رباب إبراهيم تكتب.."بنات ثانوي" فيلم خالى من التوابل السبكية ويحمل رؤية سينمائية جديدة

رباب إبراهيم
رباب إبراهيم
مع سيطرة نوعية أفلام الأكشن والجريمة والقصص المخابراتية صاحبة الميزانيات الضخمة على أغلب موضوعات السينما المصرية خلال الفترة الحالية، يأتى فيلم "بنات ثانوى" على العكس تمامًا، ويسير فى اتجاه مغاير عن ما يطرح بدور العرض السينمائية، ليقدم الفيلم  عدة مشاكل اجتماعية لمجموعة من الفتيات فى سن المراهقة مع التعمق فى جذورهم  الأسرية التى سارت  بهن  إلى هذه المشكلات.
 
وربما يحسب للمنتج أحمد السبكى اختيار هذا النوع من الأفلام لتقديمه والمجازفة لعرضه خلال موسم نصف العام، أمام نوعية أخرى من الأفلام لن تكون منافستها سهلة تماماً.
 
وتأتى المغامرة الأكبر أن أبطال الفيلم هم مجموعة من الشباب وليسوا من نجوم الصف الأول و يحملون تجارب سينمائية محدودة، وهو ما يعكس اتجاه منتج العمل فى تقديم فيلم يختلف تمامًا عن كل أعماله السابقة، والتى اشتهرت "بخلطة السبكي" والتى كانت تضم المطرب، والراقصة، والبلطجي"، وربما يكون نجاح فيلم بنات ثانوى وتحقيقه لإيرادات خطوة فى تغير سياسة السبكى الإنتاجية خلال الفترة القادمة.
 
ومن المؤكد أيضاً أن أعضاء لجنة المشاهدة بالرقابة على المصنفات الفنية قد أصيبوا بصدمه كبيرة عند مشاهدة الفيلم لأنه يخلو من أى مشاهد جريئة أو لفظ  خادش، وخاصة أنهم كانوا  مهيئون لمشاهدة فيلم عن فتيات مراهقات، و من إنتاج أحمد السبكي.
 
"أنا عمرى 18 سنة بـ30 من عمرك ياللى كنت بتلف بكره شريط الكاسيت بالقلم الفرنساوي.. دا أنت لسه متفرج على "بب جي" وأنت عندك 30 سنة".. جملة حوارية تصفعك على وجهك فى بداية الفيلم لتمهد لك ما هو قادم من أحداث وتفسر لك الفجوة العمرية خاصة إذا كنت فى سن الثلاثينات، لتجد نفسك تفكر فى داخلك من هذه الفتاة "المفعوصة" التى تسخر من ذكريات جيلنا؟ من التى تعطينا درسًا وتسخر منا؟.. إننا جيل نلهث ونجرى للحاق بمتطورات عصرهم والتى تعد أدوات عادية بالنسبة لجيلهم.
 
المؤلف أيمن سلامة بكل عنف يسحبك لحياة و سلوكيات فتيات ثانوي، ويصدمك فى كل حالة منهن تجعلك تشعر فى كل لحظة إنك فى عمر الثلاثين، ولم تعيش حياة ولم تكن يومًا طالب فى مرحلة الثانوى تتمنى أن تعود إلى تلك المرحلة لتكتسب خبرات و تعيش تجارب أهم وأعمق من التى عيشتها.
 
يمر بك المؤلف فى خطوط متوازية بين المشكلات الاجتماعية فى المجتمع المصرى بما يحتويه من فقر و حرمان و تابوهات المحرمات بين الدين والجنس بدون أى ابتذال، وبين ما نتج عنه من تطور تكنولوجى فى مجال السوشيال ميديا و بين ما تعانيه المرأة منذ بداية شبابها،  عدة خيوط متشابكة مغزولة بين الألم واللايت كوميديا تجعل المتلقى يتفاعل مع مشكلة كل فتاة ويلتمس لها العذر  رغم أخطائها.
 
تتضح فى الحواديت المطروحة الكيميا بين المؤلف الغارق فى تفاصيل المرأة بمختلف مراحلها العمرية وبين تطور وحرفية المخرج محمود كامل فى ترجمة تلك المشاعر لصورة بصرية بداية من اختيار أبطال العمل و أماكن التصوير وأسلوب تميز كل شخصية عن الأخرى دون المساس بحجم مساحة ومآساة كل فتاة لا تشعر بتفضيل مشكلة على الأخرى رغم اختلاف حجم الكوارث المطروحة بين كل حدوته و آخرى.
 
لم نتوقع اختيار "جميلة عادل عوض" فى دور فتاة شعبية خاصة أن تكوينها و صوتها و تربيتها فى عائلة ارستقراطية لم تتخيل منها هذا الأداء المرعب خاصة للتناقض مع شخصيتها الحقيقة المعروفة عنها، ربما ما خدمها فى سياق الحدوتة أنها كانت من أسرة مستواها الاجتماعى جيد و لكنها انهارت بعد ثوره 25 يناير، و اضطر والدها للعيش بيهم فى منطقة شعبية مما يجعلك تقرأ ما بين السطور مما أفرزت الثورات وتأثيرها على طبقات المجتمع.
 
ومن تلك المناطق الشعبية و تحديداً موقع المدرسة تشعر أن جميله عادل عوض، هنادى مهني، مى الغيطي، هدى المفتي، مايان السيد، محمد مهران، محمد الشرنوبي، أبطال العمل انخرطوا فى الحارات الشعبية لفترات طويلة، و كأنهم كانوا فى فترات كورسات تمثيل جديدة عليهم تعلموا فيها لغة هذه المراحل العمرية بثقافة المناطق التى يعيشون بها، ولم يقتصر تجربتهم فى التعليم على تعبيرات الوجه فقط بل حركات الجسد والأيدى وردود أفعال المشاعر الجنسية الفطرية كلا منهم اتقن تجسيد مشكلته.
 
ربما يكون نجاح هذه التجربة نواه جديده فى تغير نوعية الموضوعات المطروحة فى السوق السينمائى فى الفترة القادمة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

ترامب: نحقق فى ما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار بغزة باغتيالها قياديا فى حماس

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

استئناف رفض دعوى تعويض عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامى.. اليوم


الصقر: لم يكن هناك تنسيق مع حسام حسن وضغطت على طولان لاستكمال المهمة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025


حسام الحسينى عن انفصاله: الطلاق حصل من 2020 واليوم انتهينا من إجراءاته الرسمية

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

منتخب المغرب يكتسح الإمارات بثلاثية ويتأهل الى نهائى كأس العرب 2025

رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى