شارع الثورة جراج كبير!!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

أتحرك يوميا عبر شارع الثورة، ذهابا وعودة بين المنزل والعمل، وهو أحد الشوارع المهمة داخل حى الدقى، وقد كان سكنا لعدد من الضباط الأحرار إبان ثورة يوليو 1952، وجاءت تسميته بالثورة تيمنا بـ يوليو ورجالها، وعلى الرغم من أن الشارع قصير نسبيا، ويخدم المنطقة المحيطة بوزارة الزراعة ونادى الصيد، والراغبين فى الصعود إلى كوبرى أكتوبر، إلا أنه فى زحام مستمر لا يتوقف، والسبب الأساسى يعود إلى أنه تحول إلى جراج كبير، حيث تنتظر السيارات على الجانبين يمينا ويسارا دون مراعاة حرم الطريق، وبات لا يتحمل الضغط الكبير من السيارات عليه وأصبح مثالا على التكدس والسلوكيات الفوضوية غير المقبولة.

شارع الثورة قبل سنوات كان يسمح بالسير فى "اتجاهين"، وبالرغم من ذلك لم يكن يشهد مستويات الزحام التى نراها اليوم، وبعد أن تم تحديد السير فيه بـ "اتجاه واحد فقط"، بات أكثر زحاما وفوضى، وتحول بفعل ظاهرة "السايس"، إلى جراج ضخم لمن يرغب فى الانتظار، بل أضحى الأمر أكثر من ذلك بأن "البوابين" والعاملين فى عمارات وفلل المنطقة يقسمونه فيما بينهم، وقد لاحظت أغرب مشهد فى الصباح الباكر اليوم، عندما رأيت أحدهم يضع زجاجات المياه بجوار الرصيف، حتى يحجز أماكن للسيارات التى تتعامل معه ويتعهد بحراستها.

ظاهرة شارع الثورة تستحق البحث والدراسة من جانب محافظة الجيزة وإدارة المرور فى وزارة الداخلية، فالشارع مع الرابعة أو الخامسة مساء تتوقف فيه الحركة تماما وتسير العربات بسرعة نصف كيلو متر فى الساعة، نتيجة التكدس والزحام الشديد بعد احتلال الشارع بالكامل على الجانبين من أصحاب السيارات بدعم من البوابين والساسة، وما يتبع ذلك من فوضى ومشكلات وشد وجذب.

تحويل الشوارع إلى "جراجات" ليس فقط فى منطقة "الثورة"، بل هناك عشرات ومئات الشوارع فى مناطق مختلفة  بالقاهرة والجيزة بها نفس المشكلة، نتيجة غياب التنسيق والتنظيم، وتغافل أجهزة الحكم المحلى عن ملاحقة مظاهر العشوائية والفوضى، وعدم وجود جراجات عمومية كافية أو افتقار المنازل القديمة لهذه الفكرة، وهذا يتطلب السعي والتحرك العاجل لحل هذه المشكلة وفك الاشتباكات المرورية الصعبة التى تنتج عنها.

لا يوجد دولة في العالم تترك شوارعها مشاعا هكذا لمن يتركون سياراتهم بالأيام ربما الأشهر، بالإضافة إلى فكرة السائس لا نراها فى أى مكان سوى فى القاهرة الكبرى تحديدا، وبعض عواصم المحافظات المزدحمة، لذلك يجب أن تكون هناك توعية أولا بحق الشارع وشروط استغلاله وحدود ذلك، ثم تكون اللوائح المنظمة والإجراءات الصارمة، التي تفرض هيئة الدولة وتقر قوة القانون.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

أرجوك قابل محصل الكهرباء كويس..

أرجوك قابل محصل الكهرباء كويس.. الإثنين، 16 نوفمبر 2020 12:07 م

ماكينة صراف آلى لكل قرية

ماكينة صراف آلى لكل قرية الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 11:00 ص

المستشفيات إجازة الجمعة!!

المستشفيات إجازة الجمعة!! الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020 11:33 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين فى حادث طريق مطروح

جنايات دمنهور تقضى بالإعدام على توربينى كفر الدوار لاعتدائه على 3 أطفال

غيابات الزمالك أمام مودرن سبورت الليلة

استمرار مجالس الهيئات الرياضية لنهاية مدتها.. أبرز تعديلات قانون الرياضة

علشان تختار لولادك صح.. الفروق بين نظام البكالوريا والثانوية العامة


القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

حملة رياضية كبرى لعزل إسرائيل ودعم سكان غزة.. ومحمد صلاح يتصدر المشهد

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى

عرض كويتى جديد لاستضافة السوبر الرباعى المصرى


سفاح الإسماعيلية.. "دبور" ذبح جاره وسط الطريق منذ 4 سنوات وتم إعدامه اليوم

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

سموحة يستدرج زد اليوم على شاطئ الإسكندرية في الدورى

الطقس اليوم.. حار بأغلب الأنحاء ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة

موعد قرعة دوري أبطال أوروبا 2025-2026.. صلاح ومرموش يترقبان

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

الأهلى يعقد جلسة خاصة مع ريبيرو لحسم مصير أحمد عبد القادر

فرص عمل فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه.. اعرف الشروط والتفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى