دواعى سياسية تجبر إدارة ترامب على فرض حظر جزئى على السجائر الإلكترونية.. المسئولون يتراجعون عن وعود سابقة ويمنعون نكهات محددة مع السماح بأخرى.. وصحف أمريكية: حملة الرئيس تخشى من قرار يؤثر على دعمه فى الانتخابات

يبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد رضخت، نوعا ما، لضغوط سياسية فى موسم الانتخابات الرئاسية، وذلك فى واحدة من أهم القضايا المطروحة على الساحة المجتمعية فى الولايات المتحدة فى الوقت الراهن، وهى تدخين السجائر الإلكترونية.

فبعد وعود سابقة بفرض حظر كامل على السجائر الإلكترونية المنكهة بمختلف أنواعها لما لها من أضرار صحية بالغة وتسببها فى عشرات الوفيات على مدار الأشهر الماضية، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه من المتوقع أن تعلن إدارة ترامب خلال الأيام المقبلة عن حظر السجائر الإلكترونية المنكهة بالنعناع والحلوى والفاكهة، والتى تحظى بشعبية بين المراهقين، لكنها ستسمح ببقاء نكهتى التبغ والمينثول فى السوق.

ووفقا لما قاله اثنان من مسئولى الإدارة الأمريكية المطلعين على الخطة، فإن النيكوتين السائل المنكه المستخدم، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه تنازل هام لمحال السجائر الإلكترونية التى استفادت مع ازدهار صناعة السجائر الإلكترونية فى السنوات الأخيرة.

وقال الرئيس ترامب أمس الثلاثاء، بأن الحظر سيعلن فى وقت قريب للغاية، إلا أنه أشار إلا أنه قد يبقى لفترة قصيرة، ولم يذكر أى النكهات التى سيشملها الحظر.

وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحفى فى ليلة رأس السنة فى منتجع مارالاجو،"نعتقد أننا سنرجع على السوق سريعا للغاية.. لدينا صناعة كبرى للغاية وسنعتنى بالصناعة".

ووصفت نيويورك تايمز قرار الإدارة بأنه تراجع جزئى عن التزام قطعته فى سبتمبر الماضى بوضع حظر سريع على كل النكهات باستثناء تلك التى تبدو مثل التبغ. ويبدو أن خطتها لإعفاء المنثول محاولة للإفلات من معركة قانونية مع شركات التبغ، كما تعكس جهود الضغط المكثفة التى تقوم بها شركات السجائر الإلكترونية.

وأشار مسئولو الإدارة أيضا إلى البيانات التى تشير إلى أن المراهقين لا يختارون السجائر أو الخراطيش بنكهة المنثول. وقال خبراء الصحة العامة فى الولايات المتحدة أن الحكومة ستقوم ببداية جيدة فى حظر النكهات الأكثر جذبا للشباب. إلا أنهم قالوا إنهم يخشون أن يتحول المراهقون إلى المنثول بدلا من التخلى عن السجائر الإلكترونية.

وتقول نيويورك تايمز أن تردد ترامب فى تطبيق حظر كامل قد أصبح واضحا فى الأشهر الأخيرة، فى اجتماع متلفز بالبيت الأبيض فى نوفمبر الماضى، قال إنه يشعر بالقلق من أن الحظر الكامل سيدفع الراغبين فى الحصول على النكهات إلى الحصول على منتجات غير آمنة وغير شرعية. كما أن مستشاريه جذروه من حظر النكهات يمكن أمن يضر قاعدته ويمكن أن تقلل من نسبة الإقبال فى الولايات الحاسمة.

من جانبها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن أحد مسئولى الإدارة الأمريكية وصفه للقرار بأنه تسوية بين هؤلاء فى الإدارة الذين كانوا يضغطون من أجل فرض حظر شامل من أجل وقف تدخين الشباب للسجائر الإلكترونية، وآخرين، بينهم مسئولين فى حملة ترامب الذين حظروا البيت الأبيض من تأثير سياسى محتمل لخسائر فرص العمل فى محلات السجائر الإلكترونية والذى سينتج عن أى حملة كاسحة ضد هذه المنتجات.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطة الإدارة الجديدة أثارت انتقادات من ماثيو مايرز رئيس حملة أطفال خالين من التبغ، حيث وصف السياسية الجديدة بأنها انتهاك لوعد الإدارة للأطفال والعائلات بالقضاء على السجائر الإلكترونية المنكهة التى تؤدى إلى وباء إدمان الشباب للنيكوتين، بحسب ما قال فى بيان. وأضاف أن ترك السجائر بنكهة المنثول متاحة على نطاق واسع والإعفاء الكامل للمنتجات السائلة المنكهة من الحظر لن يوقف وباء السجائر الإلكترونية بين الشباب.

وأضاف مايرز أيضا أن البيانات الأحدث تشير إلى أن أنظمة التانك المفتوح التى أعفتها الإدارة من الحظر تصبح أكثر شيوعا بين الشباب.

وذهبت "واشنطن بوست" إلى القول بأن خطة الإدارة الأخيرة تأتى بعد أشهر من التعرج فى قضية مشحونة سياسيا، وهى تدخين الشباب للسجائر الإلكترونية، وقد اكتسبت هذه القضية أهمية متزايدة فى أوائل الخريف بعد ظهور مرض غامض مرتبك بالتدخين الإلكترونى، وصدرت بيانات جديدة تشير إلى أن تدخين الشباب لهذا النوع يرتفع بشكل حاد، فيما قال مسئولو الصحة فى الإدارة أن بعض أنواع السجائر الإلكترونية مسئولة عن عشرات الوفيات وآلاف الأمراض.