حقيقة فكر الإخوان "الحلقة الخامسة".. أبناء البنا تورطوا فى مذبحة الفنية العسكرية عكس ما يزعمون.. صالح سرية ومعاونيه بايعوا الهضيبى وحصلوا على موافقته على العنف ووعدوه بإنكار صلتهم بالجماعة حال مثولهم للتحقيق

حسن الهضيبى وحسن البنا
حسن الهضيبى وحسن البنا
قراءة وتحليل عبده زكى
 
كشفنا في الحلقة الماضية من ملف"حقيقة فكر الإخوان" تأثر تنظيمات القاعدة وداعش وقادتهما مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى بعقيدة العنف التي تأسست عليها الجماعة منذ إعلان تأسيسها في 1928.
وفى الحلقة الخامسة نسلط الضواء على قضية يصر الإخوان على نفى صلتهم بها وهى مذبحة الكلية الفنية العسكرية التي استهدفت التخلص من الرئيس الأسبق محمد أنور السادات رغم أنه أفرج عن عناصر وقيادات الجماعة ومنحهم حرية الحركة والدعوة في الجامعات، والنقابات والجمعيات وغيرها، صحيح أن السادات استهدف من هذا التصرف إحداث توازن مع الشيوعين وعدم ترك الساحة لأنصار جمال عبد الناصر لكنه منحهم الحرية على أي حال وكان عليهم ألا ينسون الجميل لا أن يردونه غدرا ومكرا وخداعا.
 
والحرية التي منحها السادات للإخوان لم تعوضهم عن حلم السلطة ولم تثنيهم عن التفكير في أذى السادات الذى دعمهم ومنحهم حريات واسعة بل لم يشفع لهم الانتصار على عدوهم الأول "إسرائيل" كما يزعمون وكل ما فعلوه أن واصلوا سياستهم فى الغدر والخيانة ولكن من وراء حجاب، فالإخوان قرروا التخلص من السادات دون اعتراف بتورطهم وحاولوا الخداع وإيهام السلطات والشعوب بأن يدهم نظيفة من العنف والدم.
 
ويشاء القدر وتنكشف جريمتهم وأنهم المخططون والمنفذون لأحداث الفنية العسكرية التي وقعت 1974، بهدف قتل أو اعتقال السادات وإجباره على إذاعة بيان استقالته من السلطة.
 
وفى مقابل إصرار عناصر الجماعة على إنكار صلتهم بأحداث الفنية العسكرية، نصر نحن على فضحهم بالدليل والبرهان بعد عقود من الجريمة التي لا يمكن وصفها إلا بالخسيسة والجبانة.
 
لكن قبل فضح صلة الإخوان بمحاولة الانقلاب على السادات والإطاحة دعونا نوضح أن أحداث الفنية العسكرية نفذتها تنظيم برئاسة الفلسطيني صالح سرية ومصريين هما كلا من كارم الأناضولى الذى قاد تنفيذ الانقلاب الفاشل وطلال الأنصارى الذى كان يقود مجموعة الإسكندرية.
 
وضع الثلاثى"سرية والأناضولى والأنصارى" خطة تكمن في تحرك 18 من عناصر التنظيم يوم الخميس، 18 أبريل 1974 يقودهم الأناضولى لاقتحام الكلية الفنية العسكرية ويساعدهم ضباط وطلاب موالين للتنظيم، للاستيلاء على ما بها من مدرعات وأسلحة وسيارات والتوجه إلى مبنى الاتحاد الاشتراكي على كورنيش النيل حيث كان يجتمع الرئيس السادات بعدد من القيادات لمناقشة ما بعد حرب أكتوبر. وهناك يقتلوه أو يعتقلوه ويجبروه على إعلان تنحيه عن الحكم
 
لكن ولحسن الحظ فشل المخطط في مهده ففي بداية التنفيذ أبلغ عنصرين من التنظيم وزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية بمخطط سرية ورفاقه،  وعندما هاجم 18 إرهابيا بقيادة كارم الأناضولى الكلية الفنية العسكرية فتصدى لهم الحراس اللذين استشهد 7 منهم فيما قتل 6 من التنظيم وأصيب 65 من عناصر حرس وطلاب الكلية وفشل الانقلاب في المهد ولم يكمل الإرهابيون باقى المخطط والذى تمثل في توجههم لاقتحام مقر الاتحاد الاشتراكي، بعد الاستيلاء على أسلحة ومدرعات وسيارات الفنية العسكرية حيث قرروا إيهام حراس مقر الاتحاد الاشتراكي بأنهم جاءوا لتفكيك قنابل داخل قاعة اجتماع السادات وبعد السماح بدخولهم سيجبرون السادات على إذاعة بيان استقالته.
 
صدر حكما بالإعدام على المتهمين الثلاثة"سرية والأناضولى والأنصارى"تم تنفيذه في سرية والأناضولى وتخفيفه من قبل السادات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة لـ"الأنصارى" والذى قضى بالفعل العقوبة خلف الأسور، فيما صدرت أحكام بالسجن مدد متفاوتة على عشرات من التنظيم الإرهابى.
 
وصالح سرية فلسطيني لجأ مع أسرته للعراق وتعلم في جامعاتها وتزوج من سيداتها وأنجب 9 أبناء منهم 6 بنات وانضم لجماعة الإخوان ثم عاد إلى فلسطين وأسس مع أخرون جبهة التحرير ومنها إلى مصر 1971 للعمل بالجامعة العربية حيث أسس كتائب الفنية العسكرية للانقلاب على السادات.
 

هذه أدلة علاقة الإخوان بأحداث الفنية العسكرية:

 
قلنا أن صالح سرية مؤسس تنظيم الفنية العسكرية انضم للإخوان في العراق ما يعنى أنه انتهج فكرها بل أن طلال الأنصارى - الذى خفف السادات الحكم عليه من الإعدام إلى الأشغال الشاقة المؤبدة - قال في مذكراته ما يؤكد تورط الإخوان في الأحداث ومنها أنه بأنه وآخرون كونوا تنظيما سريا بالإسكندرية ‏1968 وبعدما أفرج السادات عن الإخوان قدمته زينب الغزالي إلى صالح سرية‏ باعتباره إخوانى فطلب منه"سرية" ضم تنظيمه لجماعة الإخوان كخطوة لتكوين الجناح العسكرى الجديد لجماعة الإخوان‏.
 
ويضيف الأنصارى بأنه بعدما وافق على ضم تنظيمه لـ"تنظيم سرية" رتبت زينب الغزالى القيادية الإخوانية البارزة لقاء للأنصارى مع حسن الهضيبى مرشد الجماعة أنذاك 1972 وتم اللقاء في منزل المرشد بمنطقة منيل الروضة في القاهرة سنة 1972 حيث بايعه الأنصارى على السمع والطاعة.
 
وبهذا يكون طلال الأنصارى وصالح سرية عضوين في جماعة الإخوان بشكل لا يقبل الشك وأن تنظيم سرية بعد ضم تنظيم الأنصارى له تحول لتنظيم واحد تابع للإخوان، وهذا التنظيم الإخوانى هو بمثابة الجناح المسلح الجديد للإخوان لكن بشكل غير معلن.. كيف؟
 
صالح سرية أصدر أول تعليماته لشباب التنظيم المسلح وهو أنه "أي سرية" يمثل حلقة الوصل الوحيدة بينهم وجماعة الإخوان الذى سيختفى أي دور ظاهر لهم وينفى أي صلة لهم بها، وإمعانا في التمويه درب سريه، رفيقه طلال الأنصارى على كيفية إبعاد الجماعة خلال أي تحقيقات أمنية أو قضائية وإظهار تعارفهما - أي سرية والأنصاري – كما لو أنه جاء بعيدا عن زينب الغزالى وليتفقا على أن الأنصارى أعجب بحديث لـ"سرية" في مجلة مصرية خلال مشاركة سرية في المؤتمر الوطني الفلسطيني بالقاهرة 1968‏ والتقاه في فندق بالقاهرة وتعرفا على بعضهما.
 

الدليل القاطع:

 
بل هناك دليلا قاطعا على تورط الإخوان في أحداث الفنية العسكرية وهو موافقة الهضيبى على مذكرة قدمها له سرية ‏تضمنت خطة بتغيير منهج الجماعة وجعل الخيار العسكرى أساسيا في الوصول للسلطة.
 
ويمكن القول بأن مذبحة الكلية الفنية العسكرية كانت المحاولة الأولى من قبل ما يزعمون أنهم إسلاميون للانقلاب على السلطة الشرعية، قبل محاولات تنظيمى الجماعة الإسلامية والجهاد فى الثمانينات والتسعينات وهو ما سنسلط الضوء عليه في الحلقة القادمة من حقيقة فكر الإخوان ونجيب على السؤال:
 

• هل الجماعة الإسلامية والجهاد استقت منهجها من الفكر الإخوانى أم لا؟

 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مان سيتي ضد الهلال فى قمة نارية بمونديال الأندية.. مرموش فى صدام عربى أوروبى

الأهلي يضع الرتوش الأخيرة على صفقة انتقال عمر الساعى للمصري

4 رسائل مؤثرة فى وداع نجوم تونس والجزائر لجماهير الدوري المصري

رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام

رسوب 10 حكام و8 مساعدين فى الاختبار البدنى لمعسكر تأهيل حكام الـVAR


السودان يستغيث.. أمين الأمم المتحدة: الوضع الإنساني متردي للغاية والناس يتضورون جوعا.. تقرير لمجلس الأمن: 80% من المرافق الصحية متوقفة عن العمل بعد تعرضها لـ 540 هجمة.. ومسئولة أممية تحذر من اتساع دائرة الحرب

الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو.. نقطة تحول فارقة أعادت مصر إلى مسارها الوطني.. الجبهة الوطنية: جسدت إرادة شعب واستعادت هوية مصر واستقرارها.. ورئيس الحزب الناصري: عبرت عن وعي شعب لا يُخدع ووطن لا يُكسر

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد بايرن ميونخ فى ربع نهائى مونديال الأندية

بايرن ميونخ يكتسح فلامنجو ويواجه باريس فى ربع نهائى كأس العالم للأندية.. فيديو

شبح التسريح فى يوليو يهيمن على الخارجية الأمريكية.. واشنطن بوست: غضب بين الموظفين بعد الاستعانة بهم ساعات إضافية عند ضرب إيران.. ومطالبة السفارات بمشاركة صور سعيدة لحفل عيد الاستقلال تكشف ازدواجية إدارة ترامب


حامد حمدان لاعب بتروجت على رادار المصرى فى الميركاتو الصيفى

حتى لا ننسى.. "الإرهابية" استغلت الأطفال والسيدات في اعتصامي رابعة والنهضة.. تصدروا الصفوف الأمامية لتكوين صورة "سلمية" تخدم رواية المظلومية.. والجماعة استخدمتهم دروعا بشرية أثناء فض الاعتصام بشهادات داخلية

تفاصيل التحقيق مع متهم بتجارة العملة خارج نطاق السوق المصرفية

رامى عادل يرحل عن جهاز أحمد الكأس مواليد 2008

أحمد حسام: هعرف أثبت نفسى فى الزمالك.. ومابلولو وماييلى أصعب مهاجمين

إبراهيم عادل يحتفل بزفافه وسط نجوم الكرة.. صور

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

ملخص وأهداف باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامى 4-0 فى مونديال الأندية

وزير الخارجية يكشف للميس الحديدي بعضا من ملامح اتفاق غزة المرتقب

مصرع سيدة سقط عليها ونش أثناء تواجده داخل سيارته فى طريق الأوتوستراد.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى