سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 21 نوفمبر 1919.. «الاجتماع العظيم» فى «كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس» إعلان رفض رئاسة «يوسف وهبة باشا» للحكومة

كان الوقت صباح 21 نوفمبر، مثل هذا اليوم، عام 1919 حين ازدحمت كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بنحو ألفين من الأقباط، للإعلان عن رفض الأقباط لأن يتولى أحدهم وهو «يوسف وهبة باشا» رئاسة الحكومة خلفا لمحمد سعيد باشا.
 
بدأ اجتماع الكاتدرائية قبل ساعات من إعلان السلطان أحمد فؤاد مرسومه بتكليف «وهبة»، وكان رفض الكنيسة فعلا وطنيا خالصا خاليا من أى شائبة طائفية، ويذكر عبدالرحمن فهمى فى الجزء الثانى من مذكراته «يوميات مصر السياسية» وقائع هذا اليوم الخالد، وجاءت على خلفية استعداد الحكومة الإنجليزية لإرسال لجنة برئاسة «اللورد ملنر» إلى مصر، لدراسة أسباب الثورة التى اندلعت يوم 9 مارس 1919، واقتراح النظام الذى تراه ملائما لمصر فى ظل الحماية البريطانية، ورأت القوى الوطنية مقاطعة اللجنة، ولما قامت «دار الحماية» يوم 15 نوفمبر 1919 بالإعلان عن قدومها من إنجلترا، تقدم محمد سعيد باشا باستقالة حكومته، استجابة للنداء للمقاطعة، فأصدر السلطان فؤاد مرسومه إلى يوسف وهبة بتشكيل حكومة جديدة، فغضب المصريون، ويؤكد فهمى: «كان الأشد استياء الأقباط أنفسهم».
 
وكان «فهمى» هو قائد التنظيم السرى للثورة، وتشمل مذكراته على المراسلات السرية بينه وبين زعيمها سعد زغلول باشا، رئيس الوفد الذى سافر إلى فرنسا لعرض قضية مصر أمام «مؤتمر الصلح» الذى بدأت أعماله فى 10 يناير 1919، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى فى 11 نوفمبر 1918.
 
وأطلق «فهمى» على ما جرى فى الكاتدرائية وصف «الاجتماع العظيم»، فى رسالته إلى سعد زغلول، وقال عنه: «رأس الاحتفال حضرة القمص باسليوس وكيل البطريركية، وافتتحه الآباء القسوس بصلاة شكر، وكان شماسة الكنيسة واقفين بملابسهم الرسمية يحملون الشموع، فشاركوا الآباء القسوس بترنيم بعض الأناشيد الدينية، ثم نهض حضرة القمص سلامة منصور رئيس المجلس الملى بالقاهرة، وبارك الحاضرين ودعا لهم بالنجاح فى مقاصدهم الوطنية، ثم دعا الخطباء فتقدمهم حضرة توفيق أفندى حبيب، محرر جريدة الأخبار، وألقى كلمته، وجاء فيها: «ليعلن هذا الجمع براءته ممن سلم مفتاح الحصن، وليعلن بلسان خطبائه أن المصريين كلهم يدا واحدة، ينشدون الحق وللحق قوة لا تصرع مهما بذل فى إخماد نوره».
 
توالى الخطباء حتى كانت الخطبة الأخيرة للقمص «مرقس سرجيوس»، وقوبلت بعاصفة تصفيق قوية، وكان اكتسب شهرة واسعة نتيجة خطبه النارية أثناء الثورة من بينها خطبه فى الأزهر.. ويقول فهمى: «كان فى الكنيسة منضدتان أعدت عليهما أدوات الكتابة وصورة بيان احتجاج عنوانه: «إلى الأمة المصرية»، فوقع الحاضرون عليه وهم خارجون كل بإمضائه، واتفق الحاضرون على إرسال تلغراف إلى «وهبة» بتوقيع رئيس الاجتماع «حضرة القمص باسيلوس» وكيل الدار البطريركية»، ونص على:
«حضرة صاحب المعالى يوسف وهبة باشا مصر - الطائفة القبطية المجتمع منها ما يربو على الألفين فى الكنيسة الكبرى تحتج بشدة على إشاعة قبولكم الوزارة، إذ هو قبول للحماية ولمناقشة لجنة ملنر، وهذا يخالف ما أجمعت عليه الأمة المصرية من طلب الاستقلال التام، ومقاطعة اللجنة، فنستحلفكم بالوطن المقدس، وبذكرى أجدادنا العظام أن تمتنعوا عن قبول هذا المنصب».
 
أما الاحتجاج الموجه إلى «الأمة المصرية» والذى وقع عليه كل الحاضرين فنص على: «علمنا أن صاحب المعالى يوسف وهبة باشا قد قبل فى الظروف القاسية العصيبة التى تجتازها الأمة أن يقوم بتشكيل الوزارة بعد البلاغ الرسمى الأخير الذى تضمن تمسك الإنجليز بالحماية على مصر، وحيث إنه لا يمكن تفسير هذا القول إلا بقبول الحماية والعمل تحت لوائها ومعاونة لجنة اللورد ملنر فى تقرير مصير البلاد، وحيث إنه يخشى أن يعتبر الإنجليز الذين يسنون جهدهم لتشويه حركتنا الوطنية، ووحدتنا القومية قبول الرجل لهذا المنصب بمثابة رضاء أقباط مصر أو فريق منهم عن وزارته، أو عن سياسة هذه الوزارة أو أى سياسة لا ترمى إلى إنالة مصر استقلالها التام»، وحيث إن «وهبة باشا» لم يمثل فى وقت من الأوقات أمانى الأقباط، ولم يشترك معهم فى شعورهم القومى أيا كان نوعه، وحيث إنه فى الوقت الذى أجمعت فيه الأمة المصرية، وتوحدت كلمتها على المطالبة بجميع حقوقها والسعى إليها يدا واحدة وقلبا واحدا، وحيث إنه لا فرق بين مسلم وقبطى بل المصريون كلهم شخص واحد، ولكن الأقباط يرون أنفسهم مضطرين إلى أن يتقدموا بصفتهم أقباطا لإظهار شعورهم حيال هذا الحادث، لذلك هم يعلنون براءتهم من كل رجل أو هيئة تقبل الحماية، أو تساعد على تعضيدها، فلكل هذه الأسباب يعلن الموقعون على هذا اشتراكهم مع سائر طبقات الأمة المصرية فى الاحتجاج على تشكيل الوزارة الجديدة». 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة


ضبط شاب عشرينى استدرج «طفلة 14 عاما» واعتدى عليها 3 أيام في منزله بالشرقية

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. البداية مع زيمبابوى 22 ديسمبر


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

موعد مباراة الأهلي وفيروفيارو الموزمبيقي بنهائى بطولة أفريقيا لسيدات السلة

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى