القاهرة واشنطن.. ملفات لا يسقطها تعاقب الإدارات.. رهان لجان الإخوان الإلكترونية على أزمة محتملة يغفل حقائق التاريخ بين مصر والولايات المتحدة.. وثورة 30 يونيو أعادت بناء مؤسسات تقود ملفات إقليمية ودولية شائكة

بايدن وترامب ـ أرشيفية
بايدن وترامب ـ أرشيفية
كتب: أحمد علوى
شائعات ممتدة أطلقتها وسائل الإعلام المعادية للدولة المصرية، واللجان الإلكترونية التي يديرها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية على منصات التواصل الاجتماعي، تهدف للتشكيك في صلابة العلاقات المصرية ـ الأمريكية، والادعاء بأن الإدارة الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب جو بايدن، ستتبني مواقف معادية من القاهرة، وتغفل لجان الجماعة الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي حقائق ثابتة بمقدمتها أن الإطاحة بالتنظيم الإرهابي من مصر، جري في وقت كان يتولى فيه الحزب الديمقراطي إدارة البيت الأبيض في عهد باراك أوباما، وهو ما يعني أن احتمالات عودة التنظيم الإرهابي للحياة أقرب للمستحيل، بخلاف أن الدولة المصرية في الوقت الحالي تختلف كثيراً عما كانت عليه في في الفترة ما بين 2011 وحتي 2013، والتي شهدت تراجع في عمل مؤسسات الدولة وأجهزتها في الداخل، وغياب لاستراتيجية الدولة في الملفات الإقليمية والدولية في الخارج.
 
 
 
ويظل الثابت الذي ينكره الإعلام المعادي للدولة المصرية، أن ما يجمع بين واشنطن والقاهرة ملفات استراتيجية كبرى ومصالح يصعب تبدلها باختلاف الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وبمقدمة تلك الملفات يأتي ملف السلام فى الشرق الأوسط والاتفاقيات الأخيرة التي جمعت إسرائيل بالعديد من الدول الخليجية والسودان، بخلاف ملف مكافحة الإرهاب والأزمة الليبية وملف اللاجئين وغير ذلك.
 
 
وتعد العلاقات المصرية الأمريكية شديدة الخصوصية منذ عقود وخاصة من توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979م والتى رسخت لعلاقات استراتجية قوية بين القاهرة وواشنطن تقوم بالأساس على المصلحة المشتركة للبلدين، ومرت العلاقات الثنائية بفترات صعود وهبوط إلا أن الجانب الأمريكي يرى دوما أن مصر شريك استراتيجي قوى يمكن الوثوق به.
 
وتمكنت الدولة المصرية من تجاوز تحديات كبيرة وعقبات صعبة عقب ثورة 30 يونيو التى قادها الشعب المصرى لإسقاط نظام جماعة الإخوان الإرهابية التى أضعفت دور المؤسسات المصرية وخاصة ملف العلاقات الخارجية سواء من الدول الإقليمية أو الدولية.
 
ونجحت مصر عقب نجاح ثورة 30 يونيو فى تعزيز التنسيق والتشاور مع دول القارة الإفريقية بلعب دور رائد فى القارة السمراء، وحرص القيادة السياسية على القيام بزيارات إلى دول القارة السمراء وفى مقدمتها دول حوض النيل، وهو ما نال استحسان وإشادة الشركاء فى القارة الأفريقية بسبب السياسة المصرية الجديدة التى تسعى للعودة للقارة السمراء ومساعدتها فى القضايا المشتركة التى تشغل بال الأفارقة.
 
 
الحرب على الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر ملفات هى القضايا الشائكة التى تعانى منها دول القارة الأفريقية مجتمعة، ولعبت مصر دورا هاما فى توحيد الرؤى المشتركة لمحاربة الإرهاب والتطرف وتدشين مركز إقليمى لمكافحة الإرهاب ضمن تجمع دول الساحل والصحراء، وذلك لتعزيز قدرات دول القارة الأفريقية فى محاربة التطرف وتنسيق المواقف المشتركة بين دول الساحل والصحراء بصفة خاصة.
 
فيما نجحت مصر فى تعزيز العلاقات المشتركة مع الجانب الروسى عقب ثورة 30 يونيو، وذلك عقب سنوات من التهميش لدور موسكو فى المنطقة وهى الاستراتيجية التى دفعت بالعلاقات إلى حالة من الجمود، إلا أن السياسة المتوازنة التى تعاملت بها مصر فى التعاون مع روسيا وأمريكا عززت الثقل المصرى اقليميا ودوليا. 
 
وتتمتع مصر بعلاقات متميزة مع دول الاتحاد الأوروبى وخاصة مع ألمانيا وفرنسا ونجحت الدبلوماسية المصرية عقب ثورة 30 يونيو فى تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول القارة العجوز التى تعد الشريك الأول لمصر فى المجالات السياسية والاقتصادية، فضلا عن تعزيز التعاون المشترك مع تلك الدول فى الحرب على الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية وبحث أزمات اللاجئين الفارين من ويلات الحروب التى عصفت بليبيا وسوريا والعراق واليمن.
 
 
وأعلن الاتحاد الأوروبى فى عدة مناسبات دعمه للدولة المصرية وسياستها الاصلاحية التى تقوم بها الحكومة المصرية، ودعم الاقتصاد الوطنى وفتح مجالات آخرى للتعاون المشترك بين مصر ودول القارة العجوز وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وعدد من الدول التى تلعب دورا بارزا فى الاتحاد الاوروبى وفى مقدمتها ألمانيا وفرنسا.
 
 
وبخلاف الملفات التي تساهم مصر في إدارتها على امتداد الخرائط والمحيطات، وفى القلب منها مكافحة الإرهاب والوصل بين أوروبا والقارة السمراء، وملف الهجرة والأزمة الليبية، تغفل لجان الجماعة الإرهابية أن الداخل الأمريكي سيكون أولوية قصوي لإدارة بايدن، لاسيما أزمة كورونا والاقتصاد، ذلك بخلاف النزاع القانوني الطويل الذي يخوضه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب للتشكيك في الانتخابات وآلية التصويت عبر البريد، وهو الملف الذي سيتطلب من الرئيس الأمريكي الجديد القيام بجهد مضاعف لاحتواء أنصار ترامب والتأكيد على أنه سيكون رئيساً لكل الأمريكيين ويدير ملفاته دون أي انحيازات حزبية.
 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المحكمة الإسرائيلية تستدعى ابن نتنياهو لحصوله على جواز سفر دبلوماسى دون حق

الزمالك يجهز بيانًا لتوجيه الشكر لأيمن الرمادى والجهازين الإدارى والطبى

تعرف على البلجيكى يانيك فيريرا المدير الفنى الجديد للزمالك

البلجيكى يانيك فيريرا مديرًا فنيًا للزمالك والإعلان خلال ساعات

رئيس "التنظيم والإدارة" يعلن مسابقة لتعيين 14031 معلم مساعد لغة عربية


النيابة العامة تتيح 3 خدمات إلكترونية لقضايا الأسرة المقيدة قبل 2023

ضمانات حكومية في تطبيق قانون الإيجار القديم.. لا طرد للمستأجرين.. الالتزام بتوفير بدائل سكنية بعد 7 سنوات بقواعد خاصة تراعي السن.. وتؤكد: "عدم إصدار القانون سيكون له ضرر بالغ علي المستأجر"

حزن يخيم على تونس.. 20 غواصًا يبحثون عن الطفلة مريم فى قاع البحر

فين ديزل يكشف عن 3 شروط للمشاركة في ختام سلسلة "Fast & Furious"

رسائل مهمة لرئيس مجلس النواب بشأن قانون الإيجار القديم.. حنفى جبالى: نحن أمام تحدى جديد ضمن تحديات سبق أن اجتازها هذا المجلس بعزيمة وثبات وحكمة شهد بها الجميع.. وأزمة الإيجار القديم لم يكن لأى منا يد فى صناعتها


انضمام أوفا إلى البنك يُعجل بإتمام صفقة أسامة فيصل للنادي الأهلي

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

الأهلي يضع 3 سيناريوهات للخروج الآمن من أزمة رحيل وسام أبو علي

وزير الصحة يكشف عن حالة حبيبة وإسراء وآيات الناجيات من حادث الطريق الإقليمي

الداخلية تواصل حملاتها للكشف عن تعاطى السائقين للمخدرات على كافة الطرق

الداخلية تنتفض ضد السير عكس الاتجاه بالطريق الإقليمى بعد حادث المنوفية.. ضبط عددا من المخالفين لحماية أرواح المواطنين.. المرور تحرر 700 مخالفة خلال 24 ساعة.. وخبراء: رفع الوعي لدى السائقين هو الحل

الرئيس السيسى يستقبل القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع بمدينة العلمين

مواعيد مباريات اليوم.. الإنتر ضد فلومينينسي ومان سيتي مع الهلال فى مونديال الأندية

عيد ميلاد مايك تايسون.. قصة اعتناقه الإسلام ولماذا أطلق على نفسه "مالك"

عرض سائق السيارة المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى بالمنوفية لتجديد حبسه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى