فيلم "الرجل الذي باع ظهره".. النهايات السعيدة ليست دوما كذلك

الرجل الذي باع ظهره
الرجل الذي باع ظهره
كتب علي الكشوطي

شهد مهرجان الجونة السينمائي عرض فيلم الرجل الذي باع ظهره، سيناريو وإخراج كوثر بن هنية، بطولة يحيى مهاينى، النجمة العالمية مونيكا بيلوتشى، ديا إليان، كوين دى بو، وهو الفيلم الذي يرصد رحلة الشاب السورى، سام على، المهاجر إلى لبنان، هربا من الحرب الدائرة فى سوريا، يلتقى فى أحد المعارض الفنية، بـ"جيفرى جودفرا" الفنان الأشهر، فى مجال الفن المعاصر، ويتوصلا إلى اتفاق غريب من نوعه، بحيث يرسم على ظهر "سام" جاعلا منه عملا فنيا حيا، مقابل حصوله على فيزا للسفر للقاء حبيبته فى بلجيكا.

monica-bellucci-the-man-who-sold-his-skin-1359366
 

ويحصل العمل الفنى المرسوم على ظهره شهرة كبيرة، ويقدر بمبالغ خيالية فى مزادات سوق الفن، فيثير لعاب تجار التحف الفنية، وسخط ناشطى حقوق الإنسان، وهو الفيلم الذي فاز بجائزة أفضل ممثل من نصيب يحيي مهايني بمهرجان فينيسيا، كما فاز الفيلم أيضا بجائزة أديبو كينج للإدماج، وهى جائزة مستوحاة من مبادئ التعاون الاجتماعى.

الفيلم ضم العديد من عناصر التميز على مستوى الصورة والأداء التمثيلي لبطل العمل، فهو بكل تأكيد استحق جائزة أفضل ممثل من مهرجان فينسيا، إضافة إلى أن الموسيقي التصويرية للمؤلف الموسيقي المتميز أمين بوحافة أضافت الكثير من السحر واللألق للعمل، الذي بدأت أحداثه في إطار رومانسي لشاب سوري يدعي سام مغرم بحبيبته عبير إلا أن الأحداث في سوريا تجعله مطارد ما يدفعه للهرب إلي لبنان لتضغط أهل عبير عليها للزواج من دبلوماسي سوري يعيش في بلجيكا، الأمر الذي يدفع سام بقبول أي شئ للخروج من لبنان والوصول إليها في بلجيكا.

 

حتى الآن جاء الفيلم متماسك وإيقاعه منظبط، وتصاعدت قوته مع قبول سام عرض من الفنان جيفرى جودفرا لشراء ظهر سام ليرسم عليه لوحة فنية يتكشف للمشاهد وقتها أنها علي شكل تأشيرة السفر "شنجن" ليتحول سام إلي قطعة فنية يتحكم فيه عارضيها بمعارض بلجيكا.

 

وضعت كوثر يدها في الفيلم علي الواقع المرير الذي يعيش فيه اللاجئ وصمده وسكوته علي الإستغلال فقط لكونه آمن في بلاد "الفرنجة"، ولما لا إذا كان هو ذات الأمر في بلاده إضافة إلي كونه غير آمن في أي لحظة، ولكن ما تسبب في عمل حالة من التشويش علي جمال الفيلم هو أن كوثر قدمت نهاية حالمة للعمل ربما حاولت فيها مغازلة جميع الأطراف الجاني والمجني عليه، فبعد أن كان سام سلعة تباع وتشتري من خلال جودفرا الذي لا يهتم سوي بالمادة، حولته كوثر إلي بني آدم من لحم ودم وهو ما يتعارض مع طبيعة شخصيته التي رسمت ملامحها كوثر نفسها، فكيف لفنان استغل ضعف وقلة حيلة سام ليرسم علي ظهره لوحه ويحوله إلي قطعة فنية، مستغلا حاجته، يتحول فجأة إلي رجل طيب القلب ويخلص سام من الطوق الذي طوق به رقبته وجعله مسار جدل بين الحقوقيين والناشطين في مجال حقوق اللاجئين.

 

قدمت كوثر "الرقة" علي أنها جنة رغم أنها لا تزال تشهد الكثير من التوتر، واعادت له حبيبته أيضا ليجمعهما الحب من جديد داخل سوريا، وهي الأمور التي ربما تحلم بها كوثر أن يعود اللاجئين إلي بلادهم سالمين ويعيشون في هناء، ولكن تلك النهاية السعيد لم تكن سعيدة حقا أو لصالح العمل، لانها افقدته الكثير من المصداقية فالنموذج الذي قدمته كوثر في شخصية الفنان كانت أبرز ملامحه هو النظر للمادة وفقط دون الإلتفات إلي المشاعر وبالتالي التحول المفاجئ من شخص مستغل لشخص رحيم أمر غير وارد، إضافة إلي أن شخصية ثرية والتي قدمتها مونيكا بيلوتشي هي الأخري ذات صفات ليس من طبيعتها أبدا التأثر بمن حولها فالمادة نهشت قلبها وبالتالي محاولة تطويع الأحداث في طريق النهاية السعيدة التي ترضي جميع الأطراف لم تكن في صالح الفيلم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

غد.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش

المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية: الموقف المصرى صلب ضد تهجير الفلسطينيين


الاتحاد يغادر إلى هونج كونج استعدادا لمواجهة النصر فى كأس السوبر السعودي

وزارة التعليم: مسمى جديد لشهادات التعليم الفنى باسم البكالوريا التكنولوجية

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل


نجوم الفن يدعمون كريم محمود عبد العزيز وزوجته بعد نفيه شائعة الانفصال

حسام حسن رجل مباراة مودرن سبورت والاتحاد السكندرى في الدورى

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

خطوات جديدة بعملية إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون.. إنزال كميات من يرقات الجمبرى.. تزويد البحيرة بـ 5 ملايين وحدة جمبري.. والتحسن النسبي في مياه البحيرة ساهم في النمو السريع لليرقات في الموسم الماضى.. صور

تفاصيل سقوط 3 شباب طاردوا فتيات بسياراتهم على طريق الواحات.. القصة بدأت بمعاكستهم فى كافيه وانتهت بحادث مروع.. أم الضحية: أي فلوس مش هتعوض بنتي.. القانون صنف الأفعال كجريمة تحرش.. وعقوبات قاسية تنتظر المتهمين

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

ترتيب الدورى المصرى قبل انطلاق الجولة الثانية.. المصرى في الصدارة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى