علماء ناسا يرصدون جزيئًا "غير متوقع" فى الغلاف الجوى لأكبر أقمار زحل

صرح فريق من علماء وكالة ناسا بأنهم رصدوا بتليسكوب راديوى عملاق جزيئًا استثنائيًّا فى الغلاف الجوى لـ تيتان أكبر أقمار زحل، ويُدعى الجزيء سيكُلوبُروبينيلِيدِين (cyclopropenylidene)، ورمزه C3H2، واكتشافه مهم لأن الجزيئات الشبيهة تكُون جزءًا من القواعد النووية للحمض النووى والحمض النووى الريبوزى، اللذين يحملان الشفرة الجينية للحياة؛ لكن على رغم أهمية الاكتشاف، سارع الباحثون إلى التنويه بأنه لا يَلزم أن يكون دليلًا على وجود حياة على تيتان.

وفى بيان قال كونور نيكسون، عالم الكواكب فى مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا: "حين أدركت أنى أنظر إلى السيكُلوبروبينيليدين، كان أول ما خطر لى "هذا غير متوقع أبدًا"

لم يُكتشف هذا الجزيء قبل ذلك إلا فى السُّحُب الغازية التى بين الأنظمة النجمية، وهى مناطق قالت عنها ناسا إنها فارغة وباردة إلى حد لا يتيح أى تفاعل كيميائى مهم، لكن غلاف تيتان الجوى يبدو مليئًا بالتفاعلات، وهذا ما ترغِّب ناسا فى دراسته بطائرة مروحية ثمانيّة دون طيار تُدعى دراجون فلاي.

وأضاف نيكسون: "إن تيتان فريد فى النظام الشمسى، وثبَت أن فيه كنزًا جزيئيًّا دفينًا، وغلافه الجوى أقرب إلى غلاف الأرض من سائر الأغلفة القمرية التى فى نظامنا، بل إن له أنهارًا وبحيرات، ومحيطًا جوفيًّا من الماء المالح؛ لكنه مع هذا غير صالح لصور الحياة التى نعرفها، لأن غلافه الجوى المليء بالنيتروجين أكثف أربعة أضعاف من غلاف الأرض، وجاذبيته أقل قليلًا من جاذبية قمر الأرض".

لكن هذا لم يَثن العلماء عن دراسته والبحث عن حياة عليه، إذ أخذوا باعتبارهم احتواء غلافه الجوى على بعض الميثان، الذى يسعه حفز تفاعلات كيميائية عديدة.

وقالت روزالى لوبيز، إحدى كبار العلماء البحثيين بمختبر الدفع النفاث التابع لناسا، الخبيرة بالأمر وإن لم تشارك فى البحث: "نحاول معرفة ما إذا كان تيتان صالحًا للحياة، فيلزمنا معرفة مُركَّباته الجوية التى يسعها بلوغ سطحه، ثم مدى قدرة المركب على النفاذ من القشرة الجليدية إلى المحيط الجوفي؛ لأنّا نظن أن الظروف المناسبة للحياة مكانها المحيط."

ما زال فى الغلاف الجوى للقمر خبايا كثيرة فى انتظار كشفها، منها كيف يتفاعل السيكُلوبروبينيليدين مع بقية غازات الغلاف الجوي.

وقالت مليسا ترينر، عالمة الأحياء الفلكية فى جودارد غير المشاركة فى البحث: "سنبحث فى تيتان عن جزيئات أكبر من السيكُلوبروبينيليدين، لكن يَلزمنا معرفة ما يحدث فى الغلاف الجوى، لفهم التفاعلات الكيميائية التى تجعل الجزيئات العضوية المعقدة تتشكل وتتساقط على السطح."