صور.. "30 دقيقة" تسبب أزمة للفيلم القصير في مصر والوطن العربى.. ضعف الإقبال الجماهيري عليه.. منتشر بين الشباب لطرح قدراتهم الإبداعية فقط.. يفتقد التركيز في القضية الأساسية ويعانى من سوء التوزيع والترويج

الإسكندرية جاكلين منير

الخميس، 30 يناير 2020 06:57 م

يعد مجال الأفلام القصيرة هو أحد أنواع الفنون السينمائية التي لا تلقى رواجًا كبيرًا أو انتشارًا جماهيريًا واسعًا في مصر والوطن العربى، وهو نوع من الأفلام التي تنتشر كثيرًا بين فئة الشباب، كوسيلة لطرح فكرة أو قضية فى شكل سينمائى أو تسجيلى فى مدة لا تزيد على 30 دقيقة.

وشهدت الإسكندرية، انطلاق فعاليات مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة فى دورته السادسة، وسط إقبال جماهيري مقارنة بالسنوات السابقة.

"اليوم السابع" التقى أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وسوف تمارس عملها في مشاهدة الأفلام الروائية والتسجيلية خلال فعاليات الدورة السادسة التي تقام في الفترة من 26 حتى 31 من شهر يناير الجارى، للحديث حول أزمة الفيلم القصير فى مصر والوطن العربى.

ويقول أحمد شوقى الناقد السينمائى وعضو لجنة التحكيم بالمهرجان إن الافلام القصيرة شهدت السنوات الماضية تطورًا كبيرًا فى صناعتها وازدياد إنتاجها، وتعانى من أزمة في الوطن العربي.

وحول تشجيع الأفلام القصيرة وازدياد انتاجها، قال أحمد شوقى إنه إلى الآن لا توجد ثقافة مشاهدة الفيلم القصير فى مصر أو الوطن العربى، بعكس دول العالم فلابد من تواجد ثقافة تسويق والترويج للأفلام القصيرة من خلال المهرجانات والقنوات التليفزيونية المختلفة.

وطالبت الفنانة التونسية مريم الفرجانى، وعضو لجنة التحكيم بالمهرجان، الشباب المشارك بأعمال فنية في المهرجان بعدم التوقف بعد تحقيق الانتشار والنجومية عن إنتاج وتقديم الأفلام القصيرة، فهي نوع آخر من الأفلام وله طبيعة مميزة، مؤكدة أنها تستمتع جدًا بتجربة الإخراج، بعيدًا عن النجومية في التمثيل فقط، وقالت: "إن التمثيل والإخراج والتأليف فنون يعبر بها الفنان عن نفسه ولكن بطرق مختلفة، وأكدت أن الفنان يجب أن يكون لدية رغبة في الوصول القمة دائما.

وقال روش عبد الفتاح، مخرج وعضو لجنة التحكيم بالمهرجان، إن مستوى الأفلام التي قدمت إلى المهرجان وطرحت حتى الآن، جاءت بمستوى متفاوت، بين الجيد والممتاز والمقبول، وهو ما يعكس مستوى صناعة الفيلم القصير في مصر والوطن العربي، وقال: "بعض الشباب يعتبرون الفيلم القصير خطوة لتقديم نفسه، وهو أمر ليس خطأ ولكن يجب ألا يخل بأساسيات ومعايير صناعة الفيلم القصير، حيث يقدم بعض الشباب على تقديم أكثر من شخصية وأكثر من قضية في فيلم واحد بما يؤثر على الفيلم ويسبب تشتت ويخل بمعايير الفيلم القصير، وذلك رغبة منه في تقدم وعرض كل قدراته الفنية في فيلم واحد، مؤكدًا أن أهم معايير الفيلم القصير هو التركيز في قضية واحدة مع طرح الفكرة بأقل عدد من الشخصيات، حيث جاءت بعض الأعمال الفنية المقدمة تفتقد إلى التركيز، مطالبًا بدور للمؤسسات الفنية لدعم المواهب الشابة وتوجيهها لتقديم أعمال فنية بجودة عالية، وأعرب عن سعادته بزياراته الدائمة لمصر: "الثقافة العربية تصنع في مصر".

في المقابل أكد الفنان عمرو عابد، أن الفيلم القصير لا يعانى من أزمة أو ظلم في مصر والوطن العربي، خاصة أن مصر حاليًا تشهد مهرجان للأفلام القصيرة بالإسكندرية وآخر بالقاهرة، وكل مهرجان في مصر للأفلام السينمائية يحتوى على مسابقة للأفلام القصيرة، مؤكدًا أن الفيلم القصير بدأ يأخذ حقة من الاهتمام، ولكنه يظلم حين يتم مقارنته بالفيلم الروائي الطويل، فالمقارنة غير منطقية، وكل منهما نوع من الفنون مختلف عن الآخر.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الفيلم القصير سوف يشهد انتشارًا بشكل أكبر في المستقبل بسبب التقدم التكنولوجي الهائل والإيقاع السريع للحياة، وظهور نظام "البلات فورم" الذى سوف يساهم أكثر في الترويج لهذا النوع من الأفلام.

من جانبه محمد نبيل الناقد السينمائي والمنسق الإعلامي للمهرجان، أن المهرجان شهد تنافسًا كبيرًا بين 63 فيلما مقدم من أكثر من 15 دولة عربية، موضحًا أن المهرجان يتضمن 3 مسابقات أساسية، مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية ومسابقة الطلاب، وهى كلها أفلام تعرض لأول مرة في مصر، والعالم هناك بعض الأفلام التي لم تعرض فى أى مكان بالعالم، حيث اشترط المهرجان أن يكون العرض الأول للفيلم المقدم للمهرجان للالتحاق بالمسابقة والتنافس على الجائزة، فيما تم عرض بعض الأفلام على هامش المهرجان التي سبق وعرضت قبل ذلك ولكن دون المشاركة فى المسابقة الرسمية.

وأكد محمد نبيل في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن المهرجان هذا العام يتميز بإتاحة "أوبرا الإسكندرية" لعرض عروض الأفلام المشاركة في المهرجان، بعد أن كان يعرض في سينما فريال فقط، كما أن المهرجان هذا العام لاقى إقبالا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية، بالإضافة الى الاستعانة بأعضاء لجنة التحكيم أكثر احترافية، وأعرب عن أمله عن تطور المهرجان في السنوات المقبلة، بعد أن دخل هذا العام في نطاق الاحترافية، وفى ظل الدعم الموجه من وزارة الثقافة برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم والتي من المقرر حضور حفل الختام ، تقديرًا لأهمية المهرجان وتشجيعًا للشباب فى مجال الافلام القصيرة.

يذكر أن لجنة التحكيم تتكون من مجموعة من الخبرات المصرية والعربية حيث تتكون من الممثل المصري عمرو عابد، المونتيرة المصرية هبة عثمان، الناقد السينمائي أحمد شوقى.