سعيد الشحات يكتب..ذات يوم.. 30 أكتوبر 1966.. أم كلثوم لرجاء النقاش فى لقاء الـ«10800» ثانية: «أساتذتى خمسة.. وطه حسين كاتبى المفضل.. وموسيقى سيد درويش عبقرية لكن كلماتها ضعيفة»

فى طريقه إلى أول لقاء له مع سيدة الغناء العربى أم كلثوم، فى فيلتها بحى الزمالك، تذكر الكاتب والناقد رجاء النقاش، مقالا جميلا كتبه الدكتور زكى مبارك، عندما التقى أم كلثوم لمدة ساعة وربع الساعة، وخرج ليكتب مقالا بعنوان «4500 ثانية مع أم كلثوم».
 
يوضح «النقاش» أن زكى مبارك كان عاشقا من عشاق أم كلثوم، وكان لا يعجبه العجب، ويمسك خنجرا عنيفا يمزق به عصره ورجال عصره، ولكن هذا الغضب العظيم، كان يذوب حبا فى صوت أم كلثوم، ويعتبره هدية من الطبيعة لأرضنا، كأنه النيل، وكأنه الوادى الأخضر العظيم.
 
كان اللقاء يوم 30 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1966، واستمر ثلاث ساعات متصلة، وبلغة زكى مبارك «10800 ثانية».. ويروى «النقاش» قصته فى كتابه «لغز أم كلثوم» ومن خلاله نضع أيدينا على سر عظمة هذه السيدة، وتفردها وتربعها على عرش الغناء العربى منذ الثلث الأول من القرن العشرين وحتى الآن.. «إذا أردت أن تقول إنها مطربة المثقفين صدقت.. وإذا أردت أن تقول إنها مطربة البسطاء صدقت، وأنت صادق إذا قلت أى شىء آخر عن هذا الصوت العظيم، فهى مطربة القرية، ومطربة المدينة، ومطربة العشاق، ومطربة المتصوفين».. هكذا يرى النقاش غناء أم كلثوم العابر للطبقات والأحوال والثقافات، مشيرا إلى تنبيه مهم استمع إليه وهو صغير من صديق له يكبره فى السن: «أنت لا تستطيع أن تتذوق صوت أم كلثوم وأنت صغير السن والتجربة.. لا بد أن تكبر وأن تجرب وأن تعرف أكثر مما تعرف، فصوت أم كلثوم يحتاج إلى وجدان عرف الحياة، لا إلى وجدان طازج هش».
 
دخلت أم كلثوم إلى حجرة صالون فيلتها حيث ينتظرها النقاش.. كان يراها لأول مرة ويصفها: «سيدة سمراء لو رأيتها فى أى مكان من العالم لقلت هذه سيدة من مصر.. إنها بنت مصر.. بنت القرية».. شمل الحوار قضايا كثيرة، وأبرز ما قالته: «أى لحن أقدمه للناس، يعيش معى طويلا قبل أن يسمعه أحد، أحب أن أعيش مع اللحن سنة كاملة أردده وأحس بكل ما فيه، وأعرف كل شىء عنه بدقة كاملة، سنة كاملة أعايش فيها اللحن معايشة دقيقة، لا يتركنى، ولا أتركه حتى يصبح جزءا من روحى وكيانى فأقدمه حينئذ للناس، ونفس الشىء بالنسبة للكلمات، إن كلمات الأغنية تهمنى إلى أقصى حد، بل أننى أعتبرها أساس اللحن، وأساس الأداء أيضا.. الكلمات المبتذلة أوالكلمات الركيكة الضعيفة التى لا توحى بأى معنى كيف يمكن للملحن أن يخرج منها بشىء، وكيف يمكن للمطرب أن يؤديها؟.. لابد أن تطربنى الكلمات، وتهزنى قبل أن أقدمها للناس، وأنتظر منهم أن يتأثروا بها ويطربوا لها». 
 
تضرب مثلا قائلة: «عندما يقول بيرم التونسى مثلا: «شمس الأصيل دهبت خوص النخيل يا نيل».. عندما أسمع هذه الصورة الشعرية فإننى أطرب وأتأثر، فهذا شعر، جميل، رقيق، صورة لا يستطيع أن يرسمها إلا فنان أصيل، فعندما تسقط أشعة الشمس فى الأصيل على الأوراق الخضراء، فإنها تحيلها إلى أوراق صفراء.. لكن اللون الأصفر هنا رمز لقوة الحياة، وليس للذبول والانطفاء، لأن هذا اللون هو ثمرة اللقاء بين الشمس وخوص النخيل ومياه النيل.. إن الصورة الشعرية هنا هى صورة «مهرجان الحياة».. هذا هو الشعر الحقيقى الذى يمكن أن نغنيه ونلحنه، وننتظر من الناس أن يحبوه ويتأثروا به».
 
تحدثت عن أساتذتها.. قالت: «أول أستاذ لى هو القرآن.. قرأته وحفظته وتعلمت منه شيئا أعتز به هو «سلامة مخارج الألفاظ.. والدى أيضا كان أستاذى، هو أول من اكتشف صوتى فى وقت مبكر جدا، ثم تصرف بصورة سليمة معى.. وأستاذى الشيخ أبوالعلا محمد الذى تولى شبابى الفنى بالتدريب والتثقيف العميق، وأستاذى الرابع هو الشاعر أحمد رامى، فمعه قرأت الشعر العربى كله فى كل عصوره..كان يمدنى بكل دواوين الشعر العربى مما أعطانى فرصة لقراءة هؤلاء الشعراء».
 
سألها «النقاش» عن الكاتب الذى تحبه، أجابت: «الكاتب المفضل عندى هو طه حسين.. كتابات طه حسين فيها رقة الشعر وموسيقاه، وكلما قرأت كتابه «الأيام» أحسست أننى أمام شاعر حساس موهوب..طه حسين هو الكاتب الشاعر، ولذلك أفضل قراءته دائما.. وأعتبر أدبه قريبا إلى قلبى، قريبا إلى ذوقى».
 
وأكدت أنها تسمع الموسيقى الغربية دون أن تكون عندها مكتبة لهذه الموسيقى، وأقربها لقلبها موسيقى الروس والأسبان.. وعن سيد درويش قالت: «فنان عظيم.. عبقرية موسيقية أصيلة، موسيقاه عبقرية فعلا لكنها لم تجد الشعر المناسب لها إلا فى حالات قليلة».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مها الصغير: أنا غلطت فى حق الفنانة ليزا.. أنا أسفة وزعلانة من نفسى

أبطال فيلم أحمد وأحمد يحتفلون بالعرض الخاص فى السعودية اليوم

تعرف على نظام الامتحانات بالبكالوريا بعد موافقة البرلمان على تطبيقها

الزمالك يقترب من الإنجولي شيكو بانزا جناح استريا امادورا البرتغالي

الأهلى يتسلم الاستغناء الخاص بياسين مرعي من فاركو


الذكرى الثامنة لمعركة البرث.. شهادة دم تؤكد جرائم الإخوان ومعركة الدولة ضد الإرهاب.. مصر دخلت حربًا حقيقية ضد إرث دموي زرعته الجماعة في سيناء بعد 3 يوليو.. وكلمات الشهيد الحي أحمد منسي تحولت لأيقونة وطنية

وزير التعليم: الطالب يختار أحد 4 مسارات فى البكالوريا و70% النجاح فى الدين

مدرب ميلان يعلن انضمام مودريتش إلى الروسونيري بعد كأس العالم للأندية

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد استئنافه على حكم حبسه بسبب نفقة طليقته

صحة غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 57523 شهيدا منذ 7 أكتوبر


ريبيرو يخطر الأهلى برفض رحيل 7 نجوم بسبب أزمة وسام أبو علي

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

اعرف التحويلات المرورية بعد غلق جزء من الطريق الإقليمى لرفع كفاءته

أخبار مصر.. السكة الحديد تعلن عودة حركة القطارات على خط القاهرة الإسكندرية

تنسيق الجامعات 2025.. محظورات على طلاب الثانوية تؤدى لإلغاء اختبارات القدرات

غادة عادل بعد خضوعها لعملية شد وجه.. ماذا تغير فى شكلها قبل وبعد؟

الزمالك يدرس مستقبل شيكابالا بعد إعلان اعتزاله

الأهلي يستعجل كريم نيدفيد لتحديد وجهته بالموسم الجديد

بالأرقام.. حكيمى يخطف الأضواء بأداء استثنائى فى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى