هل سمعت عن "على أفندى كنكة".. حكايات من تاريخ مصر

حرافيش القاهرة
حرافيش القاهرة
كتب أحمد إبراهيم الشريف
تحفل بمصر بتاريخها الرسمى وتاريخها الاجتمتاعي الكبير فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين،  مع الاعتراف بأن التاريخ الاجتماعى لم يحظ بما يستحقه من التسجيل، لكن البعض فعلوا ومن ذلك ما نقرأه فى كتاب "حرافيش القاهرة" لـ عبد المنعم شميس، ومن ذلك قصة "على أفندي كنكة".

يقول الكتاب:

كانت الدراجات فى تلك الأيام جديدة فى مصر وكانت تغرى كثيرين وخاصة الصبيان، وكان الذى يمتلك دراجة يعتقد أنه امتلك شيئا عظيما، وأذكر أننى عندما حصلت على الشهادة الابتدائية وأراد والدى أن يقدم لى هدية ساعة ذهبية، قلت له إننى أريد دراجة أى بسكلتة لها فانوس ودينامو يضىء الفانوس وجرس ونفير، فامتلكت دراجة ماركة فيليبس، بهذه المواصفات، وكان ثمنها أقل من الساعة الذهبية بالطبع، ولكنى لم أكن أفكر فى الثمن، ولكننى كنت أريد الدراجة التى كان جرسها حين يحدث رنينا ينبئ عن قدومى لزيارة أٌقاربى فى الحى.

حرافيش القاهرة
 
وكان أشهر صاحب دراجة فى حينا هو "على أفندى كنكة" الذى كان يعطى دروسا خصوصية للتلاميذ الفاشلين الذين لم ينجحوا أبدا، وكان "على أفندى" هذا يحمل الشهادة الابتدائية، ولم يجد وظيفة فاشتغل مدرسا خصوصيا، وكان يرتدى الجلباب والجاكتة، ويضع على رأسه طربوشا، ويضع فى مقدمة دراجته عصا من الخيزران، يستخدمها فى التدريس ليظهر قدرته حين يضرب بها الأولاد، فلا هو يعلم ولا هم يتعلمون.
 
وقد شاهدت فى سنى الباكرة عجائب التعليم، فكان الأب وابنه تلميذين فى فصل واحد فى مدرسة عابدين الابتدائية، وقد نجح الابن ورسب الوالد فى امتحانات النقل من سنة دراسية إلى سنة أخرى، ولم يحصل الوالد على الشهادة الابتدائية، وفصل من المدرسة.
 
أما "على أفندى كنكة" فقد كنت أشاهده راكبا دراجته ومعه خيزرانته وكنت قد أصبحت طالبا فى المدرسة الإبراهيمية الثانوية، وارتديت البنطلون الطويل، وكان هذا من مظاهر الدخول فى طور الرجولة فى أيامنا، لأن البنطلون القصير لا يلبسه إلا العيال، أى الصبيان الصغار، وكنت قد أهملت الدراجة واعتقدت أنها لعبة من لعب الصبيان لم أعد أركبها.
 
وكان لقب "كنكة" الذى أضيف إلى اسم "على أٌفندى" يستوقفنى وأردت معرفة سره وما زلت أسأل وأتقصى حتى عرفت أنه من طبائعه أن تقدم له كنكة قهوة كلما ذهب إلى بيت ليدرس لأحد صبيانه المساكين درسا خصوصيا بلا جدوى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك ينهى أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

الشيبي رجل مباراة بيراميدز والإسماعيلي بدروي Nile

رسميا.. منتخب مصر يتأهل إلى ربع نهائى بطولة الأفروباسكت

ترامب: بوتين لن يسيطر على أوكرانيا فى وجودى


رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو

بيكهام يعوض غياب ياسر إبراهيم في تشكيل الأهلي أمام فاركو

فيريرا : استيعاب اللاعبين سيستغرق وقتاً ولم يعجبنى الاحتفال بعد انتصار سيراميكا


فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

وزير الاتصال الحكومى الأردنى: هرطقات "إسرائيل الكبرى" ستتحطم أمام صلابة العرب

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

عبور 21 شاحنة مساعدات إماراتية ضمن القافلة الـ15 للفلسطينيين بقطاع غزة

السجن المؤبد لأفراد تشكيل عصابى تخصص فى الاتجار بالمخدرات بالقناطر الخيرية

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

جوزيف عون: لبنان ليس مفلسا بل مسروقا ومشكلتنا تكمن بشكل كبير فى الفساد

الصحف العالمية اليوم: ترامب يتبنى لهجة مختلفة حول روسيا وبوتين قبل قمة ألاسكا.. حلفاء أمريكا يهددون بعدم شراء طائرات F-35.. ستارمر يستبدل 30 ألف جندي في كييف بـ"قوة طمأنة".. و856 حريق غابات في بريطانيا بـ2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى