سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 30 يناير 1942.. مؤتمر لطلاب الإخوان فى جامعة الأزهر يطالب بتحقيق «اتحاد وتشريع إسلامى» ويتجاهل طرد الاحتلال الإنجليزى

محمد الغزالى
محمد الغزالى
سعيد الشحات
احتشد ثلاثة آلاف طالب من طلاب جامعة الأزهر والكليات الأخرى فى مؤتمر دعت إليه جماعة الإخوان فى الأزهر من خلال طلابها فى الجامعة، كان محمد الغزالى وحفنى أبوزيد من كلية أصول الدين، وهلال مصلحى من معهد القاهرة هم الذين يتزعمون الدعوة للمؤتمر، وانعقد عقب صلاة الجمعة يوم 30 يناير، مثل هذا اليوم، عام 1942، وذلك بعد يومين فقط من الدعوة إليه وكانت يوم 28 يناير 1942، وفقا للدكتور عاصم محروس عبدالمطلب فى كتابه «الطلبة والحركة السياسية فى مصر -1922 1952».
يذكر «عبدالمطلب» أن الداعين للمؤتمر قالوا إن هدفهم من عقده هو»تكوين اتحاد إسلامى، يقوم بالمطالبة بجعل التشريع الإسلامى أساس الحكم، وأنهم سيواصلون الإضراب عاما كاملا فى سبيل تحقيق ذلك.
اللافت فى الهدف من هذه الدعوة وتنظيم المؤتمر هو طبيعة المطالب المرفوعة من «طلاب جماعة الإخوان»، فبينما هم يطالبون بالحشد للضغط من أجل تكوين «اتحاد إسلامى» يقوم بالمطالبة بجعل التشريع الإسلامى أساس للحكم، كانت مصر تقع تحت الإنجليزى، وكانت الحركة الوطنية تواصل نضالها لأجل طرد المحتل، وتناضل ضد فساد حكم الملك فاروق، يؤكد «عبدالمطلب»: يبدو أن مطلب الخلافة الإسلامية، كان مقدما عند الجماعة على أى هدف قومى آخر، وهو ما يؤكده إسحاق الحسينى، الأديب والكاتب الفلسطينى مؤلف «الإخوان المسلمين كبرى الحركات الإسلامية»، بقوله: «تحرير وادى النيل كله من النفوذ الأجنبى كان مطلبا يلى فى الأهمية لدى الإخوان، مطلب إقامة الحكومة الإسلامية».
يذكر المستشار طارق البشرى فى كتابه «الحركة السياسية فى مصر- 1945 -1952»: «هذا التتالى يؤثر بالضرورة على مناهج العمل السياسى للجماعة، ويسوغ لها معاداة أقسام كبيرة من قوى الحركة الوطنية باسم الدين، كما يبرر لها العمل المشترك مع القوى المرتبطة بالاستعمار، على أساس أن تغيير النظام الداخلى له الأولوية على مسألة التحرير الوطنى، بمعنى أن التغيير المطلوب لدى الجماعة فى النظم الداخلية لا ينبغى له أن يقاس بما يستهدف من إجلاء المستعمر، ولكن بما يستهدف من السعى لإنشاء الخلافة الإسلامية، وتطبيق أحكام الحدود والمعاملات الشرعية، والقضاء على عوائد الحياة الفردية التى تخالف أوامر الدين»، وبالرغم من أن «البشرى» استخلص هذه النتائج فى الطبعة الأولى من مؤلفه، وعدلها فى الطبعات التالية، إلا أن الدكتور عاصم عبد المطلب استخلص منها أن طرح الإخوان كان مختلفا عن طرح الحركة الوطنية، فالجماعة «ترفع شعارات مغايرة للهدف الوطنى الديمقراطى، المطروح فى الحياة السياسية للمجتمع المصرى، وهو ما تشير إليه تقارير البوليس السياسى، ففى فترة من أحلك فترات تاريخ مصر، حيث كان الاحتلال وأزمات التموين، والحرب العالمية الثانية دائرة وبالقرب من مصر، وفى الظروف التى لازمت أزمة 4 فبراير 1942 يرفع الطلبة المنتمون للجماعة، شعارات خاصة بالتشريع الإسلامى «وجعل القرآن أساسا للتشريع، وأن يكون ذلك أساسا للحكم».
فى هذا السياق السياسى العام يمكن فهم الدعوة التى أطلقها الطالب محمد الغزالى «الشيخ والداعية المشهور فيما بعد» عضو الإخوان وزملاؤه من طلاب الجماعة بعقد مؤتمر 20 يناير على نحو منفصل عن مطالب الحركة الوطنية الطلابية وقتئذ، ويتأكد ذلك من وقائع المؤتمر حسبما يذكر «عاصم عبد المطلب» فى كتابه «الطلبة والحركة الوطنية فى مصر» قائلا: «افتتح المؤتمر الطالب عبدالمعز عبدالستار بكلية أصول الدين بكلمة وجه فيها الشباب الأزهرى بالمطالبة بجعل التشريع الإسلامى أساسا لنظام الحكم فى مصر،وألقى الطلبة إبراهيم بسيونى من كلية اللغة العربية قصيدة حول المعنى الذى أكده إبراهيم الجندى من كلية الشريعة، وحمودة من أصول الدين ثم هلال مصيلحى هلال، وأعقبه طالب آخر ثم كانت القرارات التى قرأها عبد المعز عبدالستار وهى:
1-دعوة العلماء إلى تكوين اتحاد منهم، يساعد فى المطالبة بجعل القرآن أساسا للتشريع الإسلامى.
2- المطالبة بتأليف لجنة من كبار العلماء لتتولى صياغة ما ورد فى القرآن الكريم من أحكام الصياغة التى تتفق والعصر الحديث.
يضيف عبدالمطلب، أن طلبة الأزهر واصلوا رفع شعار التشريع الإسلامى، ففى أحد التقارير بتاريخ 20 فبراير 1942 يذكر أن 200 من الطلبة اجتمعوا بالأزهر، وتكلم فيهم عبدالمعز عبد الستار وهو من الطلبة الإخوان، وقال إن الأزهر هب للتشريع الاسلامى، وأن وفدا من الأزهر توجه لمقابلة رئيس الوزراء لعرض الفكرة، ففهم منه أن الوقت لا يسمح، كما أن الأجانب لا يمكن أن يرضوا بهذا التشريع، وقال، إن الأزهر لا بد له أن يواصل جهوده لتنفيذ ذلك، ثم قرأ المذكرة التى سبق أن أرسلها الأزهر للأمن العام، وقال إنه سيطبعها باللغة الفرنسية، ليوزعها على الجاليات الأجنبية ليعرفوا معقولية المطالب، و«أننا لا نريد بهم شرا». 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مادورو: فنزويلا طورت نظام دفاعها الوطنى رداً على الضغوط الأمريكية

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

فوز مرشح أقصى اليمين خوسيه أنطونيو كاست بانتخابات الرئاسة فى تشيلى

محمد صلاح يدعم منتخب مصر قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا 2025 فى المغرب.. فيديو


العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

انتبه.. ضرب المدير أو صاحب العمل يعرضك للفصل الفورى دون صرف تعويض

موعد بدء تطبيق المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحى الشامل فى 5 محافظات


تعرف على آخر تفاصيل عرض الأهلى لضم حامد حمدان

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب.. صور

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى