الفيس بوك وذئاب الإيقاع بالمراهقات

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

ظاهرة خطيرة انتشرت فى مجتمعاتنا البسيطة خلال الأشهر الماضية، خاصة بالقرى والمناطق الريفية سواء فى الصعيد أو وجه بحرى، تتمثل فى اللعب بعقول الفتيات المراهقات فى الفئة العمرية بين 16 و18 عاما، والبطل الأول فى هذه الظاهرة هو السوشيال ميديا والتواصل الاجتماعى، الذى بات خطرا يهدد كيان الأسر البسيطة إذا ما تمت إساءة استغلاله.

القصة غالبا ما تعتمد على الفتيات المنغلقات اللاتى لا يخرجن من المنزل، ويتعرضن للنموذج القاسى فى التربية، حيث يتسلل "الفيس بوك" إلى هواتف هذه الفئة لتبدأ الكارثة من خلال شباب فى أواخر العشرينيات أو مطلع الثلاثينيات، محترفين فى الإيقاع بصغيرات السن، تحت مشاعر الحب المزيفة والكلمات التى لم تعتد الفتيات سماعها فى تلك السن الخطرة، لتنتهى القصة بلقاءات خارج حدود القرية لاستغلالها جسديا وماديا، وقد يتطور الأمر إلى الهرب أو الزواج العرفى أو الضغط على الأسرة من أجل المال.

هذه الوقائع ليست فى أفلام روائية قديمة، أو تحذيرات من باب "الاحتياط واجب"، بل حقائق واقعية، وأعرف أطرافا تعرضوا لها خلال الفترة الماضية، وقد تسببت في "خراب بيوتهم" وتفكيك أسرهم، نتيجة الاستخدام السلبى للسوشيال ميديا، وغياب التوعية السليمة بالتعامل معها، وافتقاد الكثير من الأسر للأنشطة الترفيهية والتثقيفية وحالة الانغلاق التى تفرضها بعض الأسر على بناتها ظنا أن هذا هو النموذج المثالى، دون المعرفة أن هناك من يعيش داخل بيته ويدخل غرفة نومه عبر الهاتف المحمول، ويصل إلى أدق التفاصيل والحكايات، وهذا بالطبع نذير خطر، يدعونا إلى ضرورة المراقبة الواعية للأبناء والبنات فى مرحلة المراهقة، خاصة أن هذه المرحلة تتشكل فيها الشخصية وتحتاج إلى تهذيب وترويض.

يجب على كل أسرة أن تحتضن أبنائها وبناتها وتقترب منهم بدرجة تجعلهم أكثر وعيا وقدرة على التعامل مع الواقع ومواجهة الظروف، وألا ينخدعوا خلف ما تقدمه السوشيال ميديا من صور مزيفة تحت أى مسمى، كما أن الانغلاق والقسوة فى التعامل مع هذه الفئات العمرية ليست حلا أو طريقا صحيحا للتربية، بل يجب أن تكون هناك مساحات من التفاهم والحوار بين المراهق وأسرته سواء كان ذكرا أو أنثى، ومعرفة احتياجاتهم وتطلعاتهم فى هذه الفترة، إلى جانب تخصيص وقت لهؤلاء الأبناء مهما كانت الظروف والتحديات، حتى لا نتركهم فريسة سهلة لكل ما يثار على وسائل التواصل الاجتماعى، قبل أن نستيقظ على كارثة تعصف بكيان الأسرة.

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تامر حسنى يدعم المواهب ويقدم لجمهوره ألوانا مختلفة من الغناء

انتعاشة فى سوق الجمال بمدينة دراو بأسوان قبل عيد الأضحى.. "اليوم السابع" فى جولة بـ"الكرنتينا" أول محطة للإبل القادمة من السودان.. التجار يوضحون أفضل أنواع الأضاحى.. ويؤكدون: الأسعار مقبولة.. فيديو

ترامب: تكلفة مشروع "القبة الذهبية" 175 مليار دولار

وظائف للصيادلة بمرتبات تصل لـ9400 جنيه.. والتقديم حتى نهاية مايو الجارى

زى النهارده.. الأهلى يهزم غزل المحلة 5-0 ويتوج بالدوري الـ13 فى تاريخه


الصحة تحذر الحجاج: اتبعوا هذه النصائح الأربعة لتجنب ضربة الشمس.. إنفوجراف

"المعلم الفلسطينى.. بجيوب فارغة".. أزمة الرواتب تهدد مستقبل التعليم فى فلسطين.. عشرات الآلاف يعانون من عدم انتظام رواتبهم منذ سنوات.. ودراسة: 65% من الإيرادات رهينة سياسة حجز الضرائب الإسرائيلية

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

اليوم.. طرح كراسات شروط حجز 15 ألف شقة بمشروع سكن لكل المصريين

مستأنف أسرة القاهرة تنظر دعوى الحجر المقامة من أحفاد نوال الدجوي ضد جدتهم 26 يونيو


نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة

رياح وأتربة وحر شديد.. الأرصاد تُحذر من طقس الأربعاء 21 مايو 2025

ثروت سويلم: سننفذ حكم "كاس" حال القضاء بحصول بيراميدز على الدوري وليس الأهلي

غزل المحلة: الجزار تلقى عرضا من الأهلي

الأهلى يستقر على تسديد راتب يونيو لـ مارسيل كولر انتظارا لحل الأزمة

بعدما دفع لها 15 ألف جنيه مصروف شهري.. اعرف سر الخلافات بين رجل وزوجته في أكتوبر

الأهلي يسعى لاستغلال ورقة خالد عبد الفتاح فى صفقات الميركاتو الصيفى

التحول الرقمى بموسم الحج.. منصات ذكية تسهل رحلة ضيوف الرحمن بالمدينة المنورة

حقائب غامضة.. تداول فيديو يوثق لحظة السرقة من منزل نوال الدجوى

"2003 – 2025" ماذا حدث فى قانون العمل بعد عشرين عاما.. القانون الجديد وضع حدا للفصل التعسفى وقيودا على استمارة 6.. ربط قبول الاستقالة بإجراءات موثقة.. واجه التنمر والتحرش داخل بيئة العمل.. ورفع مدة إجازة الوضع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى