سيد قطب كبيرهم الذى علمهم العنف.. نص اعترافات مفكر الإخوان فى كتابه «لماذا أعدمونى»: وضعنا خطة لتدمير القناطر الخيرية والمصالح الحكومية.. واتفقنا على تدمير منشآت فى القاهرة لشل حركة الدولة بعد توفير "السلاح"

سيد قطب وحسن البنا ومحمد بديع -أرشيفية
سيد قطب وحسن البنا ومحمد بديع -أرشيفية
كتب:محمد إسماعيل

يظل كتب "لماذا أعدمونى" لسيد قطب مُنظر جماعة الإخوان أهم وثيقة تؤرخ لعنف الجماعة، ولذلك أطلق البعض على سيد قطب "كبيرهم الذى علمهم العنف"، كما تكتسب الوثيقة المسماة بـ«لماذا أعدمونى؟» أهمية خاصة، لأسباب عدة، أبرزها أنها تنسب إلى قطب نفسه، رغم أن عددًا قليلاً من قيادات الإخوان شكك فى صحة نسبتها إليه، لكن أسرته الأكثر علمًا بمؤلفاته سمحت بتداول هذا الكتاب، ولم تعترض على إعادة طبعه أكثر من مرة، مما يقطع بصحة أن كل ما ورد فيها خطه قطب بيده.

 

وكما تشير مقدمة الكتاب، فإن هذه الوثيقة هى الإفادة التى قدمها سيد قطب للمحققين فى قضية تنظيم 1965 التى انتهت أحكام القضاء فيها إلى إعدامه، ومن ثمَّ فإن هذا يضاعف من أهميتها، لكن ما يضعها دائمًا فى بؤرة الضوء ويجعلها جديرة بالقراءة اليوم أنها تقطع الصلة بحقيقة اعتقاده بضرورة اللجوء إلى العنف فى مواجهة السلطة، وسعيه بالفعل إلى تكوين خلايا مسلحة تتصدى للدولة، ولا مانع لديه من تدمير المنشآت والمصالح الحيوية «لشل حركة الأجهزة الحكومية عن متابعة الجماعة» –كما ورد نصا فى الكتاب- وهو سياق لا يختلف عن محاولات التنظيمات المسلحة المنسوبة للإخوان اليوم لتدمير أبراج الكهرباء وغيرها من المرافق المهمة.

 

يذهب سيد قطب فى هذا الكتاب إلى أن الحركة الإسلامية لا بد أن تبدأ من القاعدة إلى القمة، وضرورة انتشارها فى المجتمع قبل تمكينها بالوصول إلى السلطة، وفى هذا الصدد يؤكد أنه "لا بد من حماية الحركة من الاعتداء عليها»، ويقول: «وهذه الحماية تتم عن طريق وجود مجموعات مدربة تدريباً فدائياً بعد تمام تربيتها الإسلامية من قاعدة العقيدة ثم الخلق".

 

ويشير إلى أن هذه المجموعات لن تتدخل فى الأحداث طالما الدعوة ممكنة بغير القوة، ويضيف: «ولكنها تتدخل عند الاعتداء على الحركة والدعوة والجماعة لرد الاعتداء وضرب القوة المتعدية بالقدر الذى يسمح للحركة أن تستمر فى طريقها»، ثم يضيف فى موضع آخر تأكيدًا على فكرته: "كنا قد اتفقنا على استبعاد استخدام القوة كوسيلة لتغيير نظام الحكم أو إقامة النظام الإسلامى، وفى الوقت نفسه قررنا استخدامها فى حالة الاعتداء على هذا التنظيم الذى سيسير على منهج تعليم العقيدة وتربية الخلق وإنشاء قاعدة للإسلام فى المجتمع، وكان معنى ذلك البحث فى موضوع تدريب المجموعات التى تقوم برد الاعتداء وحماية التنظيم منه، وموضوع الأسلحة اللازمة لهذا الغرض، وموضوع المال اللازم كذلك".

 

واعترف سيد قطب فى هذه الوثيقة النادرة بأن الإخوان بدأت بالفعل فى تدريب مجموعات على استخدام السلاح حتى قبل تأسيس ما يعرف بتنظيم 1965، حيث قال نصا: "أما التدريب فقد عرفت أنه موجود فعلا من قبل أن يلتقوا بى، ولكن لم يكن ملحوظا فيه ألا يتدرب إلا الأخ الذى فهم عقيدته ونضج وعيه، فطلبت منهم مراعاة هذه القاعدة وبهذه المناسبة سألتهم عن العدد الذى تتوافر فيه هذه الشروط عندهم، وبعد مراجعة بينهم ذكروا لى أنهم حوالى سبعين، وتقرر الإسراع فى تدريبهم، نظرا لما كانوا يرونه من أن الملل يتسرب إلى نفوس الشباب إذا ظل كل زادهم هو الكلام من غير تدريب وإعداد".

 

وتناول سيد قطب باستفاضة طريقة حصول الإخوان على الأسلحة، حيث أشار إلى أن الحصول على السلاح كان موضوع له جانبان، وقال:"الأول أنهم أخبرونى – ومجدى هو الذى كان يتولى الشرح فى هذا الموضوع– نظرا لصعوبة الحصول على ما يلزم منه –أى السلاح- حتى للتدريب فقد أخذوا وقتا فى محاولات لصنع بعض المتفجرات محليا، وأن التجارب نجحت وصنعت بعض القنابل فعلا، ولكنها فى حاجة إلى التحسين والتجارب مستمرة".

 

والجانب الثانى بحسب قطب: على عشماوى- أحد المتهمين فى قضية تنظيم 1965-  زارنى على غير ميعاد وأخبرنى أنه كان منذ حوالى سنتين قبل التقائنا قد طلب من أخ فى دولة عربية قطعا من الأسلحة حددها له فى كشف، ثم ترك الموضوع من وقتها والآن جاءه خبر أن هذه الأسلحة سترسل وهى كميات كبيرة حوالى عربية نقل، وأنها سترسل عن طريق السودان مع توقع وصولها فى خلال شهرين، وكان هذا قبل الاعتقالات بمدة ولم يكن فى الجو ما ينذر بخطر قريب، ولما كان الخبر مفاجئا فلم يكن ممكنا البت فى شأنه حتى نبحثه مع الباقين فاتفقنا على موعد لبحثه معهم، وفى اليوم التالى على ما أتذكر وقبل الموعد جاءنى الشيخ عبد الفتاح إسماعيل وحدثى فى هذا الأمر، وفهمت أنه عرفه طبعا من على وكان يبدو غير موافق عليه ومتخوفا منه، وقال لا بد من تأجيل البت فى الموضوع حتى يحضر صبرى وقلت له إننا سنجتمع لبحثه.

 

وأضاف: فى الموعد الأول على ما أتذكر لم يحضر صبرى لذلك لم يتم تقرير شىء فى الأمر، وفى موعد آخر كان الخمسة عندى وتقرر تكليف على بوقف إرسال الأسلحة من هناك حتى يتم الاستعلام من مصدرها عن مصدر النقود التى اشتريت بها، فإن كان من غير الإخوان ترفض والاستفهام كذلك عن طريق شرائها دفعة واحدة أو مجزأة وطريقة إرسالها وضمانات أنها مكشوفة أم لا، وبعد ذلك يقال للأخ المرسل ألا يرسلها حتى يخطره بإرسالها .

 

وتابع: مضى أكثر من شهر على ما أتذكر حتى وصل للأخ على رد مضمونه الباقى فى ذاكرتى "أن هذه الأسلحة بأموال إخوانية من خاصة مالهم، وأنهم دفعوا فيها ما هم فى حاجة إليه لحياتهم تلبية للرغبة التى سبق إبداؤها من هنا وأنها اشتريت وشحنت بوسائل مأمونة".

 

واعترف سيد قطب فى هذه الوثيقة بأن مناقشات جرت بين أفراد مجموعة تنظيم 1965، تطرقت إلى فكرة تدمير القناطر الخيرية الجديدة، وبعض الجسور والكبارى كعملية تعويق، وتم الاتفاق على تدمير بعض المنشآت فى القاهرة لشل حركة الأجهزة الحكومية ويقول: «وكانت تعليماتى لهم ألا يقدموا على أى شىء، إلا إذا كانت لديهم الإمكانيات الواسعة».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فاكسيرا توجه رسائل هامة لمنع عدوى الالتهاب الرئوى فى الشتاء

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود فى كأس عاصمة مصر

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية

تصعيد أمريكى خطير ضد فنزويلا.. ترامب يعلن حصار كراكاس

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية


محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

إنبى يوافق على رحيل مودى ناصر بشرط


أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أول تعليق من المخرجة كوثر بن هنية بعد ترشيح صوت هند رجب للأوسكار

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

وضع ميثاق أخلاقى لاستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء.. البيان الختامي للندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم يوصى بالتصدى لظاهرة التطرف الفكري والفتاوى الشاذة

زلزال بقوة 3.8 درجة على مقياس ريختر يهز أنطاليا التركية

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى