الاقتصاد التركى ينهار بسبب سياسات أردوغان الخاطئة.. تراجع حاد فى قيمة الليرة أكثر من 22 % أمام الدولار منذ بداية العام.. وتراجع النمو إلى سالب 9.9% مع زيادة مؤشرات البطالة والتضخم ورفع الفائدة وإغلاق الشركات

الليره التركيه
الليره التركيه
تحليل يكتبه - عبد الحليم سالم

بات الاقتصاد التركى على حافة الانهيار جراء السياسات الخاطئة لاردوغان والتى تسببت فى اقتراب البلاد من الافلاس جراء انهيار عملتها وعدم قدرتها على سداد الديون الخارجية وتراجع نموها بالسالب مع عدم قدرتها على سداد ديونها الخارجية.

وفى الوقت الذى كان التوقعات تشير الى صعود تركيا قبل عدة سنوات الا ان الاوضاع تبدلت بشكل كبير وازدادت الاوضاع سوء تزامنا مع جائحة كورونا حيث، يعانى الاقتصاد التركى تراجعا كبيرا فى مؤشراته، وسط توقعات بأن يشهد انكماشا بنسبة 5% خلال العام الجاري.

وحذر الرئيس التنفيذى السابق لصندوق النقد الدولى ديزموند لاكمان، من أن تركيا ستكون من بين أولى الدول التى ستتخلف عن سداد ديونها إذا ساءت أوضاع السيولة العالمية.

وقال لاكمان فى مقابلة مع موقع "ليبرال" الإخبارى اليونانى إن الشركات والبنوك التركية سوف تواجه قريبا مشاكل فى سداد حوالى 300 مليار دولار من الديون بسبب ضعف الاقتصاد والعملة فى البلاد.

وشدد لاكمان على أن الاقتصاد التركى "منفصل عن الواقع"، وهو ما يبدو جليا فى "التفاؤل المفرط" الوراد بأحدث برنامج اقتصادى أعلن عنه صهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بيرات ألبيرق أواخر الشهر الماضي، حسبما ذكر موقع "أحوال" المتخصص بالشأن التركي.

 

ولفت لاكمان إلى أنه بينما تمر تركيا بأزمة اقتصادية خانقة تعمّق جائحة كورونا من تداعياتها، أكد بيرات ألبيرق أن اقتصاد البلاد سيتعافى العام القادم، وينمو بمعدل 6 فى المئة تقريبا، متجاهلا تراجع الليرة التركية بنسبة 25 فى المئة هذا العام، وكذلك تلاشى معظم احتياطيات البنك المركزى من العملات الأجنبية لصالح دعم الليرة.

 

ويواصل الاقتصاد التركى مسلسل التدهور المستمر، حيث سجلت الليرة أضعف مستوياتها فى نحو أسبوع الثلاثاء بفعل بواعث القلق من احتمال فرض عقوبات بعد أن نشرت "بلومبيرغ" تقريرا أفاد بأن أنقرة ستختبر قريبا منظومة الدفاع الجوى الروسية إس-400 التى اشترتها، وفقدت الليرة حوالى 0.5% لتسجل 7.8 مقابل الدولار، وبلغ سعرها 7.7950 ليرة.

 

ويرجع محللون السقوط الحر لليرة التركية بحسب ما ذكرته سكاى نيزو إلى العديد من الأسباب، فبجانب التوترات الجيوسياسية فى المنطقة، فإن عدم استقلالية البنك المركزى التركى وسط تدخلات أردوغان ومعارضته لرفع معدلات الفائدة ساهمت فى زعزعة ثقة المستثمرين فى الاقتصاد.

كذلك فإن معدلات التضخم أعلى من معدل الفائدة على الليرة التركية، مما يعنى عدم جدوى الاستثمار فى الأصول التركية، مما يفسر الضغوط التى تتعرض لها الليرة.

وباءت تدخلات المركزى التركى لاحتواء تراجع الليرة بالفشل، خصوصا وسط تآكل الاحتياطى النقدى الأجنبى الذى تراجع بمقدار الثلث تقريبا لدعم قيمة الليرة، وهبوط عائدات السياحة والتصدير بسبب أزمة وباء كورونا.

كما أصبحت تركيا التى كانت لسنوات من أكثر الاقتصادات تسارعا فى النمو على مستوى العالم، تدفع ثمن هذا النمو الذى اعتمد فى المقام الأول على الاقتراض بالعملة الأجنبية من الخارج، وهو ما يعرف اصطلاحا بنموذج النمو المدفوع بالديون، وعملت الشركات والمؤسسات التركية على الاستدانة من الخارج خلال العقد الماضى مستفيدة من تدنى معدلات الفائدة فى الأسواق العالمية لمواجهة الأزمة المالية العالمية التى اشتعل فتيلها فى العام 2008.

 

وساهم هذا الإجراء فى رفع معدلات النمو فى السنوات الماضية، إلا أنه أدى أيضا إلى تضخم الدين الخارجى لتركيا خصوصا لدى القطاع الخاص الذى يستحوذ على 65 %من هذه الديون، ويتمثل الفخ الذى وقعت فيه تركيا الآن، فى أن كل تراجع لقيمة الليرة يزيد من مخاطر عدم القدرة على سداد الديون الأجنبية فى المدى القصير، وبالتالى المزيد من الضغط على العملة المحلية.

 

وتصل قيمة الدين الخارجى بالعملة الأجنبية الذى يستحق السداد خلال عام أو أقل إلى 176 مليار دولار، فى حين يصل الاحتياطى من النقد الأجنبى إلى أكثر من 45 مليار دولار، وإذا ما أضيف إلى ذلك الرقم احتياطى الذهب، فقد يصل إلى 90 مليار دولار، مما يشكل أقل معدل لتغطية الديون القصيرة فى الاقتصادات الناشئة.

 

وإلى جانب كل تلك الضغوط التى تتعرض لها الليرة التركية، فقد جاء وباء كورونا ليعمّق جراح الاقتصاد التركي، حيث يتوقع صندوق النقد الدولى انكماشا بـ5 % خلال العام الجارى، وانكمش الاقتصاد التركى بنسبة 9.9 %، خلال الربع الثانى من العام الجارى مقارنة بالربع الأول.

وبحسب "الأسوشيتد برس"، فإن هذا التراجع جاء عقب إجراءات الإغلاق التى تم فرضها لاحتواء جائحة فيروس كورونا المستجد، وفى محاولة للانقاذ رفع البنك المركزى التركي،مؤخرا سعر الفائدة من 8.25 إلى 10.25، فى محاولة لوقف نزيف العملة المحلية المتواصل أمام العملات الأجنبية.

 

وتعد الزيادة هى الأولى فى عامين بعد أن بلغت الليرة سلسلة من المستويات القياسية المتدنية مقابل العملات الصعبة على مدى الشهر الفائت، وهوت الليرة أكثر من 22 % أمام العملة الأميركية منذ بداية العام، لتأتى بين أسواء العملات أداء فى العالم.

وهبطت أيضا إلى مستوى قياسى منخفض جديد مقابل العملة الأوروبية عند 9 ليرات لليورو، موسعة خسائرها هذا العام إلى حوالى 26 %، وأفادت وكالة رويترز بصعود الليرة إلى 7.5600 مقابل الدولار بعد إعلان أسعار الفائدة، من نحو 7.71 قبل ذلك.

ويواصل الاقتصاد التركى مسلسل التدهور المستمر وذلك بالتزامن مع تعرض السياسة الخارجية التركية لهزات فى أكثر من ملف، حيث كشف تقرير صحفى عن أزمة اقتصادية تواجهها تركيا، رغم مسارعتها لعمليات إنقاذ لدعم القطاع الصناعي، وقال إنه تمت تصفية نحو 10 آلاف شركة.

ومع هذا العدد من الشركات المغلقة الذى حطّم الرقم القياسي، خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الحالي، فإن الشركات التركية تواجه تحديات كبيرة فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد منذ عامين تقريبا، وما زاد فداحة أوضاعها أزمة وباء فيروس كورونا، فكان الملجأ الأخير أمامها إعادة جدولة مديونياتها فى محاولة للهروب من شبح الإفلاس.

وقال تقرير لصحيفة (زمان) إن اتحاد الغرف والبورصات التركى أعلن أن 10 آلاف 453 شركة أغلقت فى الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، فى مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، إذ بلغ حينها 9385 شركة، ما يشير إلى ارتفاع بنسبة 11%.

وزاد فى تركيا عدد الشركات التى أغلقت بشكل مضطرد منذ عام 2015، إذ يشار إلى أن 1808 من أصل 10 آلاف 453 شركة، والتى أغلقت فى الفترة من يناير إلى سبتمبر كانت "شركات مساهمة".

 

وأغلب تلك الشركات المساهمة، كانت تعمل فى قطاع إنتاج الطاقة الكهربائية، وبناء المبانى السكنية وغير السكنية، والاستشارات الفنية للأنشطة الهندسية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كيلو السمك بـ30 جنيه بس.. قرية البشندى بالوادى الجديد تحصد الدفعة الثانية من مزرعة الأسماك الحكومية.. طرح المنتجات للمواطنين بأسعار مخفضة.. ورئيس المركز: خطة لتعميم التجربة فى القرى لتحقيق الأمن الغذائى.. صور

القطار الخفيف يعدل مواعيده اليوم بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو

ما تحاولش.. تعاون جديد يجمع بين الملحن كامل الجندي والمطربة فيروز أركان

تفاصيل التحقيق مع تاجر بتهمة شراء دراجات نارية مسروقة

ناشئات الطائرة أمام ألمانيا فى بطولة العالم


أسيست أرنولد ضد يوفنتوس يسدد قيمة انتقاله من ليفربول إلى ريال مدريد

فى انتظار القيد.. الإسماعيلى يتوصل لاتفاق مع عدد من اللاعبين والأفارقة

اعرف الصح.. دار الإفتاء تواصل حملتها لتصحيح المفاهيم الخاطئة.. ما حكم صلاة الجنازة والدفن فى أوقات الكراهة؟.. ما مسؤولية الوالدين شرعا تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات؟.. وما حكم وضع سترة أمام المصلى منفردا؟

الشاعر أحمد المالكى: سعيد بنجاح أغنية «بشكرك » لـ مصطفى حجاج

تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور


الدورى المصرى ضمن أقوى 25 مسابقة محلية فى العالم

التحقيقات: دجال الإسكندرية أوهم ضحاياه بعلاجهم روحانيا

آمال ماهر تتعاون مع الملحن محمود أنور في ألبومها الجديد.. اعرف التفاصيل

حر لا يُطاق.. الأرصاد تحذر: طقس شديد الحرارة اليوم الخميس 3 يوليو 2025

"جزار" البنك يعود لحسابات الأهلي لتدعيم الدفاع فى الميركاتو الصيفى

كمائن الموت تحت غطاء المساعدات.. مجازر الاحتلال تفتك بالجوعى في القطاع.. مؤسسة غزة الإنسانية.. الاسم خادع والمهمة قاتلة.. 125 شهيدًا و700 مصابًا في شهر.. اعترافات جنود الاحتلال تفضح المجازر

بعد جدل حذف أغانى أحمد عامر.. هل الغناء حلال أم حرام؟.. الدكتور على جمعة: لا يوجد حكم مطلق وهناك موسيقى تهذب الروح.. الشيخان محمد الغزالى وعبد الحليم محمود يفتيان ياسمين الخيام.. وهذا ما قاله الشعراوى لـ شادية

عبد الناصر محمد يقترب من منصب مدير الكرة بالزمالك

109 لجان طبية و29 معمل تحليل لإجراء الكشف الطبى للمرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ

عادل عبد الله يكتب: أنغام وشيرين عبد الوهاب رمزان للقوة الناعمة المصرية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى