قرأت لك.. "المسلمون فى كندا" هل نجحوا فى الاندماج؟

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
"المسلمون فى كندا وتحديات العيش معاً" كتاب صدر عن مركز المسبار للدراسات، يتناول أوضاع المسلمين فى كندا، أصولهم وتاريخهم وحضورهم وتوتراتهم، ناظراً إليهم كجماعات مختلفة نجحت أكثريتها فى الاندماج فى المجتمع الكندى.
 
واهتمت الدراسات، التى شارك فيها باحثون متخصصون، بتحليل الأنساق العامة لكيفية تفاعل "الإسلام المهاجر"، لا سيما فى كيبيك، مع الدولة الليبرالية الديمقراطية وحيادها تجاه المسائل الدينية، فركزت على مجموعة من القضايا من بينها: فئات "الجماعة المسلمة الكندية"، العلمانية الكندية والاستثناء الكيبيكى، أصول المسلمين الكنديين، النقاشات حول الدين وحيادية الدولة وما يرتبط بها من ترسيم الحقل الدلالى للعيش المشترك، مخاطر الإسلاميين بتياراتهم وخطابهم، النخب الإسلامية وأنماط التدين، نشاط النساء المسلمات ومشاركتهن المواطنية والتعاونية، الإسلام فى المحاكم الكندية، والتنظيم القانونى للأكل الحلال مقابل حياد الدولة.
 
المسلمون
يمثل المسلمون نحو (3.6%) من مجموع سكان كندا، وهم بذلك يُعدون من الأقليات الدينية، علماً أن الوجود الإسلامى قديم ويعود إلى قيام الكونفدرالية الكندية عام 1871، وثمة تعدد بين المسلمين الكنديين لجهة التعبيرات والانتماءات والاندماج فى النظام العام، فالمجموعات المسلمة المهاجرة من أفريقيا ودول الشرق الأوسط وآسيا، لا يمكن النظر إليها ككتلة بشرية واحدة.
 
تطرح العلمانية السائدة فى كندا تحديات ماثلة أمام الدولة لا سيما فى كيبيك، فعلى الرغم من عدم وجود طابع دينى للدولة، فليس هناك دين مدني، ولكن مقاربة ليبرالية للدين تأخذ بالاعتبار الإدارة الفنية للتعددية، فلا تظهر الدولة أيديولوجية علمانية جمهورية على الطريقة الفرنسية.
 
تنفجر فى المجتمع الكيبيكى أحداث تعكر ثقافة "العيش معاً"، ارتبطت - إلى حد كبير- بغياب أفق التواصل والمعرفة بالآخر، مما أدى إلى بروز ظاهرة الإسلاموفوبيا التى عُبِّر عنها بمواقف متباينة ومتشددة كما حصل عام 2007 فى قرية هيروفيل، حيث تبنت مدونة قانونية موجهة للمهاجرين، لقيت تغطية إعلامية واسعة النطاق، مما أدى إلى تأليف لجنة استشارية لدراسة كيفية التعامل مع خصوصيات الأقليات، عرفت باسم لجنة "بوشار – تايلور" خرجت بمجموعة من التوصيات جاءت دعماً للتعددية الثقافية الكندية.
 
إن نقاشات الهوية والخطابات التمييزية النافرة، وظهور الاتجاهات اليمينية المتطرفة فى كندا، بموازاة الخوف من الوجود اللافت للإسلاميين، ساعد على إنتاج خطاب الكراهية تجاه الجماعات المسلمة فى عدد من المقاطعات الكندية.
 
درس الكتاب تحديات الديمقراطية الليبرالية الكندية فى مواجهة الخطابات والأعمال والأفعال الدينية المتطرفة، فضلاً عن الجهود التى تبذلها النخب للتوصل إلى توافق، أو إجماع واسع فى الآراء، بشأن تحديد أولويات الحقوق والحريات، ومدى حياد الدولة وحدود سيادة الفرد، والحق فى الاختلاف المجتمعى، إن أهم تحدٍّ يواجه المسلمين الكنديين يتمثل بالتطرف الإسلاموى العنيف الذى يهدد العيش المشترك ويسعى إلى احتلال فضاء الإسلام الكندى، ويقصى أصوات المسلمين الديمقراطيين، لذا كان لا بد من دراسة التيارات الإسلاموية فى كندا، يتقدمها الإخوان، وما ينجم عنها من تهديدات اجتماعية وسياسية.
 
تتميز النخب الإسلامية السُنيّة فى كندا بتعدد مرجعياتها أو أشكال التدين الرئيسة، ويمكن الإشارة إلى ثلاث: الإصلاحية، الإسلاموية، الليبرالية الإنسانية، فمَن هى النخب الكندية الأكثر ظهوراً، التى يمكنها أن تمثل هذه الأشكال الثلاثة من التدين؟ وأى أنموذج نظرى، فلسفى، سياسى، دينى وأخلاقى يمكنها أن تقدمه، ولا سيّما إلى الشباب الكندى اليوم ذى الإيمان والثقافة المسلمة؟ وبأى طريقة ساهم حال التوتر بين هذه التيارات الثلاثة فى توليد الرهانات (الاندماج، التعددية الدينية، العيش معاً، التطرف والعنف باسم الإسلام، رُهاب الإسلام… إلخ)، التى يواجهها الكنديون اليوم، معتنقو الإيمان والثقافة الإسلامية؟ حاول الكتاب الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال تحليل خطابات بعض الحالات المختارة من بين النخب المسلمة الممثلة لهذه الاتجاهات.
 
تحضر النساء المسلمات بفعالية فى الفضاءات العامة الكندية عبر إنشاء الجمعيات والمؤسسات النسائية التى تعكس -إلى حد كبير- التحديات التى تواجه المرأة المسلمة فى بناء هوية كندية، فتساعدها على تجاوز الصعوبات وتسهيل الاندماج وممارسة المواطنية المنسجمة. من جهة أخرى تفرض العلامات أو الرموز الدينية التى من بينها الحجاب نقاشات مفتوحة فى المجتمع الكندي، تظهر بوضوح فى مجالات عدة من بينها المحاكم التى تُواجه أحياناً بالمعتقدات الدينية، فترفع راية احترام الخصوصيات المكرس من قبل قانون المواطنة، مما يعكس -إلى حد كبير- قدرة الأنموذج الكندى على إنتاج التوليفات والمساومات القانونية.  لقد أوْلى الكتاب أهمية لتأثير الإسلام فى المحاكم الكندية، والتنظيم القانونى للأكل الحلال والتعاطى الحيادى للدولة معه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ملخص وأهداف مباراة بالميراس ضد تشيلسي فى كأس العالم للأندية 2025

"ملكة الفواكه" فى مواجهة التحديات.. المانجو بين وفرة الإنتاج وصعوبات المناخ.. قفزة فى صادرات المانجو المصرية بـ150 ألف طن تدعم مكانة "ملكة الفاكهة" عالميا.. وباحثة تكشف: لماذا لا تنضج المانجو على الشجرة؟

ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام

تاريخ مواجهات ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند قبل صدام كأس العالم للأندية

تشيلسي يضيف ثانى أهدافه أمام بالميراس فى الدقيقة 83.. فيديو


تعرف على موعد بدء فترة إعداد الأهلى للموسم الجديد

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

كوليبالي يهاجم حكم مباراة فلومينينسي: الخسارة بهذه الطريقة عار

تصل إلى الحبس 7 سنوات.. عقوبة تنتظر السائق المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى

فيضانات تكساس.. 6 قتلى و20 فتاة مفقودة وسط استمرار جهود الإنقاذ


قدم الآن.. فرص عمل فى تأمين محطات المترو بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه

هيركوليس يتوج بجائزة أفضل لاعب فى مواجهة فلومينينسي ضد الهلال

الصور الأولى من زفاف ابنة محمد فؤاد.. وهانى رمزى أول الحاضرين.. صور

العالم هذا المساء.. كمين يستهدف 30 جنديا إسرائيليا فى الشجاعية بقطاع غزة.. إصابات فى انفجار هائل بمحطة وقود بروما.. وترامب يجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى

الفصل فى دعوى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بقانون 1977

قبل ساعات من الموعد.. عناوين لجان تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ

الاتحاد الأوروبى يعلن تغريم برشلونة وتشيلسى

صاحب سندال تجسد علاقة صداقة حمادة الليثى بـ أحمد عامر قبل رحيله

حادث خطير فى غزة.. تفاصيل كمين يستهدف 30 جنديا إسرائيليا فى الشجاعية

50 مليون جنيه تكلفة لوك عمرو دياب فى بوستر ابتدينا.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى