أطياف كاميليا.. الزمن يجرح دائما ويداوى أحيانا

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
انتهيت من قراءة رواية "أطياف كاميليا" للكاتبة نورا ناجى، وقد أخَذَت شخصياتها بنفسى مأخذا بعيدا فتعايشت معها، أحببت وكرهت وانجذبت ونفرت، وهكذا يكون الأدب الجيد، يصبح قادرا على إدخالنا فى العالم الذى نقرأ عنه، فنضبط أنفسنا ونحن تترقب الصفحات المقبلة بحذر، ونخشى أن يصيب من أحببنا وجعًا.
 
وفى ظنى أن "نورا ناجى" كتبت هذه الرواية بجزء من روحها، فاللغة المفعمة بالمشاعر ورسم الشخصيات يدلان على ذلك، لا شىء زائد عن الحد، كل البدايات تؤدى إلى النهايات، وواقعية القصة لعبت دورا فى الربط النفسى مع القراء، فهى تحكى عن فتاتين، يفرقهما الزمن لكن تجمعهما رابطة دم ومذكرات، الفتاة الأولى حلمت وضاع حلمها، والثانية حلمت وتحقق لها ما أرادت.
 
تقول لنا الرواية، لا شىء يفنى تماما، لا شىء ينتهى للأبد، إننا نرث بعضنا، نرث قبسا غير قليل من أرواح السابقين، نرث أحلامهم وأحزانهم، ونسير على خطاهم حتى لو لم ندرك ذلك.
 
وتعتمد الرواية تعدد الأصوات، فالجميع يقصون علينا ما حدث لهم، لا يظلمهم السرد، لكنهم قد يظلمون أنفسهم - أحيانا - عندما يعجزون عن تبرير "تصرفاتهم"، هم يقدمون المبررات ويدافعون عن أنفسهم، وفى النهاية نحن من يتأثر بما يقولون، ونحكم عليهم دون أن تطالبنا "نورا ناجى" بذلك.
 
في الرواية سنتعلق بـ "كاميليا عاطف" فهى امرأة لا تملك إلا أن تحبها، طبعا لن تفهمها بسهولة، إنها امرأة "حالمة" والحلم يسبب "الوجع" لذا كان نصيبها من الوجع كبيرا.
 
أما "كاميليا ناصر" فسوف نقع بسهولة فى حبها، لكنه حب مشوب بتعاطف، نتمنى طوال الوقت أن تنجو مما يقابلها، لا نريد لها مصيرا يشبه "عمتها".  
 
فى الرواية تعرف شخصيات "أطياف كاميليا" أن "الفقدان" هو الذى يكتب سيرتها، فالجميع ضاع منهم شيء ما، كل شيء مبتور، الأب مبتورة "ساقه" والأخ مبتورة أحلامه الأدبية، وكاميليا عاطف مبتورة "طموحاتها" والزوج جمال مدرس الرياضيات "مبتورة فرحته".
 
في النهاية سندرك أن للرواية أثرا عميقا، فلن نستطيع بسهولة أن نتخلص من "أطياف كاميليا" سنشعر بها من حولنا، ودون وعى سوف نقلب فى وجوه "بناتنا" عن شبه يجمعهن بعماتهن، ونتمنى لهن النجاة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

ومنين بييجى العنف

ومنين بييجى العنف الجمعة، 23 أكتوبر 2020 12:10 م

فى محبة أبى طالب.. نعم العم

فى محبة أبى طالب.. نعم العم الأحد، 20 سبتمبر 2020 03:24 م

أتوبيس الفن .. ليته يعود

أتوبيس الفن .. ليته يعود الخميس، 17 سبتمبر 2020 03:18 م

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتهاء دوري القسم الثاني والثالث والرابع قبل 16 مايو

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

رجال الحماية المدنية يواصلون عمليات التبريد لحريق مبنى سنترال رمسيس

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

اليوم.. نظر دعوى بطلان الحجز على ممتلكات إبراهيم سعيد


الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

هبة عبد الغنى تتلقى عزاء والدتها فى مسجد الحامدية الشاذلية مساء اليوم

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

ليبرمان: الجنود الإسرائيليون يضحى بهم في غزة لبقاء ائتلاف نتنياهو

تغير المناخ يهدد أفريقيا.. تقلبات الطقس المتطرفة تهدد المجتمعات المحلية.. توقع بارتفاع الحرارة بمعدل 4 درجات بحلول 2050.. ارتفاع مستوى البحر 20 سم منذ عام 1900.. والظواهر الجوية الشديدة زادت 3 أضعاف في 35 عاما


جلسة مرتقبة فى الزمالك مع لاعبى العقود المنتهية فى صفوف اليد

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الثلاثاء

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

البيت الأبيض يشيد بالجهود المصرية المبذولة لإنهاء الحرب في غزة

الاتحاد السكندرى يتفق على أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

حريق بسنترال رمسيس يؤثر على خدمات الاتصالات والإنترنت.. وزير الاتصالات يتابع استعادة الخدمات تدريجيًا خلال ساعات.. شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. ونتابع الأمر مع المصرية للاتصالات

مدافع الاتحاد السكندرى ينضم إلى دجلة فى صفقة انتقال حر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى