تصويت أم تفويض؟.. الأمريكيون يختارون بين الحرب على الإرهاب ومهادنته

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
حالة من الترقب باتت تهيمن على العالم، انتظارا لما سوف تسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والمقررة الأسبوع المقبل، والتي تشهد صراعا شرسا بين الرئيس دونالد ترامب، ونائب الرئيس السابق جو بايدن، في ظل انقسام الداخل الأمريكي، بينما امتدت حالة الاستقطاب إلى الساحة الدولية، مع تنافر التوجهات الخارجية لكل منهما، مما يضفى بعدا يبدو جديدا إلى حد كبير للمعترك الشرس، يتمثل في تأثير الخارج على أصوات الأمريكيين في الداخل، لحسم هوية سيد البيت الأبيض الجديد، خاصة وأن التصويت في الانتخابات الأمريكية دائما ما كان يعتمد على الرؤى التي يقدمها المرشحين حول قضايا الداخل، على غرار الاقتصاد والرعاية الصحية، وغيرها من الأمور التي تهم المواطن الأمريكي.
 
إلا أن الحديث عن دور خارجى في الانتخابات الأمريكية قد ظهرت بوادره في معترك 2016، والتي حقق فيها ترامب فوزه التاريخى على وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، عكس التوقعات والنتائج التي آلت لها الاستطلاعات، والتي صبت في صالحها، حيث تحدث الخاسرون عن دور روسى، لتشويه صورة الرئيس، وهى الإدعاءات التي قوضتها التحقيقات فيما بعد، ولكنها تبقى بمثابة نقطة الانطلاق لبعد جديد سيهيمن على الاحداث المشابهة في المستقبل.
ولعل الدور الذى سيلعبه الخارج في الانتخابات الأمريكية، هذه المرة، يمثل تطورا نوعيا، بعيدا عن ادعاءات التدخل الإليكترونى، والتي هيمنت على الساحة السياسية في الولايات المتحدة في ولاية ترامب الأولى، ليصبح دور الخارج أكثر فاعلية، في ظل التطورات التي تشهدها الساحة الدولية، خاصة مع تنامى التهديدات الأمنية جراء ارتفاع مستوى التطرف والإرهاب في الغرب، ليصبح المواطن الأمريكي في حاجة ملحة لتوسيع دائرة تقييمه، لتخرج عن إطار احتياجاته في الداخل، لتمتد إلى رؤية أكثر شمولا، لتقييم المعطيات والتحديات الراهنة، في مناطق تتجاوز الأراضى الأمريكية، قبل الإدلاء بصوته في الانتخابات الأمريكية.
 
وهنا لا يمكننا النظر إلى الانتخابات الأمريكية بعيدا عن التطورات الأخرى التي تشهدها أوروبا، والتي تبقى جزءً لا يتجزأ من المعسكر الغربى، الذى تقوده واشنطن منذ عقود طويلة من الزمن، وعلى رأسها زيادة معدلات الإرهاب والتطرف، على غرار حالة الاحتقان الذى تشهده العديد من المجتمعات الغربية، وعلى رأسها فرنسا، على خلفية رسوما مسيئة للرسول نشرتها صحيفة مغمورة، أدت إلى جرائم إرهابية ارتكبها متطرفون بحق مواطنين فرنسيين، بينما تبقى المخاوف من امتداد موجة العنف لتشمل عواصم غربية أخرى، وفى القلب منها واشنطن.
التصويت في الانتخابات الأمريكية المقبلة يتجاوز مجرد التصويت لحزب أو شخص يتولى وظيفة "رئيس الدولة"، كما كانت العادة في المناسبات الانتخابية السابقة، وإنما يمتد إلى ما يشبه "تفويض" لزعيم يبقى مخولا لحماية المواطن وأمنه لأربعة سنوات قادمة، إما عبر مهادنة الإرهاب، أو خوض معركة تهدف إلى القضاء عليه قبل أن يتحول إلى أمر واقع.
 
التجربة الفرنسية تبدو ملهمة إلى حد كبير للأمريكيين، في وقت يبدو بالغ الحساسية، خاصة وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رغم ليبراليته المعهودة، اختار قرار الحرب، منعا لمزايدة تيارات اليمين، والمعروفة بتوجهاتها المحافظة، في التعامل مع الأزمة الراهنة، ليحمل قرار المواطن الأمريكي عند الإدلاء بصوته في طياته أبعادا جديدة، ربما تصب في صالح الرئيس ترامب، والذى بدا حاسما في العديد من القضايا منذ بزوغ نجمه على الساحة السياسية في الولايات المتحدة، وعلى رأسها مسألة استقبال المهاجرين، والذين يعتبرهم تهديدا أمنيا، بالإضافة إلى كونهم معضلة اقتصادية، بالإضافة إلى توجهاته الصريحة في مواجهة الجماعات المتطرفة، وانتقاداته اللاذعة لسياسات سلفه باراك أوباما، في التعامل مع الإرهاب، خاصة في الشرق الأوسط.
 
المشهد الفرنسي، والذى قد يمتد لعواصم أخرى في القارة العجوز، يمثل جرس إنذار مهم للمواطن الأمريكي، ربما يترك تداعيات كبيرة على المشهد الانتخابى المرتقب في الولايات المتحدة، في ظل مخاوف المواطنين الأمريكيين جراء تنامى التهديدات الإرهابية، بالإضافة لتخوفاتهم القديمة تجاه زيادة تدفق المهاجرين، والأوضاع الاقتصادية في البلاد، والتي شهدت انتعاشا في سنوات ترامب، رغم تراجعها مجددا جراء أزمة كورونا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حياة كريمة تغير حياة المواطنين فى سوهاج.. تشغيل مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي.. 3 محطات مياه و7 صرف صحي بتكلفة 400 مليون جنيه.. تجهيز المحطات بأنظمة متطورة.. ومواطنون : نشكر الرئيس على المبادرة.. صور

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

الإنتاج يتعاقد مع ثنائى الترسانة لتدعيم صفوفه فى الميركاتو الصيفى

أسر شهداء حادث سنترال رمسيس يتسلمون جثامين ذويهم استعدادًا لتشييعها

رئيس اتحاد البنوك: سنراعى حالات سداد أقساط القروض للعملاء مع تأثر الخدمات


سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

البنك يحتفظ بخدمات محمود الجزار بعد انضمام ياسين مرعي للأهلي

شاهد محمد سيحا حارس الأهلي "يستجم" على الشاطئ رفقة أسرته

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس


شطب مركزين بدوري مراكز الشباب النسخة الحالية وتُوقيع عقوبات صارمة

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

طلب خاص من وسام أبو على للأهلى لإنهاء شرط العشرة ملايين دولار

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

معركة الحلم العالمى.. تشيلسى يتحدى فلومينينسى فى سباق التأهل إلى نهائى مونديال الأندية.. "البلوز" يستهدفون استعادة أمجاد البطولات.. نجوم السامبا يحلمون بكتابة التاريخ.. وريال مدريد وباريس يترقبان الفائز

الأهلى يخطر أشرف دارى بموقف النادى من العروض الخارجية خلال ميركاتو الصيف

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى