سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 24أكتوبر 1973.. المقاومة الشعبية تجبر إسرائيل على الخروج من السويس بعد محاولة فاشلة لاحتلالها

المقاومه الشعبيه بالسويس
المقاومه الشعبيه بالسويس
«جرى الشهيد أشرف عبدالدايم خلف دبابة، وتعلق فى مدفعها الساخن جدا، ثم وضع قنبلة داخل ماسورة هذا المدفع، وقاتل معنا نقيب فى الجيش يرتدى الترنج، واسمه عبدالمهيمن ، واستشهد عند قسم الأربعين، وأعطينا للأخ إبراهيم محمد يوسف السلاح فى التاسعة صباحا، واستشهد فى الثانية ظهرا، وقاتلنا جميعا بينما كنا صائمين»، هكذا تحدث البطل محمود عواد، ابن مدينة السويس، عن مشهد واحد ضمن مئات المشاهد التى تزينت بها مدنية السويس الباسلة، وهى تقاوم العدوان الإسرائيلى عليها، أثناء محاولة احتلالها فى مثل هذا اليوم، 24 أكتوبر 1973.
 
يذكر أيضا: «قبل المغرب، طلب الشهيد إبراهيم سليمان أن نقتحم القسم، وكان أحد أبطال الجمهورية فى الجمباز، وكانت خطته أن يقفز فوق سور القسم على أن يدخل الشهيد فايز حافظ أمين من الباب الخلفى، ويدخل الشهيد أشرف عبدالدايم من الباب الأمامى، ليتم اقتحام القسم من جميع الجهات، وكنا نحن نسترهم بالنيران، ولكن الله كتب لهم الثلاثة الشهادة، فكثفنا النيران على القسم، وقتلنا الكثير من اليهود، واستطعنا القبض على قائد المجموعة، وكان برتبة عقيد، وقتل الناس فى الشارع، وخاض الشهيد أحمد أبوهاشم معركة شرسة هو وزملاؤه مع اليهود عند مزلقان البراجيل، وقتل منهم الكثير، حتى استشهد».  
 
حديث البطل محمود عواد، يأتى ضمن شهادات كثيرة جمعها الكاتب الصحفى محمد الشافعى، من أبطال المقاومة الشعبية فى مدن القناة،  فى كتابه «شموس فى سماء الوطن»، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة، ومن خلاله يتأكد الدور الوطنى العظيم الذى لعبه أبناء السويس، و«منظمة سيناء العربية» فى المقاومة الشعبية التى تعاظمت بعد نكسة 5 يونيو 1967، وحتى انتصار الجيش المصرى على إسرائيل فى 6 أكتوبر 1973، وكان يوم 24 أكتوبر هو نموذج المقاومة الشعبية التى أذلت إسرائيل وجعلت من احتلالها للسويس أمرا مستحيلا، ويذكر المشير محمد عبدالغنى الجمسى فى مذكراته الصادرة عن «مكتبة الأسرة - القاهرة»، أنه بالرغم من موافقة  مصر وإسرائيل على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل تركت لجيشها حرية العمل العسكرى، على أمل احتلال مدينة السويس، فتكون بذلك حققت هدفا سياسيا له تأثيره السياسى والعسكرى والإعلامى الكبير، ويضيف «الجمسى»: «حاول لواءان من فرقة آدان المدرعة، اقتحام المدنية من الشمال والغرب، بعد قصف بالمدفعية والطيران مدة طويلة لتحطيم الروح المعنوية للمقاتلين داخل المدينة، ودارت معركة السويس اعتبارا من 24 أكتوبر بمقاومة شعبية من أبناء السويس مع قوة عسكرية من الفرقة 19 مشاة داخل المدينة، ويصعب على المرء أن يصف القتال الذى دار بين الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية من جهة أخرى، وهو القتال الذى دار فى بعض الشوارع وداخل المبانى». 
 
فى ذكر هذا اليوم العظيم فى تاريخ السويس، يقفز إلى صدارته الشيخ حافظ سلامة، الذى كان قائدا شعبيا لمدينة السويس أثناء محاولة احتلالها يوم 24 أكتوبر، وطوال فترة الحصار الذى أعقب هذا اليوم، وفى شهادته لمحمد الشافعى، يتذكر: «فى السادسة صباحا بدأ الطيران الإسرائيلى يدك المدينة، وفى العاشرة بدأت الدبابات تدخل السويس، وتصدى لها محمود عواد، وإبراهيم سليمان، ومحمود طه، وميمى سرحان، وأحمد عطيفى، وكانوا فى كمينين عند سينما رويال، وعند أجزاخانة هلال استطاع الشهيد إبراهيم سليمان تدمير أول دبابة، ثم دمر السيارة المصفحة «طوباز»، فأدرك اليهود أنهم أمام مقاومة شرسة، فتركوا الدبابات وفروا إلى قسم شرطة الأربعين، وحاول بعض الأخوة اقتحام القسم فاستشهد كل من إبراهيم سليمان، وفايز حافظ أمين، وأشرف عبدالدايم، والسيد أحمد أبوهاشم، وإبراهيم محمد يوسف، وأثناء كل ذلك، كنت فى المسجد أوزع الأسلحة والذخائر، وراحت دبابات ومصفحات العدو تحاصر مسجد الشهداء ومبنى المحافظة، ووقفت دبابة أمام المسجد وبها ستة جنود يهود يغنون: آلو آلو إحنا هنا، وكانت فى المسجد قنابل وأسلحة ومن الممكن التعامل معهم، ولكن حرصا على المئات من المدنيين فى المسجد فقد تركناهم، وكان معنا ملازم أول، اسمه صفوت، وجندى اسمه شوقى، وكل منهما معه آر بى جى، فاقتحما الحصار وكل منهما دمر دبابة، واستشهد الملازم أول صفوت، وجاء الليل وجنود العدو فى قسم الأربعين تحت وابل من النيران الكثيفة، لكنهم تحت جنح الظلام انسحبوا على ضوء بعض الإشارات الفوسفورية، وخرج بذلك اليهود من السويس».  

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

دقة وتقلية وبيزود "ورد".. وجبة كشرى لمستشار ترامب أثناء زيارته للقاهرة.. فيديو

رامافوزا فى زيارة لواشنطن وسط تصاعد الخلافات.. تخوف من الاستقبال العدائى لرئيس جنوب أفريقيا فى البيت الأبيض.. قانون النمو والفرص في أفريقيا على رأس الأجندة.. وبريتوريا: خطوة مهمة في إعادة بناء العلاقات الثنائية

عمر مرموش يتقدم في سباق الحذاء الذهبي الأوروبي.. وصلاح يتمسك بالأمل

الرئيس السيسى: ليه ميتعملش مصنع لإنتاج لبن الأطفال فى مصر؟

انسحاب هانيا الحمامي من بطولة بالم هيلز للاسكواش بسبب الإصابة


أمين المجلس الأعلى للجامعات: آليات لتطوير الشهادات الجامعية وتعيين المعيدين

جوليان أسانج يرتدى تي شيرت يحمل أسماء شهداء غزة من الأطفال

بدء امتحانات نهاية عام 2025 للصفين الأول والثانى الثانوى.. عقد الاختبارات إلكترونيًا وورقيًا.. من يتعرض لمشكلة تقنية وفنية يعقد امتحانه ورقى.. ووزارة التعليم تشدد على منع حيازة المحمول والتصدى للغش.. فيديو

ضد التهديد الفضائى وتستغرق 3 سنوات.. ماذا قال ترامب عن القبة الذهبية؟

أول تعليق لـ مها الصغير بعد إعلان السقا طلاقهما: واصبر حتى يحكم الله


هكذا تحدث أحمد السقا ومها الصغير عن زواجهما والمشاكل بينهما

كراسة شروط حجز سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل

عمر الأيوبى يكتب: "لم الشمل" لإنقاذ الدراويش.. وكأس العاصمة "الفرصة الأخيرة"

أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج

انطلاق امتحانات نهاية العام لأولى وثانية ثانوى إلكترونيا وورقيا

عمر مرموش ضمن أغلى 15 صفقة في مشوار جوارديولا

العالم هذا الصباح.. ترامب: تكلفة مشروع "القبة الذهبية" 175 مليار دولار.. دوروف يعلن استعداده للإدلاء بشهادته بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات الرومانية.. البرلمان الإسبانى يبحث حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل

بدء امتحانات نهاية العام للصفين الأول والثانى الثانوى اليوم.. عقد الاختبارات إلكترونيًا وورقيًا.. المديريات التعليمية تعلن جاهزيتها لتقييم الطلاب.. وتشدد على منع حيازة المحمول والتصدى للغش

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة

القانون يحسم الجدل.. هل من حق الزوجة تطلب خدامة على نفقة الزوج؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى