وزير الأوقاف: لا يجوز التعرض لمعتقدات الآخرين بسوء وأمر الآخرة إلى الله وحده

الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال افتتاح المسجد
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال افتتاح المسجد
كتب على عبد الرحمن
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة الجمعة، بمسجد الإسماعيلى بمحافظة الإسماعيلية، بعنوان "أدب الحوار والتعبير عن الرأى"، بحضور المهندس أحمد عصام نائب محافظ الإسماعيلية، واللواء تامر سعيد سكرتير عام المحافظة، والشيخ مجدى بدران مدير مديرية أوقاف الإسماعيلية، وعدد من القيادات الدينية والتنفيذية والشعبية بمحافظة الإسماعيلية، وبمراعاة الضوابط والإجراءات الوقائية.
 
وفى بداية خطبته أكد وزير الأوقاف، أن ديننا هو دين الحكمة والعقل والمنطق والإنسانية والأدب والذوق والرقى والحوار الهادف واحترام الآخرين حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، ويقول أيضًا : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ ".
وأشار جمعة، إلى أنموذج للحوار فى القرآن فى قصة سيدنا إبراهيم حيث حاور أبيه بالحجة والإقناع قال تعالى : "وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِى عَنكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّى قَدْ جَاءنِى مِنَ العلمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِى أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّى أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِى يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِى مَلِيًّا قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا"، فكرر سيدنا إبراهيم عليه السلام لفظة " يا أبت " أربع مرات للتلطف والأدب فى الخطاب، وزيادة فى التلطف لم يقل يمسك عذاب من الجبار وإنما قال "من الرحمن"، وأجاب على تهديد والده له " لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِى مَلِيًّا" بمنتهى الأدب والرقى "سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا" , وظل (عليه السلام) على عهده إلى أن نُهى عن ذلك , حيث يقول الحق سبحانه : " وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ" . 
وبما أن الجزاء فى الدنيا والآخرة من جنس العمل , لقى سيدنا إبراهيم (عليه السلام) من أدب ولده إسماعيل (عليه السلام) ما فاق أدبه هو مع والده , على نحو ما صوره لنا القرآن الكريم فى سورة الصافات , حيث دعا سيدنا إبراهيم (عليه السلام) ربه أن يرزقه الولد الصالح فَمنَّ عليه الحق سبحانه وتعالى بسيدنا إسماعيل (عليه السلام) , ثم بشره بسيدنا إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب (عليهما السلام) , وفى شأن ولده إسماعيل (عليه السلام) يقول الحق سبحانه على لسان سيدنا إبراهيم (عليه السلام) : " رَبِّ هَبْ لِى مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْى قَالَ يَا بُنَى إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ " .
ونلاحظ أن سيدنا إسماعيل (عليه السلام) قد خاطب والده بنفس اللفظ والأدب الذى خاطب به سيدنا إبراهيم (عليه السلام) والده "يَا أَبَتِ" , فهم كما قال الحق سبحانه: "ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ"، وفى الأثر : افعل ما شِئتَ كما تَدينُ تُدان . 
وقد أكد وزير الأوقاف فى خطبته أن الإسلام حرر المعتقدات من الإكراه ولا يريدها حرب عقائد، وأنه لا يجوز التعرض لمعتقدات الآخرين بسوء، وأمر الآخرة إلى الله وحده. 
كما بين وزير الأوقاف، أن التعبير عن الرأى لا يعنى احتكار الحقيقة ولا النيل من حريات الآخرين، فأنت حر ما لم تضر، والحرية المطلقة فوضى مطلقة، ويجب علينا أن نحافظ على شعور الآخرين بقدر ما نحب أن يحافظوا على شعورنا، والعاقل يفكر قبل أن يتكلم، والأحمق يتكلم دون أن يفكر، فالمنطق الرشيد دليل على عقل صاحبه، والمنطق المختل دليل على حمق صاحبه . 
واختتم وزير الأوقاف:"وشتان بين التعبير عن الرأى والانفلات القيمى والأخلاقي، أما حلقات السباب والفحش فلا يمكن أن تكون رأيا ولا أن تسمى رأيا، وليس من الحرية الاعتداء على حرية الآخرين أو إيذاء مشاعرهم.، قائلاً:"إن كل ما يدعو إلى البناء والتعمير وحماية الأوطان يتسق مع حرية التعبير عن الرأى، وكل ما يدعو إلى الهدم أو التخريب لا علاقة بحرية الرأى أو بالقيم الإنسانية ولا بالأديان ولا الوطنية".
WhatsApp Image 2020-11-13 at 2.04.43 PM
 

 

WhatsApp Image 2020-11-13 at 2.04.44 PM (1)
 

 

WhatsApp Image 2020-11-13 at 2.04.44 PM
 

 

WhatsApp Image 2020-11-13 at 2.04.45 PM (1)
 

 

WhatsApp Image 2020-11-13 at 2.04.46 PM
 

 

WhatsApp Image 2020-11-13 at 2.04.48 PM
 

 

WhatsApp Image 2020-11-13 at 2.04.49 PM (2)
 

 

WhatsApp Image 2020-11-13 at 2.04.52 PM

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اختفت 3 أيام فى البحر.. عوامة وأمواج وغفلة الأب تفاصيل غرق الطفلة مريم

رامي جمال وعاشور والشرنوبي وحبيب يبدعون في ألحان لألبومات زملائهم

مواعيد مباريات اليوم.. ريال مدريد ضد يوفنتوس فى ختام دور الـ16 للمونديال

صرف معاشات يوليو 2025 بالزيادة 15% بدءا من اليوم

ريبيرو يحسم مصير الشباب فى الأهلي قبل انطلاق معسكر إسبانيا


الهلال السعودى يكسر صمود جوارديولا فى كأس العالم للأندية

ريال مدريد يتحدى طموحات يوفنتوس فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية

الطقس اليوم شديد الحرارة وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 37 درجة

خالد صلاح يكتب: رسالة إلى طلاب الثانوية العامة.. "فكروا في الشغل الأول".. ولا تقعوا في وهم كليات القمة والتفاخر الاجتماعي الأحمق

ملحمة تاريخية.. ملخص وأهداف مباراة مان سيتي ضد الهلال بكأس العالم للأندية


مصرع شخص فى انهيار عقار من 3 طوابق بكفر الشيخ.. صور

حكيمي يقود تشكيل الأفضل من نجوم باريس سان جيرمان ضد بايرن ميونخ.. فيديو

الزمالك يستفسر من محمد السيد عن حقيقة التوقيع للأهلي

الهلال يصنع التاريخ بالتأهل لربع نهائى مونديال الأندية برباعية ضد مان سيتى

بعد رونالدو.. قائمة أعلى 10 رواتب فى الدوري السعودي

هالاند يسجل هدف تعادل مان سيتي ضد الهلال 2-2 في الدقيقة 55.. فيديو

لجنة تخطيط الزمالك تناقش عروض الراحلين فى الصيف

اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي بالمعاهد الأزهرية

البحر يعيد الطفلة التونسية بلا نبض.. العثور على جثة مريم بعد يومين (فيديو)

التضامن والعمل تنهيان إجراءات صرف وتسليم تعويضات ضحايا ومصابي حادث المنوفية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى