صدور كتاب "يا صاحب المدد" لـ خيرى حسن عن واقعة سرقة أغنية شهيرة

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن
صدر مؤخرًا للكاتب الصحفي خيري حسن، كتاب "يا صاحب المدد"، عن المكتبة العربية للنشر والتوزيع، يتناول الكتاب الذي كتبت فوق غلافه عبارة "سيرة شاعر ومسيرة وطن"، أزمة طالما شغلت الكاتب في الآونة الأخيرة وأصر على التنقيب في زواياه حتى استطاع أن يصل الى جلاء الحقيقة وأصلها.
 
حيث يطرح الكتاب قضية نسب كلمات أغنية " شدي حيلك يا بلد" والتي كتبها الشاعر زكي عمر وطرحت كمسرحية غنائية في الستينيات، وتم إلصاقها كذبا لآخر، ويسوق الكاتب عبر صفحات كتابه الأدلة التاريخية والمنطقية مستشهدا بأخبار وكتب تثبت نسب الكلمات لزكي عمر، كما يستشهد بشهادات من عاصروا الشاعر وتلك الأزمة.
 
يا صاحب المدد
 
ويقول الكاتب "إن سرقة كلمات [مدد.. شدي حيلك يا بلد] من شاعرها الأصلي زكي عمر {1938 - 1987} جريمة لم تنته عند هذا الحد؛ بل إنها امتدت إلى اختفاء أو -إن شئت الدقة- سرقة المسرحية كلها [النص نفسه] من المركز القومي للمسرح، والمنوط به- بالأساس- حفظ تراثنا المسرحي عبر تاريخه القديم والحديث! [ألا يكفي "جراد الذاكرة" الذي خرج علينا من شقوق الأرض، وهجم، ونبش، وخطف، وسرق - تراثنا السينمائي من قبل.. ألا يكفه تلك الجريمة، فذهب - أو ذهب أعوانه - ليسرق تراثنا المسرحي عن نصر أكتوبر]!
 
لقد ذهبتُ إلى المركز الكائن فى حي الزمالك وسط القاهرة، وبحثتُ عن مسرحيتي [الشرارة - ومدد شدي حيلك يا بلد] للشاعر الراحل زكي عمر {اليوم ذكري ميلاده} ضمن أرشيف المركز، فوجدت جميع مسرحيات نصر أكتوبر موجودة فى الأرشيف؛ باستثناء مسرحيتي زكي عمر! لقد اختفى العملان رغم أن المركز في عام 2015 أصدر كتاباً - أو كُتيباً - عنوانه سلسلة (مسرحيات أكتوبر) به كلمة لوزير الثقافة ـ حينذاك ـ حلمى النمنم، وكلمة للمخرج خالد جلال، يتحدثان فيهما عن قيمة، وأهمية، وحتمية، هذا المشروع لحفظ تراثنا المسرحي لنصر أكتوبر. المؤلم، والمحزن، فى الأمر إنني، وجدت بين صفحات الكتاب اسمي المسرحيتين، ضمن أسماء النصوص التي يتحدثان عنها، لكن في الواقع لا وجود لهما. وبعد عدة ساعات، تنقلت من مكتب إلى آخر.. ومن الدور الأرضي إلى الدور الأعلى.. أسأل، وأبحث، وأفتش عن مسرحية
 
(مدد..شدي حيلك يا بلد) لكنني لم أجد لها أثر! وهذه المسرحية تحمل اسم مؤلفها، وكاتبها، وشاعرها الأوحد "زكي عمر" والتى تقاضي عليها من وزارة الثقافة عام 1973 مبلغ 36 جنيهاً، كأول مسرحية انطلقت لتساند جنودنا على الجبهة، وهذا باعتراف الفنانة القديرة سميحة أيوب نفسها فى تصريح لها مع الزميل محمد عبد الفتاح نُشر فى صحيفة المساء بتاريخ 15 ديسمبر 1973 قالت فيه: "لولا [مسرحية.. مدد] التى جُهزت فى ثلاثة أيام لاضطررنا إلى إغلاق المسرح"! لقد جاءت أشعار زكي عمر الحماسية، الصادقة، فى هذا النص، كأول عمل قُدم عن العبور. وتم عرضه ليلة 13 أكتوبر 1973على خشبة المسرح. وهذا كله يُثبت الجريمة ولا ينفيها!
 
ويتساءل "خيرى" فهل كان الوزير "النمنم" والمخرج "جلال" يعرفان بهذه الكارثة؟ أنا لا أعتقد ذلك، إذن هل تم توريطهما فى الأمر لدرجة أنهما يكتبان مقدمتين لكتاب يضم بين أوراقه مسرحيات سُرقت أو اختفت بفعل فاعل؟! ربما..! إن جريمة سرقة تراثنا المسرحي ـ وهو ليس أي تراث ـ يجب ألا تُمر دون مساءلة، أو تحقيق أو توضيح من وزارة الثقافة نفسها.لقد سُرقت كلمة المقاومة، والتضحية، والفداء، والنداء التى كانت تساند الجنود على الجبهة، لذلك يجب على وزارة الثقافة، والهيئة الوطنية للإعلام، وقطاعات المسرح، تشكيل لجنة تحقيق مشتركة، يُستدعى لها كل مسئول شارك بالفعل أو بالجهل أو بالصمت على هذه الجريمة التي لا تسقط بالتقادم. ومن المؤكد أن هذا الاختفاء أو هذه السرقة.. قد تمت ـ بمنطق الأشياء ـ ليتم التغطية على الجريمة الأولى الأصلية التى وقعت لكلمات "مدد.. شدي حيلك يا بلد" وشاعرها زكي عمر بعدما تم تحجيمه، وتهميشه، واستبعاده، واعتقاله، وقهره، وطرده، خارج الوطن فى عهد الرئيس السادات، ليعيش مهاجراً حتي موته غرقاً عام 1987 فى مياه بحر العرب بدولة اليمن.
 
وهذه الواقعة - جريمة اختفاء النصوص أو سرقتها من مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة المصرية - ليست جريمة فى حق الشعر والشاعر فقط؛ ولكنها جريمة فى حق الوطن والمواطن!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عصر المحاكاة تسليع الثقافة وفقدان الأصالة

كشف ملابسات فيديو تضمن اعتداء أشخاص على آخر وإحداث تلفيات بسيارته فى القاهرة

زياة الرئيس السيسي للسعودية.. شراكة استراتيجية تعزز الأمن العربي وتفتح آفاق التعاون.. وسياسيون: تعكس عمق العلاقات التاريخية ودور القاهرة والرياض في استقرار المنطقة.. وتؤكد وحدة الموقف العربي وصياغة مستقبل مشترك

أحكام بـ8 سنوات حبس.. استمرار التحقيقات مع رجب حميدة بكفر الشيخ

مخدرات ودولارات.. تفاصيل القبض على التيك توكر "نورهان حفظى"


أمير كرارة يحقق بالشاطر أعلى إيرادات فى مشواره السينمائى

بعد مرور عام.. صور جديدة من حفل زفاف محمد الننى على حنان المغربية

ننشر النص الكامل لتعديلات قانون الرياضة بعد تصديق الرئيس السيسى

التشكيل المتوقع للزمالك أمام مودرن سبورت فى مباراة اليوم

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار


نيويورك تايمز: إسرائيل تتحدى الغضب العالمى بتحركاتها فى غزة والضفة الغربية

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى

سفاح الإسماعيلية.. "دبور" ذبح جاره وسط الطريق منذ 4 سنوات وتم إعدامه اليوم

دعوات إيطالية لتعليق مشاركة إسرائيل فى الفيفا واليويفا بسبب غزة

القبض على البلوجر نورهان حفظى لنشرها فيديوهات منافية للآداب

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

مصر تواجه الكاميرون في ربع نهائي بطولة الأفروباسكت

الرئيس السيسى يتوجه إلى السعودية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى