تكفيريون تحت جلد أوروبا.. مفخخون عائدون من «داعش»

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم: أكرم القصاص
ظلت الدول الأوروبية تعتقد أن الإرهاب ظاهرة خارجية، وأن القارة محصنة من الإرهاب، حتى ظهر تنظيم «داعش»، ليقدم أدلة على أن أفكار الإرهاب والتطرف لا تقتصر على دول شرق أوسطية، لكنها تنمو تحت جلد أوروبا، وسط انتشار وسائل التواصل الاجتماعى، حيث يتم تجنيد المراهقين والشباب بسهولة، عن طريق أفلام دعائية تصور الدواعش على أنهم أبطال يقومون بأعمال خارقة، على طريقة هوليوود التى تقدم أبطالا خارقين قادرين على تقديم بطولات متنوعة.
 
لقد كشف ظهور «داعش»، عن أن التطرف والإرهاب لا يرتبطان فقط بالفقر أو الظروف الاجتماعية، لكنهما ظاهرتان تنموان تحت جلد المجتمعات، بدليل وجود تشابه بين أفكار اليمين المتطرف، والتنظيمات المتطرفة الدينية، بما فيها الإسلاميون، خاصة أن الأجهزة والحكومات الأوروبية دعمت الشباب فى وقت من الأوقات، وكان المجندون يسافرون من أوروبا، عن طريق تركيا، إلى سوريا، حيث معسكرات القتال. 
 
كانت الجمعيات والمنظمات الدينية تنمو، وتتحول إلى مقرات تطرف بتمويلات قطرية وتدخلات تركية، من خلال عملاء فى أوروبا، وعندما انتبهت أوروبا لذلك، كان آلاف الشباب قد انتقلوا للقتال مع «داعش»، بل ومعهم فتيات داعشيات تم تجنيدهن لجهاد النكاح، أو للقتال، بعد غسل عقولهن مثل بقية الشباب الداعشى. 
 
تجرى فى ألمانيا حاليا محاكمة امرأة ألمانية، يشتبه أنها دعمت تنظيم «داعش»، أمام محكمة مدينة كوبلنتس الإقليمية العليا بولاية راينلاند، بفالتس غربى ألمانيا، والمتهمة، 29 عاما، أول عائدة من «داعش»، كانت عضوا فى التنظيم من 2014 حتى 2019، سافرت بصحبة زوجها واثنين من شقيقاته، ولعبت دورا فى ترويج الأفكار الداعشية فى سوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعى والماسنجر، وأيدت قتل «الكفار» من وجهة نظر «داعش».
 
 وفى فرنسا تم القبض على بعض المنتميات لـ«داعش»، ومنهن فرنسية من أصل تونسى تم القبض عليها فى تركيا، وكشفت عن أنها تزوجت بعد اعتقال زوجها الأول، وأنجبت، وكشفت عن بعض الشبكات التى انضم إليها أوروبيون من دول مختلفة، بعضهم غير مسجل فى سجلات الأمن، بما يضاعف من خطورتهم حال عودتهم أو تسللهم إلى بلادهم بعيدا عن أعين الأمن.
 
وفى الوقت ذاته، بدأت الإدارة الكردية فى شمال شرق سوريا، و«قوات سوريا الديمقراطية»، نقل عشرات الدواعش المحتجزين فى مخيمات تضم 68 ألف سيدة وطفلا محتجزين، منهم 30 ألفا يحملون الجنسية العراقية، والبقية من جنسيات مختلفة.
 
وهذا التحرك يثير مخاوف الدول الأوروبية التى لها مواطنون منتمون لـ«داعش»، حيث ترفض أغلب الدول استقبال المتطرفين من مواطنيها، وتستقبل أطفالهم فقط، وترى ألمانيا أن مخيمات «داعش» تحولت إلى مفارخ خطيرة للتنظيم الإرهابى،  وأن نساء التنظيم يجهزن الأطفال ليصبحوا الجيل القادم لـ«داعش»، وهم بمثابة قنابل موقوتة.
 
وتواجه الحكومات الغربية مطالبات داخلية بضرورة استعادة أبنائها حتى المتطرفين، من باب استحالة الفصل بين الأطفال وآبائهم وأمهاتهم، بينما تصدر تحذيرات من أن استعادة هذه الأسر سيكون بمثابة نقل قنابل وقتلة إلى أوروبا، فى وقت تواجه دول القارة انتشارا لشباب متطرفين تم تجنيدهم، فضلا عن تسرب أعداد من الدواعش بين اللاجئين. 
 
وبالتالى لم تستقبل دول، مثل بريطانيا وفرنسا، سوى عدد قليل من الأيتام يحملون جنسياتها، وتتفاوت أرقام الأوروبيين المنخرطين مع داعش وبقية التنظيمات الإرهابية فى سوريا وليبيا، مع تفاوت المعلومات حولهم، خاصة أن عددا من المراهقين أصبحوا رجالا بين صفوف «داعش» خلال السنوات الأخيرة. 
 
كل هذه التحركات تضاعف من خوف الأوروبيين، تجاه عودة عشرات الدواعش يمكن أن يتحولوا إلى خلايا نائمة، أو ذئاب منفردة، خاصة مع رفض أغلبهم التراجع أو الاعتذار عن أفكار الإرهاب، ما يجعل التطرف والإرهاب نائميْن تحت جلد المجتمع الأوروبى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

مصرع طفلة عقب وصلة تعذيب على يد والدها بكفر الشيخ

محاميه طلب البراءة.. الجنايات تكشف سبب عقوبة المعتدى على الطفل ياسين؟

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق


علاء نبيل: هانى أبو ريدة صاحب قرار اختيار حلمى طولان ولم يتم إبلاغى برحيلى

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

تشييع جنازة شقيقة عادل إمام بالشيخ زايد غدا والعزاء الأربعاء المقبل

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني


ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب.. صور

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. البداية مع زيمبابوى 22 ديسمبر

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى