مقابر البجوات.. ذكريات الكنز المفقود

زكى القاضى
زكى القاضى
بقلم زكى القاضى

أتذكر تلك الأيام فى صحراء الوادى الجديد، والتي كنا نقيم فى الخيمة الصغيرة، ووراء باب الخيمة كنا نحفر حفرة نضع فيها المياه انتظارا لوقوع اللصوص بها، ورغم أننا كنا نضع جزءا كبيرا من المياه التى نحملها في الحفرة، حتى يغرق اللص القادم " والذى لا يأتي أبدا"، إلا أن الحفرة كانت ترفض الاحتفاظ بالمياه بمجرد أن نعطيها ظهرنا ونخرج لنستكمل رحلتنا، ولم ننسى أيضا أن نملأ  علب السمن الفارغة بالرمال ونضعها فوق الباب أيضا، كنوع من الحيل والشراك للأعداء، كنا نخطط لحماية خيمتنا ورحلتنا، وهى الرحلة المكررة لمقابر البجوات بمحافظة الوادى الجديد، تلك الأسطورة التي كنا نعيشها ونحن أطفال ونخطط فيها كيف سنمر من الغفير لنرى المقابر، ونصيح بأسمائنا في البئر، ونرى النقوش على الجدران ونقف مذهولين أمام تلك النقوش، وكل منا يفسرها بطريقته وعقله.

 

في صحراء البجوات، نترك الخيمة والأكل والشرب، ونصعد الغرد "جبل صغير"، نجرى في الشمس الحارقة قبل صلاة الجمعة، نجرى ونجرى ثم نقرر فجأة أن نتدحرج من الجبل لأسفل، كنا ننظر لأسفل ونقرر فجأة أن ننزل أسفل الغرد، فيأخذك الجبل لأسفل، ونأخذ بأقدامنا من الرمل مايعمينا، فتجعلنا نسقط ، ولا أعرف وقتها كيف توفر لنا هذا المجهود الذى ينزل بنا أسفل الغرد ويصعد عشرات المرات، لا نتوقف حتى نرى الورندة " الورل وهو حيوان صحراوى يشبه السحلية ولكنه مؤذى"، نجرى ورائها وهى تجرى وترفع زيلها، فيقول كبيرنا:" لا تلمسوا زيلها حتى لا نموت في الحال"، نخاف منها ونقترب، حتى يستطيع أحدنا أن يضربها بحجر فتسقط ونتراص حولها مدركين أن تلك فريسة سنضعها فوق خيمتنا علامة للانتصار، أو نضعها في شجرة القرية إعلانا برحلة الصيد الموفقة، حيث يراها أهلنا وأهل القرية فيحكون عنا ونحن نلعب في الشارع ويقولون :" ولادنا اصطادوا ورندة".

 

كنا نصطاد الورندة، ونضعها على أكتافنا، ثم نذهب لاستكمال رحلة البحث عن المجهول، لا نعرف ما هدف الرحلة، لكننا جميعا نعلم مكان ذلك الكهف وتلك المغارات، يدخل كل منا في فوهة داخل الأرض، ويعلم أن هناك يقبع الكنز المدفون، مع الوقت وتكرار الرحلة لم نجد شيئا، فاقتنعنا أن الأمر يحتاج معدات لا نمتلكها الآن، حاولنا جاهدين أن نردم الحفر حتى تظل محتفظة بكنوزها لنا حتى نكبر، لكن طاقة الأطفال لم تكن في مستوى لغز الحفر، حتى جاء ذلك الوقت الذى رأينا فيه المعدات تردم الحفر، ولم نصدق، هل كان هذا الردم بهدف الإبقاء والبحث بعد حين، أم أن هناك أطفال كبار استولوا على تلك الحفر وما فيها، مرت الأيام، وكنا نمر على  الحفر ونرى أنها تنتظرنا، حتى جاء فترة وجدنا العمال والمعدات تبدأ في الحفر من جديد، فعلمنا وقتها أن كنزنا لم يعد ينتظرنا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على توقعات أسعار الفائدة فى اجتماع البنك المركزى اليوم

وصول جثمان المخرج سامح عبد العزيز لمسجد الشرطة بالشيخ زايد

هنيدى وروبى ومحمد لطفى يصلون جنازة المخرج سامح عبد العزيز

الحبس سنة لمتهم فى قضية تزوير عصام صاصا وشقيقه محررا رسميا

روبى تنعى المخرج سامح عبد العزيز: اللهم ارحمه واغفر له


الحكومة تنفي صحة ما ذكره خلف الحبتور بشأن تدخل رئيس الوزراء لزيادة سعر الأراضى

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025 الأسبوع المقبل

زوجة خالد الصاوى تروى موقفا إنسانيا يوم زفافها بطله سامح عبد العزيز

2000 جنيه و30 جرام ذهب.. أسرة تحتفل بابنتها بعد امتحانات الثانوية العامة

بعد ظهوره باكيًا.. تفاصيل أزمة نفقة تسببت فى حبس إبراهيم سعيد


الأهلي يتلقى هدية فرنسية في كأس العالم للأندية

البلوجر نور تفاحة.. فيديوهات مخلة تحرض على الفسق من أجل الربح أهم أسباب محاكمتها

تنسيق الجامعات 2025.. إتاحة موقع التنسيق للتقدم لاختبارات القدرات السبت

جوارانى يشترط 700 ألف دولار لبيع أوجستين منصور إلى الأهلى

القبض على المتهم بقتل زوجته لخلافات أسرية بالجيزة

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

الزمالك يربط بقاء دونجا بتخفيض راتبه مع اقتراب نهاية عقده

انتحار جندى إسرائيلى فى لواء غولانى بعد مثوله للتحقيق مع الشرطة العسكرية

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

وزارة النقل تمنع التكدس فى الموانئ البحرية.. إنشاء موانى جافة ومناطق لوجستية تقلل أوقات الانتظار وتكاليف النقل.. 33 ميناءً جافا ومنطقة لوجستية تحدث طفرة بالمناطق الصناعية وتربط أماكن التصنيع والاستهلاك.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى