الحمار فى التراث الدينى.. بعث مع العزير ودخل عليه المسيح إلى القدس

حمار العزير - تعبيرية
حمار العزير - تعبيرية
كتب محمد عبد الرحمن
الحمار هو أكثر الحيوانات وجودا فى العالم، هو كائن عالمى، فى الصحراء تجده، الحمار البرى أو الوحشى، وفى الغابات، الحمار الوحشى، وفى القرى والمراعى، الحمار الأليف، وقد ذكر الحمار فى القرآن الكريم 5 مرات، فى سورة النحل فى قوله تعالى: "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون" الآية 8.. فى معرض التذكير بنعم الله الذى سخر للإنسان هذا الحيوان الذى يحمله ويحمل أمتعته.
 

حمار العزير

وورد ذكر الحمار فى سورة البقرة فى معرض قصة حمار عُزير، وهى قصة مشهورة، يقول تعالى: "أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يومًا أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير" آية 259.. وهذه الآية جاءت فى تصوير قدرة الله تعالى على إعادة الحياة بعد الموت.
 
وتتلخص هذه القصة فى وجود رجل صالح حكيم، يدعى عُزير، خرج ذات يوم إلى قرية فانية، فأحس بالحرّ فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين وسلة فيها عنب فاعتصر من العنب الذى كان معه فى قصعة ثم أخرج خبزًا يابسًا كان معه ووضعه فى عصير العنب ليبتل ويأكله، ثم استلقى ونظر إلى سقف البيوت ورأى ما فيها وهى قائمة على عروشها وقد أباد الله عز وجل أهلها وأفنى سكانها، وسقطت حيطانها على عروشها، ورأى عظامًا بالية فقال "أنى يحيى هذه الله بعد موتها" لم يشك أن الله يحييها بل قالها تعجبًا وجهلًا بقدرة الله تعالى فلما أراد الله به خيرًا أراه آية فى نفسه وفى حماره فأنزل الله عليه ملك الموت فقبض روحه فأماته الله مائة عام ثم بعثه فسأله الملك كم لبثت؟ قال: لبثت يومًا أو بعض يوم فقال له بل لبثت مائة عام، فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتغير وقد حفظهما الله عن التغير والفساد. وانظر إلى حمارك فنظر إلى حماره قد بليت عظامه وصارت نخرة وكان قد مات وتمزق لحمه وجلده وانتثرت عظامه وتفرقت أوصاله.
 
فنادى الملك عظام الحمار فأجابت وأقبلت من كل ناحية حتى ركبه الملك وعزير ينظر إليه ثم كساها اللحم ثم أنبت عليها الجلد والشعر ثم نفخ فيه الملك فقام الحمار رافعًا رأسه وأذنيه إلى السماء ناهقًا يظن القيامة قد قامت.
 

المسيح يدخل القدس على حمار

و كما نعلم فان دخول يسوع إلى أورشليم كان على ظهر حمار أيضا كما يخبرنا العهد الجديد فى انجيل متى :
"ولما قربوا من أورشليم وجاءوا إلى بيت فاجى عند جبل الزيتون،حينئذ أرسل يسوع تلميذين. قائلًا لهما:اذهبا إلى القرية التى أمامكما،فللوقت تجدان أتانًا مربوطة وجحشًا معها،فحلاّهما وأتيانى بهما.وإن قال لكما أحد شيئًا، فقولا:الرب محتاج إليهما،فللوقت يرسلهما" [1-3].
 
الدخول على ظهر الحمار هو استمرارية لفكرة المخلص اليهودية (المسيا) الذى سيأتى راكبا على أتان، ويظهر ذلك فى قصة عودة اليهود من السبى بقيادة زربابل المنحدر من نسل داوود حيث كان زربابل عائدا الى اورشليم راكبا على اتان، من هنا يمكن فهم الاحتفاء بالحمار الذى تقوم به احدى الطوائف اليهودية المتشددة حين تقوم بتزيين حمار ورفعه والاحتفال به وفى تأكيد لفكرة قدوم المخلص راكبا على حمار.
 

الإمام علي يركب حمار النبى صلى الله عليه وسلم

وهنا يأتى الدور على الموروث الإسلامى ليظهر لنا حمارا من سلالة الحمير التى رافقت الأنبياء والمبشرين فى الحديثين المشار إليهم أعلاه، يتكرر الموضوع فى روايات متعددة فى الموروث الإسلامى منها رواية ركوب الإمام على لبغلة النبى صلى الله عليه وسلم المسماة (دلدل) واستعمالها فى تنقلاته أو فى توجه الإمام على من المدينة الى مكة بليلة واحدة على بغلة النبى صلى الله عليه وسلم فى قصة الجملين ضلال ووبال، البغلة دلدل أرسلت كهدية من المقوقس الى النبى صلى الله عليه وسلم كما يرد فى السير و يبدو فى ذلك إشارة لموضوع الحمير التى ركبها الأنبياء فى اليهودية و المسيحية واستمرارية لمفهومه.
 

حليمة السعدية تحمل عليه النبى محمد صلى الله عليه وسلم

ويقال أن حليمة السعدية حينما أخذت النبى محمد صلى الله عليه وسلم لترضعه أخذت على حمار، حيث قيل: " فلما أخذته رجعت به إلى رحلى، فلما وضعته فى حجرى أقبل عليه ثدياى بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجى إلى شارفنا تلك، فإذا هى حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريَّاً وشبعا، فبتنا بخير ليلة، قالت‏:‏ يقول صاحبى حين أصبحنا‏:‏ تعلمى والله يا حليمة، لقد أخذْتِ نسمة مباركة، قالت‏:‏ فقلت‏:‏ والله إنى لأرجو ذلك‏.‏ قالت‏:‏ ثم خرجنا وركبت أنا أتانى (أنثى الحمار)، وحملته عليها معى، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شىء من حمرهم".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تقرير يفضح تمويلات الإخوان المشبوهة خلف ستار الاقتصاد الحلال

كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

عدي الدباغ ينتظم في تدريبات الزمالك اليوم بعد حل أزمة المستحقات

الإدارية العليا تحسم الجدل في طعون الانتخابات: البينة على من ادعى

آخر موعد للتقديم الكترونياً لوظيفة معاون نيابة إدارية دفعة 2024


الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

فيفا: محمد صلاح هيمن على الدوري الإنجليزي

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة


غياب عادل إمام عن جنازة شقيقته بمسجد الشرطة وحضور أحمد السعدنى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

وصول جثمان شقيقة عادل إمام لمسجد الشرطة ومحمد ورامى إمام أبرز الحضور

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

الأهلى مع الجزيرة والزمالك مع الاتحاد اليوم فى دورى سوبر السلة رجال

وزارة التعليم تكشف آلية سداد مصروفات المدارس الرسمية للغات

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

اليوم الحكم على مدرس متهم بهتك عرض طالبة فى الطالبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى