سقوط عصابة البجع فى تركيا بعد استقالة صهر أردوغان.. جناح الفساد داخل حزب العدالة والتنمية يصبح بدون غطاء بعد خروج بيرات البيرق من الحكومة.. اتهامات لأردوغان برعاية الفاسدين بالحزب لتصفية خلافاته مع المعارضين

اردوغان
اردوغان
كتب:محمد إسماعيل

شنت صحيفة أحوال تركية المعارضة هجوما عنيفا ضد نظام اردوغان، حيث توقع سقوط وانكشاف مجموعة الفساد داخل حزب العدالة والتنمية التى كانت محيطة ببيرات البيرق صهر الرئيس التركى رجب طيب إردوغان والذى استقال مؤخرا من وزارة الخزانة بالحكومة التركية.

وأشارت الصحيفة فى افتتاحيتها إلى رواية الإثارة القانونية المعروفة باسم" قضية البجع"، التى صدرت فى 1992 للمؤلف جون غريشام قبل أن تتحوّل إلى فيلم، وتروى القصة مصير طالب فى كلية الحقوق، كتب تقريرا بعد مقتل اثنين من قضاة المحكمة العليا المختلفين أيديولوجيا فى الولايات المتحدة.

وأوضحت أن فى تركيا، تحمل قضية البجع معنى مختلفا تماما. فهى إشارة لعصابة البجع، وهى جناح من حزب العدالة والتنمية الإسلامى الحاكم، ويُعتقد أن صهر الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير المالية السابق بيرات البيرق يقودها.

 

وأضافت:"لا يزال مستقبل المجموعة السرية، التى تضاعف نفوذها فى تركيا من خلال تشويه المعارضة على الشبكات الاجتماعية ونشر معلومات مضللة، غير واضح مع استقالة البيرق غير المتوقعة."

 

وتابعت :"اشتهرت العصابة لأول مرة بعد أن صدرت وثيقة فى 1 مايو 2016 تحت عنوان قضية البجع، وحددت نقاط الخلاف بين أردوغان ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو. وفى الشهر التالى، استقال داوود أوغلو من منصبه، فى خطوة فُسرت على نطاق واسع على أنها تهميش للوزير من الرئيس.

ويعتقد الكثيرونّ بأن المجموعة بقيت تحت قيادة البيرق وشقيقه الأكبر سرحات، وهو الرئيس التنفيذى لمجموعة تركواز الإعلامية الموالية للحكومة. ويُعتقد أنها تتطلع إلى تعيين البيرق على رأس حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد الرئيس رجب طيب أردوغان".

 

وأضافت :"لكن، ووفقا للصحفى التركى، فرات أرز، الذى كان من بين أعضاء مؤسسة "بوسفور غلوبال" الفكرية، تبقى العصابة قريبة من أردوغان بقدر ما هى قريبة من عائلة البيرق، وحيث أكد أن رئيس المجموعة، صهيب أويوت، وزوجته هلال كابلان، يقدمان تقارير لأردوغان كل ثلاثة أشهر حول أنشطتها."

 

وأوضحت أنه يُنظر إلى اجتماع سنة 2019 بين أردوغان ومؤسسة "بوسفور غلوبال"، التى تُعتبر جزءا من آلة الدعاية للحكومة التركية، على أنها دليل على العلاقات الوثيقة بين الرئيس التركى وعصابة البجع.

 

ونشرت "بوسفور غلوبال" تغريدة وصورة، جمعت مساعد أردوغان فخر الدين ألتون، ورئيس مركز "بوسفور غلوبال" سلمان أوغوت، وهلال كابلان، ونائب رئيس المؤسسة.

 

 

وفقا للصحفى إيفى كريم سوزيرى، استهدفت المجموعة داوود أوغلو فى يونيو 2015، كما يتضح من مقال لأوغوت فى مجلة أكتويل التابعة لمجموعة تركواز. وعندما ننظر فى سجل عصابة البجع، نرى وثائق كشفت عنها مجموعة القرصنة اليسارية التركية "ريد هاك" فى 2016، حيث نشرت رسائل بريد إلكترونى زعمت أنها للبيرق.

 

أظهرت المعلومات التى كشفت عنها رسائل البريد الإلكترونى أن الأكاديمى، إدريس كارداش، هو الذى أسس هذه المجموعة فى سبتمبر 2015. وتلقى البيرق هذه المعلومات من أوغوت. ورفع دعوى قضائية ضد الصحفيين الذين تحدّثوا عن هذه الرسائل وسجنوا لأشهر.

 

تضمنت بعض الأسماء المقترحة لتشكيل مجلس الإدارة فى البريد الإلكترونى فى ذلك الحين أوزغوت وصالح تونا والمؤلف صادق أوناى ومالك ألتينوك ورجل أعمال لم تحدد هويته، من بين آخرين.

 

تشكلت المجموعة، ثم بدأت مرحلة البحث عن مقر. ويعرف اليوم باسم قصر البجع، بعد تأجيره لمؤسسة "بوسفور غلوبال". ويعرف الجميع أن مركز الأبحاث هذا كان واجهة لعصابة البجع. وتؤكد الوثائق التى كشفت عنها مجموعة القرصنة "ريد هاك" على صفحة مدونة مخصصة لهذا العقار أن الإيجار الشهرى بلغ 20 ألف ليرة. وحسب الصحفى فرات أرز، جاء التمويل من ميديبول، وهو مستشفى وكلية طب رائدة أسسها فخر الدين قوجة، الذى عيّنه أردوغان وزيرا للصحة.

 

وأصبحت المجموعة فى دائرة الضوء بعد استقالة داوود أوغلو فى 2016، واستمدت قوتها من الشبكة الواسعة التى أطلقتها عبر تركيا، بحضورها الممتد من الإعلام إلى القضاء، ويُعرف أنها لا تستهدف المعارضة التركية فقط. فهناك العديد من الشخصيات الإسلامية التى تقف ضدها، بما فى ذلك بعض الصحفيين الإسلاميين فى البلاد. كما كانت جوهر العديد من المناقشات حول حزب العدالة والتنمية الحاكم لسنوات.

 

وأثار مقال لديليك غونغور فى صحيفة ديلى صباح الموالية للحكومة فى 2019، والذى لفت الانتباه إلى مزاعم تعيين شخصيات مؤيدة لغولن فى مناصب حساسة فى القضاء التركى، انتقادات شديدة من وزير العدل عبد الحميد غول، وزعم تقرير إخبارى فى خدمة "بى بى سي" التركية أن الوزير مستهدف بسبب صدامه مع البيرق. وبعد أن عبّر غول عن إحباطه لأردوغان، شوهد إلى جانب الرئيس التركى أكثر من مرة، وهو ما فُسر على أنه علامة على أنه تحت حماية أردوغان.

 

يترك صمت هذه المجموعة المتشابك مع أجندة حزب العدالة والتنمية السياسية، بعد استقالة البيرق، مجالا للتساؤل حول مستقبلها. وتبدو تصريحات أردوغان الأخيرة التى أعلن فيها عن فترة جديدة من الإصلاحات فى تركيا، بما فى ذلك القضاء، جديرة بالذكر.

 

وقال أليجان أولوداغ، وهو صحفى فى "جمهورييت" التركية اليومية، فى مقال بتاريخ 28 ديسمبر 2019 أن عصابة البجع فى القضاء فى إسطنبول تواجه مشاكل مع وزارة العدل.

 

وتُعتبر إعادة تعيين أردوغان لعدد من البيروقراطيين الذين أقالهم البيرق من وزارة المالية خلال الأسبوع الماضى تطورا آخر قد لا يكون لصالح المجموعة.

ويبقى أن نرى ما إذا أدار أردوغان ظهره لمجموعة البجع. ويعدّ هذا ممكنا، إذ يحمل رجل تركيا القوى سجلّا يصوّر سهولة تهميشه لشخصيات كانت فى دائرته المصغّرة.

 

بالإضافة إلى كل هذا، يمكن أن يعرّض بروز هيكل يقف فى مواجهة المجموعة مكانها للخطر. وكما أثبتت استقالة البيرق، ليست المجموعة فعالة كما يعتقد الكثيرون، وذلك بسبب عدم قدرتها على تحريك الرأى العام على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

من ناحية أخرى، أدت استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، الذى وُصف بأنه أكبر منافس للبيرق، إلى تحريك موجة من مؤيديه على وسائل التواصل الاجتماعى لإعادته إلى منصبه.

 

ويجب ألا نتفاجأ إذا رأينا عناصر من داخل حزب العدالة والتنمية، أو شريكه الأصغر، حزب الحركة القومية اليمينى المتشدد، تحل محل مجموعة البجع فى حالة اضمحلالها. وستحدد التطوّرات كيف ومتى يمكن اتخاذ هذه الخطوة.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نيوم السعودي يضم عبد الله دوكوري في صفقة انتقال حر

وزير الخارجية يطلع نظيره البريطانى على جهود مصر لنفاذ المساعدات الإنسانية لغزة

هييه بقولك أنت.. غدا ذكرى ميلاد ووفاة ممدوح فرج بطل العالم في المصارعة

"ليلة الستة"..هل يكون فاركو بوابة عودة الاهلى للانتصارات بعد 82 يوماً ؟

اتحاد الكرة يجتمع الأسبوع المقبل لمناقشة ترتيبات مباراتي منتخب مصر أمام إثيوبيا وبوركينا


أرقام ريبيرو مع الأهلى قبل مواجهة فاركو الليلة.. إنفو جراف

تيك توكر جديدة فى قبضة الأمن لنشرها فيديوهات منافية للآداب العامة

فاركو عن مواجهة الأهلى: "مباراة لعلاج حموضة صفقات الصيف"

الأهلى يتحدى فاركو لإستعادة الانتصارات بالدوري المصرى الليلة.. ريبيرو يبحث عن الفوز الأول مع الكتيبة الحمراء.. 11 لاعب يغيبون بقيادة العش وعمر كمال وزيزو موجود بالتشكيل المتوقع.. السداسية شعار المواجهة الأخيرة

انهيار الجيش وهرب الرئيس.. 4 سنوات لسيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل


قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

مقتل عنصرين جنائيين شديدى الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

بعد تأكد غيابه عن لقاء المقاولون.. الزمالك يجهز أحمد ربيع لمواجهة مودرن سبورت

حسام حسن يستقر على 25 لاعبًا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

اليوم.. صرف تكافل وكرامة عن شهر أغسطس من الصراف الآلى

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 15 أغسطس 1970.. صدمة فى إسرائيل من معجزة تنفيذ الدفاع الجوى المصرى «القفزة الأخيرة» لحائط الصواريخ قبل ساعات من وقف إطلاق النار تنفيذا لمبادرة روجرز

ناشئو اليد أمام النرويج فى تحديد مراكز بطولة العالم

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى