المستشفيات إجازة الجمعة!!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

مازال يوم الجمعة، يمثل العطلة الرسمية فى مصر، للعاملين فى القطاعين العام والخاص، بل والمهن الحرة أيضا، ارتباطا بتاريخ طويل يحمل قدسية خاصة لهذا اليوم، حتى من قبل الإسلام، حيث كان العرب يطلقون عليه "يوم العَرُوبَة"، وقد كانوا يجتمعون فيه لإلقاء الشعر والخطابة، بما يؤكد أن هذا اليوم يحمل خصوصية كبيرة لدى العرب بشكل عام، إلا أن اللافت فى هذا اليوم أن المرافق الحيوية الهامة، التى من المفترض أن تعمل على مدار الساعة تتوقف بصورة شبه كاملة، ودعونا نتحدث عن النموذج الأكثر خطورة " المستشفيات".

حاول أن تنزل إلى الشارع يوم الجمعة وتتوجه إلى أى مستشفى في مصر، عامة كانت أو خاصة، أو عيادة طبيب، أو حتى مستوصف خيرى، فلن تجد أطباء ولا تمريض، وخدمة الكشف والعيادات الخارجية متوقفة تماما، ولن تجد سوى الطوارئ، التى لن تتحمل مسئولية الكشف عليك أو تخفيف الألم عنك، بل ستخبرك أنها تتعامل فقط مع الحالات الطارئة والحوادث!!

مفهوم الطوارئ مشوش وغير واضح لدى أغلب المستشفيات فى مصر، فما زال البعض يتصور أن الطوارئ تعنى دخول المستشفى بعربة إسعاف والدم يسيل من كل مكان، والمريض فى حالة إغماء وفاقد للوعى، مع العلم أن هناك حالات حرجة قد تكون أكثر شدة وخطورة ولا ينتبه إليها أحد، فلو دخلت المستشفى بطفل يعانى من التهاب الحلق واللوزتين وحرارته تقترب من 40 درجة فهذه حالة طارئة وتحتاج إلى تدخل وعلاج عاجل، قبل دخول الطفل في مرحلة التشنجات الحرارية والتأثير على المخ وكل المؤشرات الحيوية، فلا يمكن ألا يعتبر الطبيب هذه الحالة عادية وترفضها المستشفى بدعوى عدم وجود عيادات خارجية يوم "الجمعة".

لا يمكن أن تكون العيادات الخارجية مغلقة يوم الجمعة فى بلد تعداد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، منهم نسبة تعانى من الأمراض السارية غير المعدية، مثل الضغط والسكر والسمنة، فلو أن نسبة 1% من هذه الحصيلة تعانى أعراضا لأى أمراض انتهازية يوميا فهناك مليون مريض يوميا على أقل تقدير، فماذا يفعل هؤلاء والعيادات الخارجية بالمستشفيات تغلق أبوابها؟!

يجب أن يكون لوزارة الصحة ولنقابة الأطباء دور واضح في قضية غياب الأطباء يوم الجمعة عن المستشفيات، بأن تكون إجازة الأطباء غير مرتبطة بهذا اليوم، ويختار كل طبيب اليوم المناسب له فى الأسبوع عدا الجمعة، فهذه الخدمة الإنسانية الطارئة لا يمكن أن تخضع لفكرة "الويك اند" أو الإجازة، والحل من خلال المناوبات والشيفتات المنتظمة، بدلا من المأساة التى قد يتعرض لها أى مواطن حال شعوره بأعراض متوسطة أو حادة يوم الجمعة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

لا تستثمروا فى الذهب..

لا تستثمروا فى الذهب.. الخميس، 05 نوفمبر 2020 10:52 ص

الإغلاق ليس حلا لمواجهة كورونا..

الإغلاق ليس حلا لمواجهة كورونا.. الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 10:42 ص

كيف وصل التبذير والبذخ إلى هذا الحد؟!

كيف وصل التبذير والبذخ إلى هذا الحد؟! الثلاثاء، 03 نوفمبر 2020 12:09 م

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الآن نتيجة الدور الثانى للشهادة الإعدادية لمحافظة سوهاج بالاسم ورقم الجلوس

الأعلى للإعلام يمنع مصطفى يونس من الظهور الإعلامي 3 أشهر فى شكوى الأهلى

جفاف عشرات الآلاف من الأفدنة فى إسرائيل وتوقعات بكارثة غذائية بسبب خفض الإنتاج

كل ماتريد معرفته عن مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدورى

تفاصيل مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين فى حادث طريق مطروح


تفوق على رونالدو.. محمد صلاح أفضل جناح في تاريخ الدوري الإنجليزي

إصابة 20 شخصا إثر حادث تصادم عدد من السيارات على طريق مطروح غربى الضبعة

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

بعد مرور عام.. صور جديدة من حفل زفاف محمد الننى على حنان المغربية

القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة


قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت فى الدورى

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى

الخدمات المتاحة للمعتمر عبر منصة"نسك عمرة"

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

الرئيس السيسى يتوجه إلى السعودية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

تنفيذ حكم الإعدام فى دبور "سفاح الإسماعيلية"

بعد إعدام المتهمين.. ننشر حكم إعدام قتلة المذيعة شيماء جمال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى