سبوبة البرامج الدراسية فى الجامعات الحكومية ورسالة العلم

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

من حق الجامعات الحكومية أن توفر موارد لدعم قدرتها على تحسين جودة التعليم، وتوفير النفقات اللازمة لرفع مستوى الخدمة، إلا أن سعى هذه الجامعات لا بد أن يتوافق مع رسالة العلم التى تختلف قطعا عن فكرة تحقيق "الربح"، ارتباطا بحق المجتمع ودور هذه الجامعات فى توفير تعليم مناسب، خاصة لأبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة، الذين لا يجدون بديلا عن الجامعات الحكومية.

البرامج الدراسية الجديدة، أسلوب بدأت تتبعه أغلب الجامعات المصرية، ليكون فى الظاهر عبارة عن "تطوير"، بينما فى الحقيقة مجرد وسيلة لجمع الأموال، وتحقيق مكاسب مادية و "سبوبة" لخلق عشرات الفرص والوظائف، ومئات المديرين والمسئولين عن تلك البرامج، وباب مفتوح على مصراعيه لتوزيع المكافآت والمنح والعطايا هنا وهناك،   وهذا كله يدعو إلى ضرورة وضع حد وتقنين لفكرة البرامج الجديدة.

ما الفائدة أن تقدم كلية نظرية 7 برامج دراسية جديدة فى مجال مثل الإعلام على سبيل المثال، مع العلم أن هذه البرامج يتم تدريسها فعليا منذ سنوات طويلة، تحت مسميات مختلفة وفى علوم ومواد عديدة، إلا أن السعى نحو الربح هو المحرك الأول لاستحداث هذه البرامج وليس مصلحة العلم أو المتعلم.

 لن أنخدع بالعبارات التى تتحدث عن أن الهدف من البرامج الدراسية الجديدة تستهدف مواكبة التخصصات الحديثة فى العالم، والتطورات الكبيرة فى نظم التعليم، والفكرة الكاذبة التى تتحدث دوما عن سوق العمل، الذى لا يحتاج سوى خريج على درجة عالية من التدريب والمهارة فى التعامل مع مشكلات وضرورات الواقع.

لا أتصور أن خلق فوارق بين طلاب كلية واحدة بحيث يستطيع الأول دفع مبلغ 10 آلاف جنيه سنويا على سبيل المثال، ولا يستطيع الآخر دفع نفس القيمة، فيرضى بالتخصصات التى سيرى أغلب الطلاب أنها تقليدية، وتفتقر إلى التطوير، الأمر الذى يدعونا إلى سؤال أكبر، لماذا تكون البرامج الجديدة بمصروفات دائما ؟! ولماذا لا يتم تطوير البرامج التقليدية لتصبح جديدة دون دفع أموال طائلة أو مبالغ لا تسمح الظروف للبعض أن يدفعها؟!

التعليم الحكومى يحوز على نحو 94% من إجمالى التعليم العالى فى مصر، وهذا رقم يحتاج إلى فهم ودراسة، حتى نتمكن من خلق تطوير حقيقى فى منظومة التعليم من خلال إضافة أو حذف برامج بعينها، خاصة أن هذه الجامعات تستقبل النسبة الأكبر من أبناء الفقراء والطبقات العاملة، الذين لا يجدون، مكانا لهم فى الجامعات الخاصة، أو ليست لديهم رفاهية دفع الأموال الطائلة التى نسمع عنها فى جامعات خاصة تفتقر إلى أبجديات التعليم الجامعى، وليست أكثر من مبان فخمة، وقاعات محاضرات على أحدث الطرازات، لكن منتجها التعليمى دون المستوى.

يجب أن يتم النظرفى كل البرامج الدراسية الجديدة، التى تم اعتمادها داخل الجامعات المصرية خلال الفترة الماضية، بحيث يكون الهدف الأساسى منها التطوير فعلا لا جمع المال، وأن تكون متاحة لكل الطلاب وليست بمصروفات، فالتعليم الحكومى لا يجب أن يتحول إلى سلعة تباع وتشترى أو تتاح لمن يدفع أكثر.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستأنف تدريباته اليوم استعدادا لموقعة المحلة في الدوري

"حب يا حب و قاعدة وبتفرج".. أغنيتان جديدتان لهيفاء وهبي من ألحان بلال سرور

النني وإبراهيم عادل يبحثان عن الفوز الأول مع الجزيرة في الدوري الإماراتي

طلبات طاعة بعد شهور من الزواج.. كيف تسقط الزوجة اتهامات الزوج لها بالنشوز

غدا .. نظر محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"


14 عاما على رحيل كمال الشناوى.. دخل قائمة أفضل 100 فيلم بـ6 أفلام

موعد مباراة الزمالك المقبلة بعد الفوز على مودرن سبورت

كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا


السولية: الإسماعيلي صاحب الفضل الأول فى صناعة اسمى وراض عن فترتى مع الأهلي

اهداف مباريات الخميس 21 – 8 – 2025 بالدورى الممتاز

اتحاد الاسكواش يحدد 15 أكتوبر موعدا أخيرا للتسجيل فى بطولة أمريكا للناشئين

نتائج مباريات اليوم الخميس 21 – 8 – 2025 بالدورى الممتاز

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم الخميس 21 – 8 – 2025

ألفينا وشيكو بانزا يقودان الزمالك للفوز على مودرن سبورت بثنائية.. فيديو

خالد منتصر: أنغام ليست مصابة سرطان وألمها بدون تفسير بعد جراحة بالروبوت

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

بيانات الكيان الصهيونى تفضح مجازر الاحتلال.. 83% من شهداء غزة "مدنيين"

محمد الشناوي يخوض مراناً مُنفرداً بعد وفاة والده رغم حصول الأهلى على راحة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى