الأناضول تبرر حجب ويكيبديا فى تركيا بحماية صورة الدولة

اردوغان

كتب:محمد إسماعيل

السبت، 25 يناير 2020 11:59 م

استخدمت وكالة الاناضول التركية تبريرات غير منطقية بشأن قرار السلطات فى تركيا حجب موقع ويكيبديا ،حيث نقلت الوكالة التركية الحكومية عن دنيز أوناي الخبير المتخصص بوسائل التواصل، السبت، قوله إنّ تركيا حجبت موقع "ويكيبيديا" لأنها ملزمة بحماية صورتها، وبالتالي لها الحق بفرض عقوبات ضد أي سلوك سلبي بحسب زعمه.

وأعتبرت صحيفة أحوال تركية المعارضة أن هذه التصريحات تأتى في إطار سياسة الوكالة الحكومية المُمنهجة لتبرير كل ما يصدر من قرارات عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم ورئيسه الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، ووأشارت الصحيفة إلى انه منذ أيام أصدرت المحكمة الدستورية التركية نسخة مفصلة عن حكمها الذي أصدرته الشهر الماضي، والذي قضت فيه بأن حجب الوصول إلى موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت لأكثر من عامين في تركيا هو انتهاك لحرية التعبير.

وفي 15 يناير الجاري، رفعت هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية، الحجب عن "ويكيبيديا".

واستندت المحكمة الدستورية في حكمها إلى قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والمجلس الأوروبي والأمم المتحدة بشأن حرية الإنترنت والتعبير.

وأكدت المحكمة أن ويكيبيديا تضم ملايين المستخدمين وساعدت جميعهم في الوصول إلى المعلومات.

وأشارت إلى أن المحررين المتطوعين في ويكيبيديا قد عدّلوا وأزالوا العديد من المقالات، التي تتضمن معلومات عن تركيا بعد حظره في البلاد.

وذكر الحكم أنّ المحاكم التركية لم تشرع في أي تحقيقات أو جلسات استماع بشأن محرري المعلومات المثيرة للجدل، والتي تم حجب الموقع الإلكتروني بسببها.

وفي 29 أبريل 2017، حجبت السلطات التركية موقع "ويكيبيديا"، إثر نشره ادعاءات تساوي بين تركيا والإرهاب، وفقًا لوزارة الاتصالات.

وأوضح أوناي للأناضول، أن الأمر بدأ بالجدل الدائر حول الحرب الأهلية السورية، عندما نشر موقع ويكيبيديا باللغة الإنجليزية، مقالًا بعنوان "المشاركة الأجنبية في الحرب الأهلية السورية"، يظهر تركيا على أنها السبب الأكثر تأثيرًا لاندلاع الحرب.

وأوضح أن السلطات المختصة طالبت الموقع بإزالة المحتوى، مشيرة أن تركيا تحارب الإرهاب منذ سنوات باعتبارها إحدى ضحاياه، وأنه لا يمكن أبدًا إظهارها أنها تساعد أو تقف إلى جانب منظمة إرهابية.

وتابع: "ومع ذلك لم تتخذ ويكيبيديا أي خطوات بشأن هذا المحتوى ولم تسفر التحذيرات عن اتفاق حتى الآن".

وأكد أوناي أن الأمر المهم هو "موقف ويكيبيديا وليس موقف تركيا، لأن القضية كان يمكن حلها بالفعل في الأيام الأولى إذا نفذت ويكيبيديا الأمور المطلوبة لتعديل أو حل المشكلة".

ولفت إلى أنّ "إيران أبقت الصفحة الكردية مغلقة لفترة طويلة، وفرضت الرقابة على مئات المقالات حول المعارضة والأقليات الدينية".

وأشار إلى أن كلا من "يوتيوب" و"تويتر" واجهتا بعض العقوبات، وسرعان ما قامت كلا منهما بإجراء التغييرات اللازمة وتحقق رضا الطرفين.

وتحتل تركيا المرتبة 157، من أصل 180، في ترتيب الدول في مجال حرية الصحافة الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود.

ويرى جون لوبوك، منسق العلاقات العامة في منظمة ويكيبيديا، في مقال له بموقع "أحوال تركية"، أنّ حجب ويكيبيديا يعني أنّ مقالات الموقع حول تركيا تكون أقل عرضة لإسهامات الشعب التركي ويعني أيضاً إسكات الأصوات التركية في المحادثات على الإنترنت عن ثقافتهم وتاريخهم، وهذا أمر سيء بالنسبة للشعب التركي وللأشخاص خارج تركيا الذين يريدون فهم الثقافة التركية.

ومن شأن رفع الحجب عن ويكيبيديا أن يُظهر أيضاً أن الحكومة التركية مستعدة لتقديم تنازلات، وليست سلطوية كما يعتقد كثير من الناس.