منظمة خريجى الأزهر: تنظيمات الإرهاب والتطرف لا تراعى حرمة دين أو وطن

المنظمة العالمية لخريجى الأزهر
المنظمة العالمية لخريجى الأزهر
كتب لؤى على
أصدرت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، تقريرا بعنوان "أطفال ونساء داعش.. قنابل موقوتة"، أكدت فيه أنه بات واضحاً لدى جميع المراقبين والمهتمين أن التنظيمات الإرهابية قد انكشفت أمام العالم كله، وأنها فقدت بريقها الخادع فى التأثير على الشباب المسلم، واستدعاء الأنصار والمتعاطفين من شتى البقاع، بعد الهزائم المتتالية التى مُنيت بها فى شتى المواقع، وأنها قد أفلست تمامًا فلم يعد عندها من الوسائل والآليات ما يُمَّكنها من الصمود فى معركتها الخاسرة، مما جعلها تستميت فى محاولات بائسة من أجل البقاء، وتعمل على تجنيد الأنصار بأى وسيلة.
 
وتابعت المنظمة: بدأت تلك التنظيمات فى اختراع الحيل والمبررات الجديدة، للتأثير بها على عقول الشباب والفتيات، من أجل اجتذاب عدد من المتعاطفين الجدد، وإقناع مزيد من الشباب حول العالم بالانضمام إليها، على أمل فى بث الدم من جديد إلى عروقها بعد أن هزلت تلك التنظيمات وضعفت قواها، لكنها لم تفلح فى جذب الأنصار والأعوان المطلوبين، مما دفعها إلى استغلال النساء والأطفال فى أعمالها الإجرامية.
 
وأوضحت: "لقد لجأت الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش إلى بث أفكار مسمومة تحول الأطفال إلى قنابل موقوتة، وآلات للقتل والتدمير، إذ راحت تلك الجماعات تبرز في خطابها ضرورة عملية تجنيد الأطفال، كما اعتمدت بنسبة كبيرة على الدعاية الإعلامية فى عملية التجنيد، وإن كان بعضها كتنظيم القاعدة يعتمد على مبدأ التنشئة بصورة أكبر.
 
لقد تم استغلال الأطفال فى عمليات هذه الجماعات وإصداراتهم بنسبة كبيرة ربما تزيد على 15%، وذلك من خلال استغلال الأطفال من أبناء المقاتلين أنفسهم، أو من خلال الاختطاف والأسر، أو الخداع الفكري والاستقطاب، معتمدين على تجهيزهم ذهنيا، وتدريبهم على حمل السلاح وفنون القتال، ثم توزيعهم على حسب مؤهلاتهم وقدراتهم.
 
وكذلك الحال بالنسبة للنساء، فبعد أن كانت قضية مشاركة المرأة في العمليات القتالية محل خلاف لدى التنظيمين البارزين: القاعدة وطالبان، بدأ الحضور النسائى لدى الجماعات الإرهابية يتزايد، خصوصا بعد مراجعة القاعدة الشرعية التي وضعت المرأة سابقا فى إطار ما أسموه: الجهاد المنزلي، إلى أن انتهى قرارهم بتأسيس ألوية قتالية نسوية، ثم الانتقال إلى مشاركة النساء في عمليات انتحارية وتفخيخية، ولعلنا جميعا نعرف عن كتيبة الخنساء.
 
اعتمدت تلك التنظيمات الإرهابية فى تجنيد النساء على أدوات حققت فى أغلبها نتائج إيجابية، حيث استطاعت تلك الجماعات توظيف قضايا الثأر والمظلومية والانتقام لدى نساء المقاتلين الذين قتل أزواجهن، كما استغلت عمليات التذمر المجتمعي من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أو التهميش المجتمعي للمرأة في بعض البلاد.
 
ويرجع استغلال تلك التنظيمات للنساء فى عملياتها الإرهابية إلى ما تتمتع به المرأة من حصانة مجتمعية تسهل أداء مهامها بطريقة سرية، كما يشكل وجود النساء فى تلك التنظيمات هامش استقطاب واسع للشباب، بتحويل المرأة إلى مكافأة يسعى المقاتلون للحصول عليها.
 
ولقد شاهد العالم كثيرا من العمليات التي اعتمدت التنظيمات الإرهابية فيها على تنفيذ عناصر من النساء والأطفال، كان آخرها  تلك العملية التى وقعت فى طاجيكستان فى السادس من نوفمبر 2019.
 
لقد كشفت هذه التنظيمات عن وجهها القبيح حين أظهرت موقفها من استغلال النساء والأطفال، مبتعدين كما هي عادتهم ونهجهم عما قرره الإسلام من حقوق المرأة والطفل، وصيانة كرامتهم.
 
لقد بنت الشريعة الإسلامية أمر النساء على الصيانة والستر وعدم الامتهان، وجعلت الرجال قائمين على شؤون النساء تكريمًا لهن واحتراما، فقال سبحانه: (الرجال قوامون على النساء) [النساء:٣٤]. 
 
وحين سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل الأعمال، أفلا نجاهد؟ قال: عليكن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة. [رواه ابن خزيمة]. 
 
كما بنت أمر الأطفال على حسن التنشئة، وغرس الأخلاق، ومناسبة الأعمال للأعمار والقدرات العقلية والجسمانية. 
وحين جاء ابن عمر رضي الله عنهما يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج للقتال، رده رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبله، فلما أتاه يوم الخندق يستأذنه أذن له. [رواه البخاري]. 
وهذا لأنه في العام الأول كان صغيرا لم يبلغ مبلغ الرجال، فلما بلغ، قبله وأذن له. 
 
كما جاءه رجل يستأذنه في الخروج للجهاد، فقال له: أحي والداك؟ قال نعم. قال: ففيهما فجاهد. [رواه البخاري]. 
 
على أن تجنيد النساء والأطفال مسألة لا سابقة لها في تاريخ المسلمين، فلم نسمع عن بلد مسلم، ولا عن خليفة ولا ملك ولا سلطان ولا أمير مسلم قد جند النساء أو استخدم الأطفال الذين لم يبلغوا مبلغ الرجال.
 
إن تنظيمات الإرهاب والتطرف لا ترعى حرمة دين أو وطن، ولا تهدف إلا إلى زعزعة استقرار البلاد، وإضرار العباد في كل مكان وزمان، وهو ما ينبغي أن يتكاتف في مواجهته صناع القرار في الشرق والغرب على السواء.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الصحف العالمية: ترامب يطرح فكرة السيطرة على غزة مجددا: سأحولها لـ "منطقة حرية".. الرئيس الأمريكي يعيد توجيه دور واشنطن نحو تحقيق المكاسب السريعة.. وثلاث دول أوروبية تهاجم نتنياهو بسبب المجازر الإسرائيلية فى غزة

مصرع شخص إثر سقوطه من أسانسير في الهرم

التظلمات تجتمع في الخامسة مساء اليوم لحسم أزمة مباراة القمة

الأونروا: لا يزال الفلسطينيون يتعرضون للنزوح القسرى بعد مرور 77 عاما على النكبة

ترامب يلقى كلمة أمام الجنود الأمريكيين بقاعدة العديد فى قطر


ميمي جمال تدافع عن دينا الشربيني بعد تصدرها الترند..والأخيرة تتنظر عرض درويش

رفع الحد الأقصى لسن المتقدم بمسابقة معلم مساعد من معلمى الحصة حتى 45 عامًا

أورلاندو ينافس كايزر تشيفز على ضم مهاجم بيراميدز فى الميركاتو الصيفى

قرار هام من وزير التربية والتعليم لمعلمى الحصة بعد قليل

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..15 مايو 1948.. أربع طائرات مصرية فى طريقها إلى تل أبيب بعد إعلان قيام إسرائيل بساعات وجولدا مائير: «سيأتى اليوم الذى يقبلنا فيه العرب على ما نحن عليه»


اتحاد الكرة يناقش شروط القيد للموسم الجديد في اجتماع الثلاثاء المقبل

63 شهيدا فى غارات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة منذ فجر اليوم

علي فرج يتأهل لمواجهة لاعب بيرو فى نصف نهائى بطولة العالم للاسكواش

الإسماعيلى يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعداداً لمواجهة مودرن سبورت

بعد تأييد الإعدام.. رحلة قضية قاتل سلمى بهجت فتاة الشرقية

الكويت.. سحب الجنسية من 1291 شخصا

الأهلي يكثف مفاوضاته لتدعيم الدفاع ويفاضل بين ياسين والجزار

برشلونة يسعى لحسم لقب الدوري الإسباني أمام إسبانيول الليلة

مواعيد مباريات إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

الزمالك يقيم أيمن الرمادى بعد نهائى كأس مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى