د.سمية أبو فاطمة تكتب: قانون تشريعى ينظم شركة المحاماة المدنية

نقابة المحامين
نقابة المحامين

أخذت مصر على عاتقها خلال السنوات الماضية مسؤولية الانخراط فى المنظومة العالمية وما تفرضه هذه المنظومة من تغييرات جوهرية عاجلة ومستمرة لكل القطاعات التنموية ولكل الهياكل الإدارية والقانونية داخل الدولة، حيث أصبح من الصعب بل من المستحيل العيش فى عزلة اقتصادية فى ظل انفتاح كامل وغير مشروط للدول اتجاه بعضها البعض، ولعل انضمام مصر لكل المواثيق الدولية والتوقيع على الاتفاقيات الجماعية والعضوية فى المنظمات العالمية خير دليل على التزام الدولة بكل مكوناتها بالدخول فى منظومة التطوير العالمى مع الاحتفاظ بالاستقلالية والسيادة كحق أصيل.

ومن ضمن الاتفاقيات الجماعية التى انضمت إليها مصر كدولة محورية فى الشرق الاوسط والعالم العربى هى الاتفاقية العامة لتجارة الخدمات (GATS) والتى وقعت فى مدينة مراكش بالمملكة المغربية بتاريخ 15 ابريل 1994 والتى تنص على حرية تداول الخدمات بدون أدنى قيد أو شرط بين الدول الموقعة عليها.

ومن ضمن الخدمات والتى شملتها حرية التداول هى المهن الحرة وعلى رأسها مهنة المحاماة، وهذا يعنى وبكل بساطة أن المحامى المصرى سواء أكان مكتب أو شركة مدنية للمحاماة يستطيع ممارسة المهنة داخل الدول الموقعة على اتفاقية الجاتس بدون قيد أو شرط والعكس صحيح، حيث يستطيع المحامون الاجانب سواء افراد أو شركات الدخول الى الأراضى المصرية وممارسة المهنة وعرض خدماتهم على العملاء فى كل المجالات سواء المدنية أو الجنائية أو التجارية أو الضريبية وغيرها من المجالات التى تشملها المنازعات بين الافراد وغيرهم من الاشخاص الطبيعية والمعنوية، وهنا وبكل تأكيد وجزم سوف تكون الغلبة للأكثر كفاءة والأكثر تنظيم وتكون جودة الخدمة هى الفيصل فى اختيار العميل بين المحامى الاجنبى والمحامى المصرى خصوصا مع تلاشى العقلية الفردية والتى كانت تؤمن بالعلاقة الحميمية بين المحامى والعميل، لهذا أصبح لزاماً إعادة ترتيب البيت القانونى المصرى وسد أى فراغ تشريعى تعانى منه مهنة المحاماة لتكون قوية امام دخول المنافسين الأجانب الممارسين لنفس المهنة داخل التراب المصري.

الفراغ التشريعى الواضح والجلى فى ما يخص هيكلة مهنة المحاماة هو ترك شركة المحاماة المدنية دون افراد قانون خاص ينظمها والاكتفاء بخضوع هذه الشركات لمقتضيات القانون المدني، لكن وللأسف هذه المقتضيات لا تكفى وتتعارض فى كثير من الآحيان مع الطابع المهنى لهذه الشركات التى لا تسعى لتحقيق الربح.

بعد طول انتظار وترقب ورغم الكتابات المتعددة للمتخصصين والقانونيين ورغم صدور قوانين مقارنة تصدت بالتنظيم لشركة المحاماة المدنية مثل القانون الفرنسى بموجب مرسوم 680-92 لسنة 1992 والقانون المغربى رقم 2908 فى 20 اكتوبر 2008 لم يصدر عن المشرع المصرى قانون تنظيمي، كل ما هنالك هو طرح النقابة لمشروع تسجيل شركة المحاماة المدنية فى سجل النقابة وتلاها قرار لوزير العدل المصرى رقم 4920 لسنة 2018 بإنشاء سجل خاص بمقر النقابة العامة للمحامين بالقاهرة يخصص لتسجيل شركات المحامين المدنية ويراعى فى تأسيسها عدم الإخلال بالأحكام المقررة بشأن الشركات المدنية وأن يكون على غرار نموذج النظام الأساسى لتلك الشركات المعد بمعرفة النقابة العامة.

عند وضع القانون المنظم لشركة المحاماة المدنية من طرف المشرع المصرى - والمرجو أن يكون قريباً - لابد من الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الشركة فى كل مراحلها بدءاً من التكوين ومروراً بالإدارة ووصولاً الى الانقضاء ثم المسؤولية حتى يستجيب هذا القانون لخصوصية شركة المحاماة المدنية.

وبخصوص المسؤولية على وجه التخصيص لشركة المحاماة المدنية أمام العميل فهى مسؤولية مشددة وليست مخففة كما يعتقد الكثيرون فبانضمام المحامى للشركة تصبح مسؤوليته تضامنية ويسأل أياً كانت صفته عضواً فى الشركة أو مديراً بالإضافة إلى مساءلة الشركة نفسها وتضامنها مع الشركاء المخطئين عند اصدار قراراتهم المهنية وبالتالى لا مجال للحديث عن هروب الشريك من المسؤولية إن هو انضم الى شركة المحاماة المدنية بل على العكس المهنة تقوى إذا تمت ممارستها فى اطار شركة حيث الرقابة مستمرة على تطبيق القوانين وحيث المسؤولية محكمة ومنضبطة.

وبعد صدور القانون المنظم لشركة المحاماة المدنية يتعين إخضاع الشركات الفعلية لهذا القانون وتصحيح أوضاعها حتى نتفادى العشوائية فى التنظيم وحتى لا تستفيد شركات دون أخرى من امتيازات تؤدى إلى ازدواجية فى الثواب والعقاب.

إن صدور القانون المنظم لشركة المحاماة المدنية يؤدى إلى بناء شركات قوية قادرة على المنافسة ويجعل من الشركات المصرية منافساً قوياً ونداً متميزاً بين كل الشركات العالمية.

 

 

 

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلي وباتشوكا استعداداً لكأس العالم للأندية والقنوات الناقلة

محكمة الإسماعيلية الاقتصادية تنطق بالحكم اليوم على التيك توكر زين الزين وصديقه

موجة اعترافات دولية متزايدة بفلسطين.. دول أوروبية ترغب فى اتخاذ قرار مماثل أبرزها فرنسا وإيطاليا بعد إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا.. و4 دول تدعو لقبولها كعضو كامل العضوية بالأمم المتحدة

طرح فيلم في عز الظهر بدور العرض يوم 16 يونيو المقبل

الأهلى يواجه الاتحاد السكندرى فى مباراة حسم لقب سوبر السلة


استمرار الجدل حول قانون الإيجار القديم.. "التنمية المحلية" تقترح حل إشكالية المادتين 5 و7 ببرتوكول تعاون مع صندوق الإسكان.. وتؤكد: 3 ملايين و19 ألف وحدة خاضعة للإيجار القديم.. ودراسة لرصد أثر عمليات الإخلاء

اليوم.. ختام مباريات دورى المحترفين وصراع نارى بين كهرباء الإسماعيلية وأبو قير

تنويه مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. الأمطار تضرب هذه المناطق

وزارة التعليم تواصل استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة 2025

سفاح المعمورة.. تعرف على 4 اتهامات قادت المتهم إلى خلف القضبان


الاستعدادات الأخيرة لموسم الحج.. إطلاق خدمة المطوف الرقمى ومنصة بيانات الحج.. منظومة خاصة لتنقية الهواء بالمسجد الحرام.. 50 ألف خدمة صحية للحجاج.. خطبة عرفة بـ35 لغة.. واختيار الشيخ صالح بن حميد لإلقائها

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائي أبطال أفريقيا والقناة الناقلة

من مكتبك.. كيف تحصل على خدمات النيابة العامة خلال دقائق؟

مواعيد مباريات اليوم السبت 31 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة

على معلول يودّع الأهلي برسالة مؤثرة للجماهير: كنتم وطن ودفء وأمل لا يخيب

محافظة قنا: التزام بالإجراءات الوقائية فى التعامل مع حالة ولادة لمصابة بالإيدز

القاهرة الإخبارية: روسيا تحبط هجوما إرهابيا في موسكو وتتهم أوكرانيا

يسرا ونجلاء بدر في حفل زفاف أمينة خليل وأحمد زعتر.. صور

آخر تطورات المرحلة الأولى للخط الرابع للمترو بالمتحف الكبير والرماية (صور)

نماذج استرشادية لامتحان اللغة العربية للشهادة الإعدادية بنظام البوكليت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى