخ لطموحاته.
 
حالة الإصغاء التى بدا عليها زعماء العالم عندما كان يتحدث إليهم الرئيس السيسى تمثل دليلا جديدا على نجاح الدبلوماسية المصرية، فى تحقيق قفزات واسعة نحو استعادة دورها القيادى كأحد أهم القوى الإقليمية الفاعلة فى منطقة الشرق الأوسط، بعدما خفت جزئيا إبان سنوات الفوضى، وهو الأمر الذى تحقق فى زمن يبدو قياسيا، إذا ما قورن بتجارب دول أخرى، ربما مرت بظروف مشابهة، ولكنها لم تستطيع العودة من جديد إلى محيطها الإقليمى والدولى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جثمان الراحل تيمور تيمور يغادر المستشفى متجها إلى القاهرة

تصعيد جديد بين حزب الله والدولة اللبنانية.. الحزب يلوح بـ"حرب أهلية" حال تطبيق قرار حصر السلاح.. والدولة تحتج.. سلام: التلويح بحرب أهلية مرفوض.. وزير العدل: تأجيج للانقسام الداخلى.. قاسم: لن نسلم سلاحنا

كيف تتعامل مع النيران إذا اندلعت داخل شقتك.. اعرف التفاصيل

مهرجان القاهرة السينمائى ينعى مدير التصوير تيمور تيمور

ابن الراحل تيمور تيمور بخير ويرافق والدته بالمستشفى


اللحظات الأخيرة فى حياة تيمور تيمور.. أنقذ ابنه من الغرق قبل وفاته غرقا

غزل المحلة وسموحة يكتفيان بالتعادل السلبى.. وركلة جزاء مُهدرة لأصحاب الأرض

أشرف زكى يكشف سبب رحيل مدير التصوير تيمور تيمور: توفى غرقا

وفاة مدير التصوير تيمور تيمور.. ونقابة المهن التمثيلية تنعى الفقيد

فرص عمل جديدة بمرتبات تصل لـ9 آلاف جنيه.. اعرف الشروط والأوراق المطلوبة


موعد آخر موجة حارة فى صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف

وفد من وزارة الثقافة ونقابة الممثلين يزور نجوى فؤاد فى منزلها بعد استغاثتها

الراجل يقرب يا خونة.. مصريون يتصدون لتجاوزات الإخوان أمام سفارة مصر بهولندا.. فيديو

فيلم ريستارت يحتل المركز التاسع ضمن قائمة الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات

الطقس غدا.. استمرار انخفاض درجات الحرارة وظهور السحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

إمام عاشور يشارك فى التدريبات الجماعية للأهلى الإثنين المقبل

فيلم الشاطر يحقق 80 مليون جنيه خلال شهر من عرضه بالسينمات

مصطفى شوبير يحتفل بارتداء شارة قيادة الأهلى: "شرف ما بعده شرف"

رئيس الجزائر يعلن حدادًا وطنيًا تضامنا مع أسر ضحايا حادث "وادى الحراش"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى