أردوغان يفتح باب الخراب

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين

موجة جديدة من موجات التطرف التى تفتح أبواباً جديدة لمزيد منه، وانتعاشة جديدة لعمليات إرهابية تتبعها أخرى بسلسلة من العناقيد اللانهائية كنتيجة واحدة لا غير لجمود فكرى وانسياق غير منطقى وراء تحريضات وتوجيهات من وراء قصد خبيث، وفرصة ذهبية يتعطش لها من بأنفسهم غرض، يعرفون أنفسهم ونعرفهم تمام المعرفة مهما اختبأت وجوههم خلف آلاف الأقنعة البريئة .

فما يتضح جلياً بعد واقعة فرنسا وقتل المدرس صاحب الرسومات المسيئة للنبى صلى الله عليه وسلم على يد أحد المتطرفين أو بمعنى أدق الإرهابيين، لم يتبعه سوى مزيد من الدماء الحرام جراء قتل الأبرياء، فقد كانت النتيجة الحتمية أو ربما المدبرة لتأجيج نيران الفتنة هى ذبح سيدتين مسلمتين على أيدى متطرفين على اعتبار أنها عملية انتقام لقتل المدرس الفرنسى !

إذن:

 فهناك طرف ثالث يخطط ويدبر ويراقب من وراء حجاب، يسعده ويثلج صدره أن تتوالى عمليات القتل وتزدهر حقبة الإرهاب وتتصدر الصورة لغرض بنفسه لم يعد سراً بعد !

فإن دققنا النظر، وربطنا الأحداث جيداً وتفكرنا وأعملنا عقولنا كما أمرنا المولى عز وجل، سنجد أن حملات المقاطعة للمنتجات التركية التى قامت بها بعض دول المنطقة ذات التأثير الكبير شكلت ضربة قاسية للاقتصاد التركى المنهار فعلياً جراء استنزاف موارده وتوجيهها بشكل أساسى لتمويل الإرهاب وجماعاته ذات المسميات المختلفة، والتى تنتمى جميعها للجماعة الأم (الإخوان المسلمين).

وإن تعمقنا أكثر، فلن يخفى عن أنظارنا المتهم الأساسى صاحب المصلحة الكبرى بتأجيج الفتن وإشعال فتيل الأزمة بين المسلمين والمسيحيين بأوروبا، لتكون النتيجة عمليات إرهابية متبادلة من القتل والانتقام وتعمق الخلافات التى تسعى الجماعة ومندوبوها وعلى رأسهم أردوغان وتابعه القطرى لتحقيقها كنوع من أنواع الانتقام، وقد تحقق بالفعل الهدف و قامت حملات شرسة لمقاطعة المنتجات الفرنسية على إثرها، مما أثلج صدور المخططين وشفى قدراً لا بأس به من غليلهم .

ولكن :

ما تم تأويله على لسان رئيس فرنسا وتم التلاعب به واستغلاله لتصعيد الموقف لم يكن كما تم تداوله ونشره كالنار بالهشيم .

فما قاله ماكرون هو: "هذه القوى التى نحاربها هى الإخوان المسلمين والسلفية والوهابية"، ولم يقل (المسلمين)!

وقال: "ملايين من مواطنينا يدينون بالإسلام لكن حربنا على الانعزاليين والانفصاليين الإسلاميين

الذين يدمرون قيم الجمهورية ".

 إذن :

فما هى إلا حرب شخصية يشنها الخليفة المزعوم وجماعته و لجانهم الإلكترونية و قنواتهم المشبوهة وتزييفهم المعتاد وبراعتهم بتحريف الكلم عن مواضعه لخدمة مصالحهم وتحقيق أهدافهم، واستغلال المشاعر الدينية القوية لدى عامة الناس والتلاعب بعواطفهم وتحريكهم من خلال أقوى وأكبر محرك ألا وهو الدين، وخاصة التركيز على إهانة رمزه الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه .

فقد أمر الإسلام بالإعراض عن الجاهلين، فمقامه عليه الصلاة والسلام محفوظ .قال تعالى (إنا كفيناك المستهزئين)، وقال (إن شانئك هو الأبتر).

فتلك الدول تعتمد الحرية المطلقة بالتعبير، وما يصدر من إساءة عن شخص بعينه لا يجب معاقبة المجتمع بأسره عليه، ولم يأمرنا الله ولا النبى بقتله .

لا نقبل الإساءة إلى رمز ديننا ونبينا الكريم، لكنه عليه الصلاة والسلام لن يرضى أن نرد اعتباره بالقتل وسفك الدماء التى تفتح الأبواب وتسبب الأسباب لإغراق أمتنا بها .

كفانا انسياقا وراء دعوات الخراب والتطرف لنكون نحن أنفسنا وقوداً للنار التى يود أعداؤنا إشعالها بنا وببلادنا .

فالأجدر بنا أن ننشر سيرة النبى صلى الله عليه وسلم بما تذخر به من رحمة وعدل وتسامح وإنصاف، فلم يكن يوماً محباً للقتل ولا ساعياً له رداً على إساءة فردية .

بنو أمتى:

رفقاً بأنفسكم، فلم نعد نحتمل المزيد من الخراب، فبالكاد انتهينا من الإرهاب ونحن الآن بمرحلة التعافى والوقوف على الأقدام، تلك التى يسعى عدو الله وعدونا لتكسيرها من جديد .

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

تطوير التعليم     نجاح التحدي (٢)

تطوير التعليم نجاح التحدي (٢) الجمعة، 02 أكتوبر 2020 10:10 ص

مظاهرات وهمية للإرهابيين

مظاهرات وهمية للإرهابيين السبت، 26 سبتمبر 2020 12:26 ص

ضحايا السوشيال ميديا

ضحايا السوشيال ميديا الجمعة، 04 سبتمبر 2020 08:55 ص

معدلات أداء المرحلة

معدلات أداء المرحلة الجمعة، 28 أغسطس 2020 10:49 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

بعد 42 يوما من الرحيل عن الأهلى.. على معلول يرفض عروض خليجية غير مقنعة

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم السبت


مواعيد مباريات منتخب الناشئين فى كأس العالم قطر 2025

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور

موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد


الجارديان: ترقب أوروبى حذر مع تصاعد تهديدات ترامب الجمركية

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

زى النهارده.. هدف بشعار "غزل الملاعب" بين متعب وغالى فى مباراة الأهلى ودجلة

شقيق حامد حمدان: أخى فى حالة نفسية سيئة ومستعد للعب للزمالك دون شروط

شيماء منصور تكتب: في محراب الملك لير.. حين يتجدد سحر الفخراني على خشبة المسرح

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

مادويكي على أعتاب أرسنال مقابل 50 مليون إسترليني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى