سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم..1أكتوبر 1970أكبر جنازة شعبية فى التاريخ لجمال عبدالناصر.. الملايين فى الشوارع و30 رئيس دولة.. وزعماء حركات التحرر فى العالم

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر
كانت القاهرة بحرا من البشر مع طلعة شمس يوم 1 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1970، لوداع جمال عبدالناصر، الذى توفى يوم 28 سبتمبر 1970، كان موجودا للمشاركة فى تشييع الجنازة «30 رئيس دولة، و100 وفد يرأس أغلبها إما رؤساء وزراء أو وزراء خارجية، علاوة على رؤساء الأحزاب وحركات التحرير فى العالم كله بدون استثناء»، حسبما يذكر سامى شرف مدير مكتب عبدالناصر، فى الكتاب الخامس من مذكراته.
 
كان الدكتور منصور فايز رئيس الفريق الطبى لجمال عبدالناصر، واحدا من شهود اليوم، ويذكر عنه فى كتابه «مشوارى مع عبدالناصر»: «ما إن طلعت شمس ذلك اليوم إلا وكانت القاهرة كبحر من البشر، زاد على ملايينها ملايين أخرى من المواطنين جاءوا إليها بالقطارات والسيارات وبكل أنواع المواصلات، بدأ الآلاف منهم مسيرتهم إلى العاصمة من ليلة أول أكتوبر سيرا على الأقدام ليكونوا فيها فى الصباح، كان شعب مصر ملء شوارعها ليعبر عن حبه لزعيمه فى رحلته الأخيرة، وظهرت فى سماء القاهرة طائرة هليكوبتر تقل جثمان الزعيم من قصر القبة إلى الجزيرة، لتخرج جنازته من المبنى الذى كان مقرا لمجلس قيادة الثورة».
 
يضيف «فايز»: «كانت الجماهير مصطفة على طول الطريق من مبنى مجلس قيادة الثورة إلى جامع عبدالناصر فى مصر الجديدة، وكان النظام يبدو دقيقا، وخرجت عربة مدفع من مبنى مجلس قيادة الثورة تحمل النعش ملفوفا فى علم الجمهورية العربية المتحدة، ومن خلفها مباشرة سار أبناؤه يليهم رؤساء الدول المشاركة فى الوداع المهيب، وسارت الجنازة وسط نحيب الجماهير إلى كوبرى قصر النيل، وما إن تعدت الكوبرى واتجهت إلى شارع النيل أمام فندق هيلتون حتى هجمت الجماهير تربت بأيديها على النعش لتلمسه للمرة الأخيرة».
 
يؤكد فايز: «كانت الجنازة تكاد لا تسير من فرط الازدحام وتدافع الجماهير على عربة المدفع، وبعد ساعات وصلت الجنازة إلى منطقة غمرة، وبدا واضحا أن النعش الذى تم تغيير العلم الذى يلفه عدة مرات خلال هذه الفترة لن يصل قبل الليل، فتم نقله إلى عربة مدرعة، ولكن الجماهير ظلت حول الرئيس تحيط بالعربة المدرعة حتى وصل إلى جامع عبدالناصر بعد الظهر، وشيع جمال عبدالناصر إلى مثواه الأخير فى وداع لم يسبق له مثيل فى تاريخ مصر الحديث».   
كان الكاتب والصحفى الفرنسى الشهير جان لاكوتير، من شهود الحدث، ويذكر فى كتابه «عبدالناصر» عن دار النهار اللبنانية، 1971: «على ضفاف النيل، بين الروضة وبولاق كنا ملايين من البشر يشهدون آخر رحلة يقوم بها جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة، الذى توفى قبل ثلاثة أيام عن اثنين وخمسين عاما، ملايين من البشر ينتظرون شيئا ما، حدثا خارقا لم يدخل فى حساب إنسان، يكون بحجم ناصر ومنجزاته والمدينة العظيمة التى كانت له طوال ثمانية عشر عاما منبرا ومسرحا ونشاطا».
 
يضيف: «هكذا انقلبت الجنازة الرسمية عيدا بدائيا كبيرا، إذ انتزعت الجماهير النعش واحتضنته وبدا وكأنها التهمته، هل هى محاولة رقى ضد الموت أو ضد الغياب؟ على من بكى هذا الشعب اليتيم؟ على الزعيم الراحل، أم على نفسه؟ على الفراغ الذى خلَفه تاركا شعبه فى مطلع أكتوبر 1970، معلقا بين الحرب والسلم، بين الشرق والغرب، بين الحرية الاجتماعية والتقييد الفردى، بين الغضب والتعقل».
 
كانت الجنازة هى «الأكثر إثارة فى العصر الحديث» حسب وصف صحيفة «جارديان» البريطانية، وبلغت التقديرات لعدد الذين ساروا خلف النعش فى شوارع القاهرة نحو 5 ملايين فرد (سكان مصر وقتئذ 32 مليون نسمة)، كما خرج الملايين فى العواصم العربية (سكان الدول العربية  وقتها 110 ملايين نسمة)، فى جنازات تتقدمها نعوش رمزية، وحاصل ذلك هو أنها كانت الجنازة الأكبر فى التاريخ، وكان الأكثر إثارة فى موكبها بالقاهرة، ترديد الملايين لأنشودة حزينة مجهولة التأليف والتلحين.. رددتها الجماهير فى كورال جماعى:
 
«الوداع يا جمال ياحبيب الملايين/ الوداع
ثورتك ثورة كفاح ..عشتها طول السنين/ الوداع 
إنت عايش فى قلوبنا.. يا جمال الملايين/ الوداع 
إنت ثورة إنت جمرة.. لأجل كل الشقيانين/ الوداع 
يا فقير يا بن الفقير.. إنت أب الكادحين/ يا جمال 
إنت نوارة بلادنا.. وإحنا شوقنا الحنين/ يا جمال 
إنت قلة مية صافية.. تسقى كل العطشانين/ يا جمال  
إنت عصفور الكناريا.. لأجل كل الحزنانين/ يا جمال 
إنت قنديل الغلابة.. تهدى كل المحرومين / يا جمال 
إنت ريحة زكية.. فى قلوب الفلاحين/ يا جمال  
إنت جمعت بعزيمتك.. النفوس الغضبانين/ يا جمال.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

شبح الوباء يلوح فى أوروبا.. K سلالة إنفلونزا جديدة تنتشر بسرعة.. إغلاق فصول فى إسبانيا وتوجيهات العمل عن بعد فى فرنسا.. وتوصيات بارتداء الكمامات وأهمية التطعيم.. وحكومات تتحرك بحذر خوفا من تكرار كابوس الجائحة

ترامب يعلن عن إلقاء خطاب للشعب الأمريكى اليوم: كان عامًا رائعًا لبلدنا

نتيجة مباراة جوادالاخار ضد برشلونة فى كأس ملك إسبانيا

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية


موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

جوادالاخار ضد برشلونة.. شوط سلبي فى دور الـ32 من كأس ملك إسبانيا


أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بعد غياب دام 9 سنوات

موعد مباراة منتخب مصر القادمة فى أمم أفريقيا بعد الفوز على نيجيريا

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة

الإسكان: إعفاء 70% من غرامات التأخير وفرصة ذهبية للسداد خلال ديسمبر

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى